Herelllllan
herelllllan2

غريفيث و(تفاؤله)؟! المرحلة الثانية من «عام الحسم».. المقاومة تبسط قوتها .. اليمن.. معادلات ميدانية جديدة تحاصر تحالف العدوان

غريفيث و(تفاؤله)؟! المرحلة الثانية من «عام الحسم».. المقاومة تبسط قوتها .. اليمن.. معادلات ميدانية جديدة تحاصر تحالف العدوان

يمانيون../

لا شك في أن نظام بني سعود توقف عن العدّ، أو هو في طريقه لذلك.. فالمسألة لم تعد فقط في عدّ العمليات الناجحة التي تقوم بها المقاومة اليمنية – كل يوم تقريباً – بدءاً من الداخل اليمني، مروراً بالمناطق الحدودية، وصولاً إلى عمق أراضي العدو.. ولم تعد في عرض بني سعود آثار هذه العمليات وتكرار الرواية المزعومة ذاتها عن «المدنيين والمنشآت المدنية» التي باتت غير مجدية في استجرار التحريض و«الدعم» حتى لو شارك فيها أميركيون من أمثال فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية «سينتكوم» الذي زار السعودية في 18 تموز الجاري للاطلاع على ما سماه «مختلف الصواريخ.. ومكونات الطائرات المسيّرة التي استخدمت لمهاجمة السعودية من اليمن» معتبراً أن ذلك «الاطلاع» كشف له أن «كل الأدلة تثبت صلة إيران» كما هرطق في المؤتمر الصحفي الذي عقده.. وهذا كلام متوقع، فهم، كلما تعمقت هزيمتهم في اليمن، هربوا إلى الاتهامات الباطلة ضد إيران، ومؤخراً هم يكثفون من هذا الهروب– إقليمياً ودولياً– عسى أن يجدي في إعادة حصر الحرب داخل الأراضي اليمنية، ولكن هيهات.. المسألة لم تعد في العدّ أو طريقة العرض والتحريض.. المسألة أن المقاومة اليمنية نجحت في وضع «أريكة» بني سعود بجانب الباب، وربما هي خطوة واحدة فقط قبل فتح هذا الباب ودفعهم خارجاً خروج المهزوم المزؤوم، وما يفعله داعمو المعتدين على اليمن من أمثال الولايات المتحدة هو منع هذا الخروج أو على الأقل إبقاء «الأريكة» بجانب الباب.. لا بأس بذلك حالياً، على أمل أن تتغير المعادلات الإقليمية فتنعكس على ميدان اليمن لمصلحة تمكين بني سعود منه.. ولكن هيهات، فالمقاومة تعي تماماً المعلن والمخفي في خطط تحالف العدوان وداعميه.

عندما أعلنت المقاومة اليمنية أن الـ 2019 سيكون عام الحسم، لم يكن لأحد أن يشكك في جدية الإعلان أو في القدرة على تحقيقه، وإنما انتظر الجميع مراحل التنفيذ باتجاه المعنى الحقيقي الذي قصدته المقاومة اليمنية، أي أن يكون الـ2019 العام الأخير للحرب، وطبعاً بانتصار اليمن وشعبه، وهذا بدهي لأن الإعلان صادر عن المقاومة اليمنية..

كل شيء كان جاهزاً لعام الحسم. توالت الأسابيع والأشهر، وفي كل منها انجاز للمقاومة اليمنية، واختراق ينعطف بالحرب باتجاه تثبيت إعلان المقاومة اليمنية على طريق الانتصار وهزيمة المعتدين، وليس أي هزيمة، فما بعد العدوان على اليمن (26 آذار 2015) ليس كما قبله.. هزيمة المعتدين ستكرس اليمن – ليس دولة مستقلة منتصرة فقط – بل قوة إقليمية في أحد أهم مواقع العالم الجديد الذي يتشكل.

مستعدون للتفاوض.. ومستعدون للدفاع وللهجوم

وإذا كان التفاوض الواقع تحت رحمة المعتدين وداعميهم ما زال في المربع الأول، فإن الدفاع اجتاز مربعات ومربعات تراكمت وتراصّت، ممهدة لتوسيع معادلة الدفاع باتجاه الهجوم ونقل الحرب إلى أرض العدو وضربه في مقتل.

منذ بداية العام،وضعت المقاومة اليمنية تحالف العدوان أمام معادلات ميدانية جديدة، وإن كانت معادلة الهجوم بدأت في الأساس قبل هذا العام، ولكن ليس بالصورة التي هي عليه منذ أشهر، وبنجاح مذهل أفقد قوى العدوان توازنها وأربك حساباتها وأجبرها على اتخاذ أصعب وأقسى القرارات، علماً أن معادلة الهجوم وما تلاها من توسيع دائرتها – خصوصاً خلال الشهرين الماضيين – لا يعد انقلاباً على معادلتي التفاوض والدفاع، بمعنى تغيير النهج والمسار، بقدر ما هو استكمال وتدرج في معركة المواجهة والتصدي، وحتماً كانت هذه المعركة ستصل إلى معادلة الهجوم وتوسيعه طولاً وعرضاً وعمقاً، وهذا ما حصل ولكن بعد تحقيق كل ما تحتاجه معادلة الهجوم، ليكون النصر ناتجاً حتمياً، وما نشهده منذ أشهر مقدمات له.. لنعرض ما حققته المقاومة اليمنية منذ بداية العام، والذي لا يملك تحالف العدوان إلا الاعتراف به، وإذا لم يفعل، فلدى المقاومة التوثيق اللازم بالصوت والصورة.. والشرح.

أولاً: مواجهات الحدود

حتى الآن، وبعد أربعة أعوام ونصف العام من بدء العدوان على اليمن، ما زالت الحدود عصيّة على تحالف العدوان، بل إن المقاومة اليمنية تستمر في تسجيل المزيد من الانتصارات، ليس فقط على الحدود وعمليات الصد، بل في العمق السعودي وفي السيطرة على نقاط مهمة، وكما هو معلوم، فإن العدوان على اليمن لم يبدأ حدودياً وإنما كان جوياً، ولا يزال في أغلبه كذلك، برغم محاولات تحالف العدوان انتزاع الحدود لاستخدامها ورقة حصار يُغلق بها على اليمنيين وعلى المقاومة اليمنية أبواب الفرج سواء منها الانساني /مقومات العيش/.. أو الميداني /عوامل المقاومة والصمود والصد والرد/.. صحيح أن هناك قوات برية لتحالف العدوان على أرض اليمن، لكنها لم تنفذ إليه حدودياً بل عبر الجو والبحر، وبشكل عام، اتخذت الهجمات الحدودية لتحالف العدوان مساراً متواصلاً ينحسر أو يتسع حسب قيمة الخسائر التي يُمنى بها، لكن منذ بداية العام الحالي اتخذت المواجهات الحدودية بعداً أكبر باتجاه العمق السعودي – كماً ونوعاً – ويمكن القول إنه منذ أيار الماضي يكاد الضغط الذي تنجح المقاومة اليمنية في تثبيته نصراً دائماً لها يشل الحدود لمصلحة المقاومة طبعاً، ففي هذا الشهرعلى سبيل المثال سجلت المقاومة سيطرتها على 20 موقعاً داخل الحدود، وهو ما قابله الطرف الآخر بتكثيف وتوسيع هجماته ولكن دون جدوى.. هذه الحدود نجحت المقاومة اليمنية في تحويلها إلى حدود مشتعلة على الدوام وعلى نحو يقلص خيارات تحالف العدوان إلى الحد الأدنى، وبما يعني نصف نجاح أو قطع نصف الطريق الذي تستكمله المقاومة اليمنية جواً بمعادلة الصواريخ والطائرات المسيّرة.

ثانياً: منظومة الصواريخ والمُسيّرات

مع بداية تموز الجاري أعلنت المقاومة اليمنية بداية المرحلة الثانية من «عام الحسم» الذي كان عنوانه الأساس منظومة الصواريخ والطائرات المسيرة والانتقال بالحرب إلى أرض العدو.. في المرحلة الأولى حققت المقاومة اليمنية اختراقات فارقة:

– لناحية كثافة الهجمات الناجحة أولاً.

– لناحية نوعية الأهداف وعددها ثانياً.

– لناحية دفع تحالف العدوان إلى «الولولة» على الملأ والاستغاثة طلباً لمزيد من الدعم ثالثاً.. لقد باتت جبهة العدوان أكثر انكشافاً وضعفاً.

– ولناحية التحول الكمي والنوعي في صناعة رد الفعل اليمني رابعاً.

في منتصف أيار الماضي كان التحول الأبرز أو لنقل الانكشاف الأخطر على مستوى جبهة العدو، إذ نفذت المقاومة اليمنية هجمات بسبع طائرات مسيرة دفعة واحدة استهدفت خط أقبيق – ينبع، ليتضاعف الجمر تحت أقدام المعتدين ولاسيما مع إعلان المقاومة عن مئات المواقع في عمق جبهة العدوان كأهداف محتملة، وفي مقدمتها المطارات وفق معادلة «المطار مقابل المطار».. فكلما ضاعف تحالف العدوان استهدافاته للمطارات اليمنية بالحصار والقصف ردت المقاومة بالمثل مع فارق أن هذا «المثل» أكثر إيلاماً وأوسع تأثيراً باتجاه انكفاء وانحسار هجمات المعتدين.

المرحلة الأولى من عام الحسم كانت ذروتها في أيار لتدشن المقاومة انعطافة جديدة في مسار حرمان تحالف العدوان من الراحة، ومن الأمن والاستقرار، وإيقاع أكبر أذى بصورته وبمستوى القوة التي يدعيها..

في تموز الجاري بدأت المرحلة الثانية من عام الحسم ويمكن عنونتها بتوسيع دائرة المعركة التي نجحت المقاومة – في المرحلة الأولى – في نقلها إلى أرض العدو، إذ لا يكاد يتوقف عدّاد الصواريخ والمُسيّرات التي تطلقها المقاومة اليمنية.

في مؤتمر صحفي بداية هذا الشهر كشفت المقاومة اليمنية بعضاً من أوراق قوتها الميدانية، وعرضت كيف تضاعفت هذه الأوراق «برغم العدوان والحصار الشامل» مؤكدة أنها «دليل إضافي على القدرات اليمنية والكفاءات الوطنية القتالية والتسلحية».. المؤتمر عرض منظومة الصواريخ التي تمتلكها وتصنعها المقاومة وهي:

1- منظومة «قدس».. التي هي صواريخ مجنحة من نوع كروز، وأبرز ما فيها قدرتها على تجاوز المنظومات الاعتراضية، وهي تمثل نقلة نوعية في الترسانة العسكرية للمقاومة حسبما جاء في المؤتمر.

2- طائرة «صمار3».. وهي طائرة هجومية بمدى يصل من 1500 إلى 1700كم، ولا تستطيع المنظومات الاعتراضية كشفها.

3- طائرة «قاصف – k2» الهجومية.

4- طائرة «راصد» الاستطلاعية التكتيكية التي تعمل على مسافات متوسطة وتمتاز بسهولة الإطلاق وخفة الوزن والتكلفة المتدنية.

5- جيل ثالث من منظومة بركان الصاروخية.

كل ذلك، ترافق مع فيلم تسجيلي عرض خصائص الأسلحة الجديدة… والتأكيد على أنه سيتم الكشف عن مزيد من الأسلحة في مؤتمرات صحفية قادمة.

بهذه الترسانة بدأت المرحلة الثانية التي -كما جاء في المؤتمر- ستكون «مملوءة بالمفاجآت» لناحية أن هذه الأسلحة «ستُحدث فارقاً في موازين القوى مع العدو وستتغير معها كل المعطيات لمصلحة المقاومة لأنها أسلحة ردع فاعلة ومؤثرة».. «تم اختبارها في عمليات ناجحة».. «وأثبتت قدرتها ودقتها في إصابة أهدافها».

هي إذاً مرحلة الردع والرد المشروع على الاعتداءات ولن تتوقف ما دام العدوان لم يتوقف حسب تأكيد المقاومة اليمنية بعد كل عملية رد وردع تحققها.

ماذا يعني كل ذلك؟

1- يعني انكشافاً أكبر في جبهة العدوان وإظهاراً لهشاشتها، ولاسيما تثبيت فشل منظومة الـ«باتريوت» الأميركية في كشف أو صد الصواريخ والمسيرات، برغم أنها تغطي كامل الأراضي السعودية، وستُضاف إليها في المرحلة القريبة المقبلة منظومة «ثاد» الأميركية أيضاً التي أعلن نظام بني سعود عن شرائها بـ 1.5 مليار دولار.

2- يعني أن تحالف العدوان عليه أن ينسى كلياً مسألة أنه سينتصر في اليمن، أو أنه سيخرج ببعض المكتسبات، بل عليه البدء بالبحث عن «استراتيجيات خروج» وأن يفعل ذلك عاجلاً.. فإن يخرج اليوم ببعض ماء وجه، خير له من أن يخرج في الغد مهزوماً ذليلاً.. فحتى الآن يبدو أن عام الحسم لن يمتد عاماً آخر إذا ما استمرت إنجازات المقاومة اليمنية على ما هي عليه منذ بداية هذا العام.

3- يعني أن بنك الأهداف سيتسع على الدوام، يوماً بعد يوم، وأن كل جبهة العدوان في متناول المقاومة اليمنية التي أوصلت رسالة واضحة لتحالف العدوان مفادها أنها تعتمد مساراً تكتيكياً تراكمياً في القوة وفي التخطيط والتنفيذ، ومن هنا قولها إن الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت «لن يحتملها هذا التحالف».

4- يعني أن تجميد التفاوض السياسي وابقاءه حبيس المربع الأول، لم ينعكسا مكتسبات ميدانية لتحالف العدوان بل على العكس تماماً، إن المقاومة اليمنية متمسكة بالتفاوض على قاعدة التكامل مع الميدان، وهي تعي جيداً «لعبة التفاوض» وتتعامل معها بنجاح، وعلى نحو يحبط الأهداف الخبيثة من ورائها.

5- يعني أن المقاومة اليمنية مستمرة في معادلة «التموضع الدفاعي – الهجومي» باتجاه أن يكون زمام المبادرات العسكرية كاملاً في يدها في نهاية عام الحسم المعلن.

ربما يفيد هنا أن نورد النصيحة التي قدمتها «مجموعة الأزمات الدولية» في تقريرها الأخير (15 نيسان الماضي) لتحالف السعودية – الولايات المتحدة، بأن عليه البدء في عملية البحث عن «مخرج سياسي» حتى لو كان ذلك يعني «نصراً من نوع ما» للمقاومة اليمنية، معتبرة أن الولايات المتحدة لا تملك مفتاح إنهاء الحرب في اليمن (على اليمن)، ولذلك عليها البحث عن سبل إخراج «حلفائها» منها «بأقل خسائر ممكنة». وتقول: التفاوض السياسي هو الحل، وليس الاستمرار عبثاً في البحث عن كيفية تحقيق انتصارات على الورق.

المفاوضات (العائمة)

الآن ماذا عن المفاوضات.. وإلى أين وصلت؟

باتت «المفاوضات العائمة» تسمية معتمدة نسبة إلى أنها تجري على سفينة « Antarctic Dream» التابعة للأمم المتحدة والتي ترسو قبالة مدينة الحديدة.. وربما هي المفاوضات الأولى من نوعها لناحية المكان الذي تجري فيه، علماً أن ذلك لا يهم كثيراً بالنظر إلى نتائجها الهزيلة حتى الآن.

يوم الخميس الماضي – 18 تموز الجاري – قدم المبعوث الأممي إلى اليمن «مارتن غريفيث» أحدث إحاطة له أمام مجلس الأمن بشأن جديد المفاوضات التي كانت جولتها الأخيرة يومي 14 و15 الماضيين من هذا الشهر.. وبرغم أن «غريفيث» لم يقدم جديداً فإنه استمر في حديثه المتفائل المعتاد، بالرغم من أن إحاطته لم تتضمن ما يدعو للتفاؤل، وهو بنفسه قال «إن الحرب ما زالت متواصلة في كل الأنحاء»..

حديث «غريفيث» هذا مفهوم، ولا يَخفى أنه محاولة للالتفاف على مسألة الفشل المزمن في المفاوضات، أو التقدم بها ولو خطوة واحدة، برغم ما يُعلن بين حين وآخر عن اتفاقات يقال إنه تم التوصل إليها، لنكتشف في اليوم التالي أن لا وجود لها.
بقي أن نقول إن هذه المفاوضات «العائمة» بالمجمل لا تأخذ الحيز المفترض من الاهتمام والتركيز، فكل الاهتمام يتركز على الميدان، لتبدو هذه المفاوضات برمتها تحصيل حاصل.

(تقرير – مها سلطان)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com