لبنان بين مطرقة الضغط الأمريكي وسندان العدوان الصهيوني.. المقاومة ترفع سقف الجهوزية
يمانيون |
استقبلت بيروت اليوم الاثنين المبعوثة الامريكية مورغان أورتاغوس القادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظلّ تزايد الضغوط الامريكية التي تصبّ بوضوح في مصلحة الكيان الصهيوني، وتزامناً مع تصعيد خطير ومتواصل في انتهاكات وسياسات الاحتلال تجاه سيادة وأمن لبنان.
تأتي الزيارة في وقتٍ تبدو فيه موازين القوى الإقليمية والدبلوماسية مشحونة، فيما حافظت المقاومة اللبنانية على تمسّكها بخيار الردع والدفاع ورفعت سقف جهوزيتها لمواجهة أي سيناريو محتمل.
ترابُ اللقاءات التي تجريها المبعوثة يمتدّ إلى “لجنة الميكانيزم” ومسؤولين لبنانيين، وتحمل، بحسب قراءة المتابعين، «أجندة ضغطٍ» واضحة تهدف إلى إجبار بيروت على التراجع عن أدوات ردعها، وعلى رأسها سلاح المقاومة، الذي تعتبره واشنطن وكيان الاحتلال عقبة أمام مشاريع التسوية والتطبيع.
وتتجلى مطالبٍ اميركية مُلحة بـ«نزع سلاح حزب الله وحصر السلاح بيد الدولة»، مطلبٌ اعتُبر تدخلاً فظاً في الشأن الداخلي اللبناني وتجاهلاً لدور السلاح في حماية لبنان من التعرّض والاعتداءات المتكررة.
وفي اتجاه موازٍ، تدفع الادارة الامريكية باتجاه إلحاح على مقاربة تفاوضية مباشرة بين لبنان والكيان الصهيوني، في مسعىٍ لتطبيع حوارٍ دون ضمانات حقيقية للحقوق اللبنانية، ومحاولة لتجميل صورة العدو وشرعنته على طاولة مفاوضاتٍ تُرغم بيروت على الجلوس إلى جانبه تحت ضغطٍ دولي وإقليمي.
هذه الخطوات، بحسب مراقبين لبنانيين وميدانيين، تُعدّ محاولة لتفكيك عوامل القوة اللبنانية وقطع الطريق أمام أي قدرة ردع حقيقية.
تصعيد صهيوني مباشر واستهداف لـ”اليونيفيل”:
تزامن وصول المبعوثة مع حادثٍ خطير استهدف قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب، حيث أفاد ضباط من “اليونيفيل” في بلدة كفر كلا بأنّ دورية للقوات الدولية تعرّضت لهجوم عبر مسيرة ودبابة صهيونية، وهو تطورٌ ينذر بتصعيدٍ جديد يتجاوز المساس بالمدنيين ليطال حتى الضمانات الدولية، ما يضع الكيان الصهيوني في خانة تعدٍّ صارخٍ على قرارات الشرعية الدولية ويعطي المقاومة مزيداً من المبررات الأخلاقية والقانونية للحفاظ على سلاحها كآلية دفاعية.
وفي وسط هذا المناخ، أكّد مسؤولون في حزب الله، وعلى رأسهم الشيخ نعيم قاسم، أن احتمال اندلاع حرب شاملة قائم لكنه مرهون بالحسابات الامريكية-الصهيونية، وأنّ الحزب يبقى في حالة جهوزية كاملة للدفاع عن لبنان.
رسائل المقاومة اتسمت بالثبات الاستراتيجي والمسؤولية الوطنية: التمسك بالسلاح مبرّر دفاعاً عن السيادة والكرامة، وليس منطلقاً لهجومٍ انتهازي. كما لم يستبعد خطاب المقاومة إمكانية تبنّي “صيغ تفاهم بديلة” مع الدولة للتنسيق في مواجهة الانتهاكات، مع إبقاء عنصر المفاجأة والسرّية في كثير من الخطط العسكرية للدفاع عن مصلحة الوطن.
تُركّز المقاومة أيضاً على جانبٍ سياسي-مجتمعي يعزز موقعها: مشروعٌ شامل يربط البعد العسكري بقدرة على تلبية حاجات المواطنين، وتأمين شبكات اجتماعية وخدماتية، ما يمنحها مقوّمات صمود إضافية في مواجهة سياسة الإرهاق والضغط.
في هذا السياق قال الشيخ قاسم إن روح الاستشهاد والالتزام الجماعي هي التي تضمن استمرار المسار الدفاعي حتى تحقيق الردع الكامل أو التحرير الشامل.