Herelllllan
herelllllan2

أسيرات لدى حماس والعدو.. رعاية وكرم في غزة وضرب وتجويع في “إسرائيل”

مع استمرار عملية تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الفلسطينية  “حماس” والعدو الصهيوني على دفعات، تتواتر إشادات من أسيرات إسرائيليات محررات بتفاصيل معاملة إنسانية تلقوها في قطاع غزة، مقابل روايات أسيرات فلسطينيات محررات عن ضرب وتجويع وتهديد بالاغتصاب في سجون الاحتلال.

إنسانية عناصر كتائب القسام، الذراع العسكرية لـ”حماس”، أثارت أيضا غضبا وتعجبا في المجتمع الإسرائيلي؛ لقدرة الكتائب على التعامل بهذه الطريقة على الرغم من الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وخلال تسليمهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ظهر أسرى إسرائيليون، نساء وأطفال، وهم يبتسمون ويلوحون مودعين عناصر “القسام”، الذين رافقوهم في الأسر وحتى عملية التبادل، وهي مشاهد تثير التعجب في ظل عدوان الاحتلال الوحشي على غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني.

فلمدة 54 يوما “زاد عدد الشهداء حتى الثلاثاء عن (15,000) شهيدا، بينهم أكثر من (6,150) طفلاً، وأكثر من (4,000) امرأة، حيث تم انتشال عشرات الشهداء من تحت الأنقاض أو تم دفنهم بعد إخلاء جثامينهم من الشوارع أو استشهدوا متأثرين بجراحهم” وما زال قرابة (7,000) مفقود إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم ما زال مجهولا، بينهم أكثر من (4,700) طفلٍ وامرأة.

وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت “حماس” هجوم “طوفان الأقصى” في مستوطنات غلاف غزة، يوم 7 أكتوبر، فقتلت أكثر 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بدأت في 24 نوفمبر الجاري مبادلتهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

رسالة شكر أسرى لآسريهم!

ربما لم يحدث من قبل أن يكتب أسير إلى آسريه مشيدا بهم، لكنه ما حدث بالفعل من دنيال، وهي أسيرة إسرائيلية محررة، فأمس الإثنين، نشرت “القسام” رسالة شكر وامتنان كتبتها دنيال إلى عناصر المقاومة الذين رافقوها طيلة فترة أسرها.

وشكرت الأسيرة المحررة عناصر “القسام” على “إنسانيتهم الكبيرة” تجاهها هي وابنتها الصغيرة إميليا، التي قالت الأم إنهم عاملوها “بكل حب وحنان أبوي لا كأعداء”.

وتابعت: “اعتبرت ابنتي نفسها ملكة في غزة، فقد أبدى مقاتلو حماس صبرا كبيرا تجاه الطفلة.. لا من المرافقين فقط، بل من القيادة أيضا”.

أكلنا من أكلهم

ولـ”أسباب إنسانية”، أطلقت “حماس” في 23 أكتوبر الماضي سراح الإسرائيليتين يوخباد ليفشيتس ونوريت كوفير، فيما أبقت على زوجيهما بانتظار صفقة لتبادل الأسرى.

في اليوم التالي، وخلال مؤتمر صحفي على الهواء مباشرة في مستشفى بتل أبيب، فاجأت يوخباد الإسرائيليين بقولها إن “عناصر حماس كانوا ودودين جدا معنا”.

وأضافت أنهم “عالجوا رجلا كان مصابا بشكل سئ في حادث دراجة، وكان هناك ممرض يعتني به وأعطاه الأدوية والمضادات الحيوية”.

كما “كانوا يهتمون بنظافة المكان حولنا، وهم مَن كانوا ينظّفون الحمامات وليس نحن.. وأكلنا من الطعام نفسه الذي يأكلون منه”، كما تابعت يوخباد.

وأردفت: “عندما وصلنا إلى مكان الاحتجاز أخبرونا أنهم مسلمون يؤمنون بالقرآن ولن يقوموا بإيذائنا. لقد كانوا كريمين معنا للغاية وهذا يجب أن يُقال”.

وعن سبب مصافحتها لعنصر من “القسام” لدى إطلاق سراحها، قالت يوخباد: “لأنهم عاملونا بطريقة لطيفة، ولبوا كل احتياجاتنا”.

ونقلا عن أسرى محررين، قال المراسل العسكري في القناة “13” الإسرائيلية ألون بن دافيد، خلال برنامج تلفزيوني مؤخرا، إنهم “لم يتعرضوا للعنف ولا للإهانة، وحاول عناصر حماس تزويدهم بالغذاء وبالمسكنات وأدويتهم الاعتيادية قدر المستطاع”.

وأردف: “كانوا يجلسون ويتحدثون مع بعضهم البعض، ويقومون بأنشطتهم بشكل اعتيادي، ويستخدمون اليوتيوب”.

متفقا معه، قال متحدث آخر خلال البرنامج إن ما استمعت إليه من شهادات أسرى محررين “يشعرنا بالخجل”، خاصة أن الأسيرة يوخباد قالت الكلام نفسه سابقا، فتم تكذيبها وقالوا إن “حماس” أثرت عليها.

وأضاف: “لقد كانت تقول الحقيقة تماما مثلما قال هؤلاء (الأسرى)، جلست معهم وسمعت منهم الرواية نفسها بالضبط”.

قمع وتهديد بالاغتصاب

على الجانب الآخر، عاشت الأسيرات الفلسطينيات “أياما صعبة” في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، كما قالت ميسون موسى الجبالي، وهي أقدم أسيرة فلسطينية وأطلقت إسرائيل سراحها في 26 نوفمبر الجاري.

وأوضحت ميسون أن “السلطات الإسرائيلية قمعت الأسيرات بالضرب والرش بالغاز والعزل الانفرادي.. السجانون هددونا بمزيد من القمع وأخبرونا أن لديهم ضوء أخضر لفعل أي شئ.. كانوا يقدمون طعاما شحيحا لـ80 أسيرة لا يكفي بالكاد لأقل من عشرة”.

كما قالت الأسيرة المحررة فاطمة عمارنة إن “السلطات الإسرائيلية سحبت كل شيء من الأسيرات وضيقت عليهن بعد 7 أكتوبر”.

وشددت على أن “الأسيرات بحاجة للكثير.. يفتقدن الطعام والأغطية والملابس.. وأبرز احتياج لهن هي الحرية”.

أما الأسيرة المحررة ولاء طنجي فقالت إن “إدارة السجون انتهجت تفتيش الأسيرات تفتيشا عاريا، وغالبية الأسيرات هُددن بالاغتصاب”.

وتابعت أنه “منذ بداية الحرب، تنتهج إدارة السجون سياسة التنكيل بالأسرى، الأوضاع صعبة للغاية، عشنا أياما من الجوع والعطش، وتم ضربنا ورشنا بالغاز، وتوجيه الإهانات إلينا”.

فيما قالت الأسيرة المحررة عطاف جرادات إن الأسيرات “تعرضن للضرب بشكل مبرح وللإهانة.. بعد 7 أكتوبر، أنا شخصيا تعرضت للضرب حتى ترك أثارا على جسدي، ووجهت لنا الإهانات وتركنا دون فراش وأغطية.. حاولت السلطات الإسرائيلية كسر معنوياتنا، لكنها فشلت”.

وبعد صفقة التبادل بين “حماس” وإسرائيل، ما تزال 60 سيدة وفتاة فلسطينية حاليا في سجون الاحتلال، بينهن 56 أسيرة اعتقلن بعد 7 أكتوبر الماضي، بحسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) في بيان الثلاثاء.

المصدر : الخليج الجديد+وكالة الصحافة اليمنية

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com