من درعا إلى القنيطرة.. الاحتلال الإسرائيلي يتوغل ويعزز وجوده في المناطق الجنوبية لسوريا
يمانيون |
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني تصعيد عملياتها العسكرية في سوريا، حيث تكثف جهودها لترسيخ وجودها العسكري في الجنوب السوري. 
وفي ظل صمت سلطات الجولاني وتواطؤها المستمر مع الاحتلال، تزداد أطماع الكيان الصهيوني في السيطرة على مناطق استراتيجية في جنوب سوريا، وهو ما يعكس إصرارًا صهيونيًا على فرض هيمنة دائمة على هذه الأراضي.
في الساعات الأخيرة، نفذت قوات الاحتلال الصهيوني سلسلة من التوغلات في ريفي درعا والقنيطرة، وهي الأوسع منذ أسابيع. هذه العمليات تُظهر بوضوح تصعيدًا في خطة الاحتلال الرامية إلى إعادة رسم خارطة السيطرة الأمنية والعسكرية في الجنوب السوري.. التحركات الإسرائيلية تأتي ضمن خطة توسعية تهدف إلى تحويل هذه المناطق إلى نقاط نفوذ تابعة للكيان الصهيوني تحت غطاء اتفاقات أمنية يُزعم أنها لحماية الحدود، بينما تسعى بشكل خفي إلى فرض استسلام على الأراضي السورية.
في تفاصيل التوغلات الأخيرة، أفادت مصادر سورية بأن قوات الاحتلال دخلت فجر اليوم إلى قرية معرية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، حيث قامت بتفتيش العديد من المنازل.
كما توغلت دبابتان وعدد من العربات العسكرية إلى قرية العجرف بريف القنيطرة الجنوبي، وقامت بمداهمة خمسة منازل وسط حالة من الذعر بين المواطنين السوريين الذين فوجئوا باقتحام القوات الإسرائيلية للقرية.. في الوقت ذاته، نفذت دورية عسكرية صهيونية عمليات تفتيش مماثلة في قرية المشيرفة القريبة من القنيطرة.
ووفقًا للمرصد السوري، نفذ الاحتلال الإسرائيلي نحو 40 عملية توغل في الأراضي السورية خلال الشهر الماضي، تركزت في أرياف درعا والقنيطرة، وأسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 8 مواطنين سوريين.
هذه العمليات تشير إلى تصاعد مطرد في محاولات الاحتلال للسيطرة على الجنوب السوري، وهو ما يعكس تطورًا خطيرًا في استراتيجية الاحتلال الهادفة إلى كبح المقاومة وتوسيع هيمنته على المنطقة.
المراقبون يرون أن هذه التوغلات الأخيرة، التي شملت قرى العجرف والمشيرفة ومعرية، تمثل خطوة في سبيل تحويل عمليات الاحتلال من مجرد تحركات ميدانية مؤقتة إلى هيمنة ميدانية شاملة. ويسعى الاحتلال إلى توسيع رقعة عملياته لتشمل عمق القرى السورية، بهدف مراقبة الأنشطة المدنية والعسكرية، وتثبيت نقاط عسكرية تحت سيطرته المباشرة.
الاحتلال الصهيوني يسعى على ما يبدو إلى تطبيق استراتيجية مشابهة لما يُنفذ في الضفة الغربية، حيث تبدأ العمليات بتوغلات “مؤقتة” لتنتهي بتثبيت نقاط مراقبة عسكرية وقواعد دائمة في المنطقة.
كما يرى المحللون أن التوسعات العسكرية اليومية تشير إلى خطة صهيونية لتحويل الجنوب السوري إلى ما يشبه “الحزام الآمن” الذي سيشكل تهديدًا للمقاومة في لبنان وفلسطين، كما أنه خطوة ضمن مشروع الاحتلال التوسعي في سوريا.
تؤكد هذه الوقائع أن موقف سلطات الجولاني الاستسلامي، المتمثل في توقيع اتفاقات مع الاحتلال، سهل الطريق أمام الصهاينة لتوسيع نفوذهم في سوريا. ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلي استغل هذه التفاهمات لتوسيع وجوده على الأرض، حيث أبدت سلطات الجولاني استسلامًا مستمرًا تجاه الاحتلال، مما شجع العدو على مواصلة توغلاته ومخططاته التوسعية.
وبغياب موقف شعبي سوري قوي وتواطؤ السلطة المحلية في بعض المناطق، يبدو أن جنوب سوريا قد يسير نحو مرحلة جديدة من الاحتلال المباشر من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
الاحتلال لم يعد يقتصر على أساليب المقنع عبر تفاهمات أمنية مزعومة، بل بدأ يفرض سيطرته على الأرض مباشرة، في خطوة قد تكون مقدمة لمخططات جديدة ضد المقاومة في لبنان وفلسطين، بعد عقود من كونها نقطة انطلاق للمواجهة ضد الكيان الصهيوني.