Herelllllan
herelllllan2

تخيلوها اسرائيل

بقلم /مراد راجح شلي

– هل بمقدور ذلك النمساوي المتأنق ، والذي يعيش في الجهة المقابلة من الكرة الارضية ان يلق بالاً لما يجري في افقر بلد في الشرق الاوسط من حرب ابادة وعدوان ظالم من تحالف تقوده السعودية اغني دول العالم نفطياً.

– سميث النمساوي والذي يحمل اسماً اسكتلندياً بدين جداً واشقر جداً ومتعرق جداً . . يتصفح في كوخه الصيفي صحيفة لوموند الفرنسية التي ابرزت في صفحتها الاولى عدة عنوان بارزة اهمها حضور الرئيس الفرنسي لقمة دول الخليج النفطية .

– سميث الذي يدلدل قدميه علي كرسيه الخشبي وهو يطالع صفحات الجريدة المرموقة يقطب حاجبيه مستغرباً كمية اهتمام الصحيفة بالحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين لاستعادة الشرعية كما تروج الصحيفة ، فمنذ انطلاق هذه الحرب واللوموند لم تتوقف من نشر اخبار هذه الحرب من مصادرها السعودية ، ولكنه بالمقابل يلحظ استمرار الصحيفة في نشر اخبار للهيئات والمنظمات الانسانية التي تحذر دوماً من كارثة انسانية ، وظروف معيشية غاية في الصعوبة ، في ظل الحصار الجوي والبحري الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية وكذا تدمير كلي لكل المطارات المدنية .

– يتحدث سميث قائلاً لم يكن هنالك سبباً واضحاً لمتابعتي واهتمامي المفاجئ لكن الوضع الانساني ربما هو ما جعلني ابادر بالبحث عن ما يجري هنالك ، ثمة سبب اخر زاد فضولي هو كمية الارباك التي ينتهجها التحالف فموجة الحرب الاولي التي اعلن عن انتهاءها وزعمهم تحقيق اهداف تلك الحرب المسماه عاصفة الحزم ، ثم نفاجأ باستمرار الغارات الجوية مباشرة عقب اعلان وقفها .

ايضاً هنالك سبب اخر التعتيم المنظم للاعلام العالمي فكوارث انسانية لا تحتاج لعبقري ان يعرف ان ورائها ضحايا ومآسي انسانية غاية في الالم . كما لن احتاج لشيرلوك هولمز لادرك ان سبب هذا كله هو هذه الحرب .

– يكرس سميث وقته للاقتراب اكثر مما يجري ، ويتصفح مواقعاً يمنية محلية يعمل علي ترجمتها يتابع صوراً لضحايا مجازر شبه يوميه ، تدمير شبه كلي لمقدرات وبنية ذلك البلد . . . سميث لم يبدوا متألماً كما هو عليه الان .

– بعد يومين يقف سميث امام البرلمان الاوربي مع مجموعة من الناشطين في حقوق الانسان يرفعون صوراً مؤلمة لضحايا هذه الحرب المستمرة . . . فيما هو يتقدمهم ورافعاً لوحة بيضاء مكتوب عليها كلمتان . . . ( تخيلوها اسرائيل . . . )

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com