من صنعاء إلى تعز والحديدة وعمران.. فعاليات ثقافية ولقاءات علمائية إحياءً لذكرى جمعة رجب
يمانيون | تقرير
في مشهدٍ إيماني جامع يعكس عمق الارتباط الديني والتاريخي للشعب اليمني،شهدت عدد من المحافظات، اليوم، فعاليات ولقاءات علمائية وخطابية وثقافية متعددة، إحياءً لذكرى جمعة رجب، ذكرى دخول اليمنيين في دين الله أفواجًا.
وجسدت الفعاليات وحدة الموقف الشعبي والرسمي في ترسيخ الهوية الإيمانية، وتجديد الارتباط بالقرآن الكريم والرسالة المحمدية، والتأكيد على مسؤولية الأمة في مواجهة محاولات استهداف الدين والمقدسات، ونصرة قضاياها العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
حيث احتضن جامع الشعب بالعاصمة صنعاء، لقاءً موسعًا للعلماء والخطباء والمشائخ والنخب الثقافية والتربوية والاجتماعية، تدشينًا لفعاليات جمعة رجب، ذكرى دخول اليمنيين في دين الله أفواجًا، وما تمثله هذه المناسبة من دلالات إيمانية وحضارية متجذرة في وجدان اليمنيين.
وخلال اللقاء، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أن ذكرى جمعة رجب تمثل محطة إيمانية عظيمة لربط المجتمع بفضل الله تعالى عليهم، مشددًا على أهمية شكر الله وحمده على نعمة الإيمان والهداية، تأسّيًا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوضح أن إحياء هذه المناسبة يأتي في إطار تعزيز الارتباط بدين الله، وترسيخ القيم الإيمانية، ومواجهة الحرب الناعمة التي تستهدف هوية الأمة وتسعى لفصل المجتمعات عن قرآنها ودينها.
بدوره، أوضح مسؤول التعبئة العامة بأمانة العاصمة خالد المداني أن ترسيخ القيم والمبادئ الإيمانية مسؤولية جماعية تقع على عاتق العلماء والخطباء والنخب الواعية، مؤكدًا أن فعاليات الهوية الإيمانية مستمرة طوال شهر رجب، وتهدف إلى تحصين المجتمع، وتعزيز وعيه الديني، وبناء جبهة وعي صلبة في مواجهة محاولات الاستهداف الثقافي والفكري.
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله الدكتور طه المتوكل أن تحرك الشعب اليمني في مختلف القضايا جاء بدافع إيماني وأخلاقي خالص، سواء في مواجهة الإساءة الأمريكية المتكررة للقرآن الكريم، أو في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، مشيرًا إلى أن هذا الحضور الشعبي الواسع يعكس حيوية الوعي الإيماني لدى اليمنيين، مقارنة بحالة الصمت والتخاذل التي سادت لدى كثير من الشعوب.
وشدد على ضرورة التفاعل الواسع مع أنشطة وفعاليات جمعة رجب باعتبارها من شكر الله العملي على نعمة الإيمان.
وفي السياق ذاته، نظّمت عدد من المكاتب التنفيذية بمحافظة صنعاء فعاليات خطابية إحياءً لعيد جمعة رجب، أكدت خلالها أن اليمنيين وهم يحتفون بهذه الذكرى يجسدون المعنى الحقيقي للهوية الإيمانية التي جاء بها نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويبرهنون على صدق وصفه لأهل اليمن بالإيمان والحكمة والفقه.
واستعرضت الكلمات دور اليمنيين التاريخي في نصرة الدين والرسول الأعظم، وتمسكهم بالمنهج القويم رغم محاولات الأعداء فصل الأمة عن دينها ونبيها.
وامتدت الفعاليات الثقافية والتوعوية إلى عددٍ واسع من مديريات محافظة صنعاء، حيث شهدت مديريات أرحب ونهم وجحانة وهمدان وبني حشيش وسنحان وبني بهلول وغيرها فعاليات جماهيرية أكدت أن إحياء ذكرى دخول اليمنيين الإسلام لا يقتصر على استحضار الحدث التاريخي، بل يمثل ربطًا واعيًا بين الماضي والحاضر، واستلهامًا للموقف الإيماني الأصيل في نصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
كما أكدت فعاليات مديريات مناخة وصعفان والحيمتين وبني مطر والحصن أن دخول اليمنيين في الإسلام كان دخولًا قائمًا على البصيرة والإيمان والحكمة، وهو ما يفسر ثباتهم التاريخي في مواجهة التحديات.
وفي محافظة تعز، عُقد لقاء علمائي موسع بجامع الجند التاريخي، تدشينًا لاستقبال جمعة رجب وتنديدًا بالإساءة الأمريكية للقرآن الكريم، حيث شدد العلماء والخطباء على أن هذه المناسبة تمثل محطة إيمانية وتربوية لترسيخ الهوية الإيمانية، وتعبئة الأمة في مواجهة ما تتعرض له من استهداف مباشر لمقدساتها، وفي مقدمتها كتاب الله الكريم.
كما شهدت محافظة ذمار فعالية خطابية نظمها قطاع الأشغال والنقل، أكدت أهمية ذكرى جمعة رجب في تاريخ الشعب اليمني وتمسكه بهويته الإيمانية واعتزازه بيوم دخوله الإسلام، وضرورة جعل هذه المناسبة محطة لتعزيز الوعي بمؤامرات الأعداء، والتصدي للحرب الناعمة بالوعي والبصيرة، وتعميق الارتباط بالقرآن الكريم وقيمه.
وفي صنعاء وعمران، أُقيمت فعاليات خطابية مركزية ومسيرات ولقاءات علمائية، شددت على مكانة اليمن وأهله في التاريخ الإسلامي، وعلى مسؤوليتهم التاريخية في الثبات على القيم والمبادئ الإسلامية، ومواجهة محاولات الطمس والتضليل، ومواصلة السير في درب العزة والكرامة.
وأكد العلماء أن الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم ليست حادثة فردية، بل امتداد لحرب عدوانية شاملة تقودها أمريكا ضد الإسلام والمسلمين، بالتوازي مع دعمها غير المحدود لكيان الاحتلال الصهيوني في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وفي محافظة الحديدة، شهدت مديريتا الزيدية والحوك ندوات ثقافية إحياءً لذكرى جمعة رجب، ركزت على مكانة اليمن وأهله في صدر الإسلام، ودورهم الريادي في نصرة الرسول الكريم ونشر قيم الدين الحنيف، معتبرة إحياء هذه الذكرى محطة تاريخية وتربوية تعزز الوعي بالهوية الإيمانية، وتكرّس التمسك بالقرآن الكريم منهجًا وهويةً ومسارًا.
ويؤكد هذا الحراك الإيماني والثقافي الواسع، الذي عمّ عدداً من المحافظات، أن جمعة رجب تمثل لدى الشعب اليمني مناسبة جامعة لتجديد العهد مع الله ورسوله، وترسيخ الهوية الإيمانية، واستحضار المسؤولية التاريخية في الدفاع عن الدين والمقدسات، ومواجهة كل محاولات الاستهداف، في وقتٍ يواصل فيه اليمنيون تقديم نموذج حيّ لشعبٍ دخل الإسلام طواعيةً ومحبة، ولا يزال ثابتًا على عهده مهما عظمت التحديات.
