Herelllllan
herelllllan2

القبائل اليمنية تجدد النفير العام .. موقف ديني ووطني بأبعاد سياسية وعسكرية واجتماعية

في لحظة فارقة تمر بها المنطقة، وتحت وطأة تصعيد الأعداء وتكالب الحصار على غزة، واصلت القبائل اليمنية مواقفها الثابتة في خط المواجهة، معلنة في لقاءاتها القبلية الموسعة النفير العام، ومجددة البراءة من العملاء والخونة، في كل المحافظات ، تلك المواقف القبلية التي لا تزال تتوالى بكل عنفوان ليست حدثًا عابرًا، بل تحمل في طياتها رسائل قوية في عدة اتجاهات، سياسية، عسكرية، اجتماعية ودينية، تنبئ عن مرحلة جديدة من التلاحم الداخلي والرفض الشعبي للعدوان بكل أشكاله.

يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي

 البعد السياسي .. موقف سيادي يتحدى مشاريع الهيمنة

في قلب الخطاب السياسي الذي حملته اللقاءات القبلية، يبرز تمسك القبائل اليمنية بخيار المقاومة كمسار سيادي في وجه التدخلات الأجنبية، وعلى رأسها العدوان الأمريكي والصهيوني المستمر على اليمن وغزة ، وتأكيد على أن “القبائل اليمنية، لم ولن تكون يومًا إلا في خندق الوطن والسيادة”، في إشارة مباشرة إلى رفض محاولات فرض الوصاية، أو تمرير أي تسوية خارج إرادة الشعب اليمني ، كما شكّل تفويض قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، دلالة سياسية عميقة على وحدة القرار السياسي والقبلي في الداخل اليمني، في ظل ما يشهده المشهد الإقليمي من اضطرابات وتحديات.

 

البعد العسكري .. الجهوزية الكاملة وردع الأعداء

المواقف القبلية لم يكتفِ بالتنديد، بل أعلنت صراحةً عن الجهوزية التامة للنفير العام، وتفويضها للسيد القائد وللقوات المسلحة في تنفيذ أي خيار عسكري تفرضه ظروف المرحلة، خاصة في ظل تصعيد الأعداء في البحر الأحمر والمنطقة.

معلنةً في الوقت نفسه تأييدها ومباركتها للعمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات اليمنية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكدت القبائل دعمها الكامل للمسار العسكري الذي “كسر هيبة العدو”، وأثبت فاعلية استراتيجية الردع اليمنية، خاصة عبر الجبهات البحرية التي أربكت تحركات سفن العدو الإسرائيلي والسفن الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن .

 

البعد الاجتماعي .. وحدة الصف القبلي وتعزيز الهوية الإيمانية

اللقاءات القبلية الواسعة كشفت بوضوح عن تماسك النسيج الاجتماعي اليمني، رغم سنوات العدوان والحصار. فالاصطفاف القبلي الواسع من مختلف المحافظات ومديرياتها عكس حالة من الوعي الجمعي بأن المعركة ليست معركة سلاح فقط، بل معركة وجود وهوية ، ودليل واضح على أن القيم الأصيلة للقبيلة اليمنية ما زالت حية الإيمان، العزة، الكرامة، ونصرة الحق ، كما أعلنت اللقاءات بوضوح البراءة أمام الله وأمام الشعب من كل عميل ومرتزق ومتصهين، في رسالة اجتماعية مفادها أن من يخرج عن الصف الوطني والديني لا مكان له في محيط القبيلة.

 

البعد الإنساني والأخلاقي .. نصرة غزة ومظلومية الشعب الفلسطيني

جوهر كل اللقاءات هو البعد الإنساني في التضامن مع غزة، حيث عبّر المشاركون عن موقف ديني وأخلاقي ثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى رفع الحصار ووقف العدوان الوحشي الذي يشنه العدو الإسرائيلي.

وكان من اللافت أن يتم ربط التصعيد في فلسطين مع ما يجري في اليمن، في قراءة استراتيجية ترى أن معركة الأمة واحدة، وأن الدفاع عن غزة هو امتداد طبيعي للدفاع عن صنعاء وصعدة والحديدة.

 

رسائل كل اللقاءات متعددة الاتجاهات وموحدة الهدف

اللقاءات لم تكن موجهةً فقط إلى الداخل، بل حملت رسائل قوية إلى العدو الصهيوأمريكي ، أن اليمن ليس ساحة رخوة، والرد حاضر سياسيًا وعسكريًا ، أما الرسائل المباشرة للخونة والعملاء، فمفادها أن لا مأمن لمن باع وطنه، والبراءة الشعبية والقبلية تعني العزل التام عن المجتمع ، وللشعوب العربية والإسلامية أن اليمن حاضر في معركة الكرامة، وسيبقى في خط الدفاع الأول عن الأمة.

 

خاتمة

ما جرى في كل المحافظات الحرة ليس مجرد لقاءات قبلية اعتيادية، بل تعبير جماعي عن يقظة شعبية متصاعدة، تعكس ملامح مرحلة جديدة عنوانها ، (التحشيد الشعبي، الجهوزية القتالية، والاستقلال السياسي الكامل) ، في ظل تصعيد العدو الصهيوني، والتحرك الأمريكي في البحر، ووسط تعقيد المشهد الإقليمي، يبدو أن القبائل اليمنية قد اختارت موقعها بوضوح ، في خندق المقاومة، إلى جانب فلسطين، وفي وجه كل محتل وخائن.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com