ندوة علمية بجامعة ذمار تبرز جذور الصراع مع العدو الصهيوني

يمانيون |
نظّمت جامعة ذمار، اليوم السبت، ندوة علمية وتوعوية بعنوان “طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني”، بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين، بالتعاون مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر فلسطين، اللجنة المركزية للحشد والتعبئة، ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني.

وفي افتتاح الندوة، أكد رئيس جامعة ذمار الدكتور محمد الحيفي أهمية مثل هذه الفعاليات لتعزيز الوعي العام بطبيعة الصراع المستمر مع الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن هذه الندوات تعمل على تحصين الشباب من محاولات الاختراق الفكري والحرب الناعمة التي يسعى الاحتلال لفرضها.

كما اعتبر تدريس مقرر “الصراع العربي الإسرائيلي” في الجامعات اليمنية مشروعًا تثقيفيًا استراتيجيًا، يسهم في تعزيز الحصانة الفكرية لدى الأجيال الجديدة ويوفر لهم فهماً واعياً للحقائق التاريخية والدينية المرتبطة بالقضية الفلسطينية.

وأضاف الدكتور الحيفي أن فهم جذور الصراع يجب أن يبدأ من ما ورد في النصوص القرآنية التي وثقت صفات بني إسرائيل وتحولاتهم التاريخية، داعيًا إلى كشف المغالطات التي تروج لها الحركة الصهيونية عبر مؤسسات غربية كبيرة، والعمل على بناء وعي قادر على مواجهة هذه المشاريع.

ومن جهته، استعرض رئيس جامعة صعدة الدكتور عبدالرحيم الحمران في ورقته “الصراع مع أهل الكتاب” الخلفية الدينية والتاريخية للصراع، مشيرًا إلى مواقف أهل الكتاب عبر التاريخ كما وردت في القرآن الكريم، وأن الصراع مع الصهاينة ليس مجرد صراع سياسي عابر بل هو صراع قيم يمتد عبر العصور.

كما قدم رئيس جامعة البيضاء الدكتور أحمد العرامي ورقة تناولت المراحل التاريخية للعلاقة بين الغرب واليهود، موضحًا دور الموروث البروتستانتي الأوروبي في تأجيج المشروع الصهيوني، وصولًا إلى تأسيس الكيان الإسرائيلي في 1948م. كما ناقش دور القوى الاستعمارية في تمكين هذا الكيان من خلال اتفاقيات استعمارية مثل “سايكس بيكو” ووعد بلفور.

وتحدث عضو رابطة علماء اليمن الشيخ مقبل الكدهي عن الدور الوظيفي للنظام السعودي في خدمة المشروع الاستعماري والصهيوني، مستعرضًا وثائق ومؤلفات تناولت الارتباط بين الوهابية والمشاريع الغربية، وأكد ضرورة إعادة قراءة هذه الأدوار في سياق المواجهة مع العدو الصهيوني.

من جانبه، تناول المدير التنفيذي لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني الباحث عبدالعزيز أبوطالب في ورقته أهمية المقاطعة الاقتصادية كأداة فعالة في المقاومة الشعبية، مستعرضًا تأثير حملات المقاطعة العالمية على الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، وداعيًا إلى تعزيز الإنتاج المحلي وتوسيع حملات المقاطعة باعتبارها موقفًا أخلاقيًا وسياسيًا.

كما شدّد المشاركون في الندوة على أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجودي يمتد عبر الجذور الدينية والتاريخية والسياسية، مؤكدين أن الوعي الشعبي والطلابي هو الأساس في مواجهة الاختراق الثقافي والفكري. وأكدوا أهمية تعزيز الثقافة القرآنية، التمسك بالهوية الوطنية، وتفعيل دور مراكز الأبحاث في كشف جذور المشروع الصهيوني وأدواته.

ودعت الندوة إلى توسيع حملات المقاطعة، دعم الإنتاج المحلي، ومواصلة الأنشطة التوعوية داخل الجامعات اليمنية لتعزيز الصمود ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني.

حضر الندوة عدد من قيادات جامعة ذمار، أكاديميين، باحثين، وطلاب.

You might also like