إيران تطور إسفنجة نانوية مبتكرة لجراحات الأسنان

يمانيون|منوعات
أعلن باحثون إيرانيون عن تطوير إسفنجة جيلاتينية نانوية مبتكرة تعد بديلا آمنا وفعالا للمنتجات المستوردة في جراحات الأسنان، حيث تجمع بين ثلاث خصائص علاجية رئيسية وتسهم في خفض كلفة العلاج وتحسين جودة الرعاية الطبية.
وبدعمٍ من “هيئة تطوير تقنيات النانو والميكرو” في إيران، نجح باحثون في جامعة العلوم الطبية الإيرانية في ابتكار إسفنجة جيلاتينية مبتكرة تستخدم في جراحات الأسنان، وتجمع بين ثلاث وظائف حيوية في آنٍ واحد: إيقاف النزيف بسرعة، مكافحة البكتيريا، وتحفيز تجدد العظام.

ويعد هذا المنتج بديلا آمنا واقتصاديا للمواد التقليدية المستخدَمة في وقف النزيف، مع قدرته على تسريع التعافي وتقليل المضاعفات بعد العملية.

وتعد السيطرة على النزيف والوقاية من العدوى من أبرز المشاکل في جراحات الأسنان، إلى جانب ضعف تجدد العظام في منطقة الجراحة الذي قد يؤدي إلى إطالة فترة الشفاء أو حدوث التهابات. الحلول المتاحة حاليا غالبا ما تعالج جانبا واحدا فقط من هذه المشكلات، ما يبرز الحاجة إلى منتجات متعددة الوظائف.

استجابة لهذه الحاجة، طور الفريق البحثي بقيادة سارا سيمرغ إسفنجة جيلاتينية haemostatic تعتمد على تقنيات النانو، وتؤدي ثلاث وظائف رئيسية:

إيقاف النزيف بسرعة وكفاءة عالية.

منع تكاثر البكتيريا بفضل استخدام جسيمات الفضة النانوية ذات الخصائص المضادة للميكروبات.

تحفيز ترميم العظام من خلال جسيمات نانوية مخصصة لتسريع نمو الأنسجة العظمية الجديدة.

المصفوفة الجيلاتينية لهذه الإسفنجة تتميز بكونها حيوية التوافق، خفيفة الوزن، ومرنة، ما يجعلها سهلة الاستخدام في العمليات الجراحية ودون أن تسبب أي ضغط أو انزعاج للمريض. كما أنها قابلة للتحلل الحيوي، فلا تتطلب إزالتها بعد الجراحة، الأمر الذي يوفر راحة إضافية للطبيب والمريض معاً.

وتكمن أهمية الابتكار في دمجه بين ثلاث خصائص علاجية – إيقاف النزيف، مقاومة العدوى، وتجديد العظام – في منتج واحد، ما يميزه عن المنتجات المتوفرة حالياً في الأسواق والتي غالباً ما تقدم وظيفة واحدة فقط. كما يتوقع أن يقلل هذا المنتج من التكلفة الإجمالية للعلاج بفضل تعدد وظائفه في حل واحد متكامل.

ويتوقع أن يستفيد من هذا الابتكار أطباء الأسنان، وجراحو الفم، وأخصائيو اللثة، والمراكز المتخصصة في طب الأسنان، نظراً لقدرته على رفع كفاءة العمليات وتقليل المضاعفات بعد الجراحة.

الإسفنجة قادرة على التكيف مع تجاويف الأسنان المختلفة حجماً وشكلاً، لتوقف النزيف فوراً وتسرع في الوقت نفسه عملية ترميم العظام. أما جسيمات الفضة النانوية فتوفر حاجزاً فعالاً ضد الميكروبات الممرِضة وتمنع حدوث العدوى بعد العملية.

هذا المشروع نتاج عملٍ بحثي جماعي مكون من خمسة باحثين، ويجري حالياً في المرحلة المخبرية تمهيداً لمرحلة التسويق التجاري. ورغم وجود منتجات مشابهة أجنبية، إلا أن النسخة الإيرانية تنفرد بخصائصها الثلاث في وقتٍ واحد، بينما تقتصر المنتجات الأخرى على خاصية وقف النزيف فقط.

ويتوقع أن يحدث هذا الابتكار تحولاً في مجال طب الأسنان التجديدي، من خلال تمكين الأطباء من السيطرة السريعة على النزيف لدى المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة أو يتناولون أدوية مميعة للدم، مع تقليل المخاطر وتحسين تجربة التعافي.

ويأتي هذا المشروع ضمن برامج دعم المنتجات التطبيقية في هيئة تطوير تقنيات النانو والميكرو، بهدف توفير حلول مبتكرة وفعالة لتحسين جودة العلاجات السنية. ويؤكد هذا الإنجاز أن دمج تقنيات النانو والطب التجديدي يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة لتطوير أدوات علاجية متعددة الوظائف تحدث نقلة نوعية في التجربة العلاجية ونتائجها السريرية.

You might also like