استمرار السقوط الصهيوني في اليمن .. أثر الضربات اليمنية على اقتصاد العدو الإسرائيلي
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني سقوطها المتسارع في مستنقع الصراع مع اليمن، في ظل استمرار التصعيد العسكري والعدوان الجوي على محافظة الحديدة والساحل الغربي، وسط حصار جوي وبحري خانق تفرضه القوات المسلحة اليمنية على سفن العدو الإسرائيلي والمصالح الغربية المرتبطة بها في البحر الأحمر وباب المندب.
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
اختار العدو الصهيوني المضي في عدوانه ، محاولاً كسر طوق العزلة والخسائر المتصاعدة، مما يكشف هشاشة موقفه العسكري والاستراتيجي في مواجهة الفاعلية اليمنية المتزايدة، ولمحاولة جر الولايات المتحدة إلى مربع المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية من جديد .
الضربات اليمنية .. كفاءة عسكرية تفضح العدو
الضربات اليمنية المركزة التي طالت موانئ سفنًا تجارية وعسكرية، ومنشآت اقتصادية للعدو الإسرائيلي مباشرة أو عبر تحالفاتها البحرية، باتت تشكل رعبًا حقيقيًا في دوائر صنع القرار الصهيوني، والأهداف التي تم اختيارها بدقة أظهرت تطورًا نوعيًا في الاستطلاع والقدرة على الوصول إلى نقاط استراتيجية، خاصة في ظل الحظر الجوي والبحري الذي أوقف حركة النقل للعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر بنسبة تتجاوز 80%، بحسب تقارير استخبارية غربية.
الأبعاد الاقتصادية للحصار والضربات
تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل مباشر بالضربات والحصار المفروض، خاصة في قطاعي التجارة والطاقة ، وتعطل حركة الملاحة عبر باب المندب أجبر شركات العدو الإسرائيلي والداعمين الغربيين على استخدام طرق بديلة أطول وأكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح ، وهو ما أدى إلى ارتفاع تكاليف التأمين البحري على السفن المرتبطة بإسرائيل بنسبة 300%، مما تسبب بخسائر بمليارات الدولارات شهريًا ، كما تراجعت مؤشرات بورصة العدو وسط خوف المستثمرين من تصاعد التوترات وخسائر قطاع اللوجستيات ، وشلل في الواردات الحيوية، خاصة في المعدات العسكرية والإلكترونيات القادمة من آسيا.
الحصار الجوي والبحري .. أدوات حرب استراتيجية
القوات المسلحة اليمنية نجحت في تحويل الجغرافيا إلى أداة ردع فعّالة، باستخدام الصواريخ البحرية والطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي في تشكيل طوق خانق حول نشاط العدو الإسرائيلي، ولم يعد الحصار مجرد تهديد رمزي، بل أصبح واقعًا مفروضًا على الملاحة الدولية ذات الصلة بالعدو.
الأثر بعيد المدى
الاستمرار في هذا الحصار من قبل اليمن له تأثيرات استراتيجية بعيدة المدى ، والتي سؤدي حتماً إلى فقدان الثقة الدولية بالعدو الإسرائيلي كشريك مستقر في المنطقة ، وصعود اليمن كقوة إقليمية وازنة في المعادلات الدولية ، ومن جانب آخر اهتزاز صورة الردع للعدو الإسرائيلي أمام الجبهة الداخلية والجوار العربي ، وفتح المجال أمام تحالفات مقاومة أوسع تشارك في الضغط على العدو.
الدور الأمريكي بعد اتفاق وقف إطلاق النار
توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن أرسل إشارات متعددة ، أهمها اعتراف ضمني بقوة اليمن على الأرض والبحر، وتحول في أولويات واشنطن نحو التهدئة وتخفيف الاشتباك العسكري خوفاً على مصالحها في المنطقة ، إلا أن الدعم العسكري والاستخباري الأميركي للعدو الإسرائيلي لا يزال مستمراً ، وتبرز فاعلية هذا الدعم عبر الغطاء السياسي الكامل للعدو في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتزويده بالسلاح والقنابل الفتاكة التي يستخدمها العدو في الإبادة الجماعية لأبناء غزة ، التي ترتكب يومياً وعلى مدار الساعة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع .
خاتمة .. مؤشرات معاودة العدوان الصهيوني على اليمن
صباح اليوم الاثنين 21 يوليو 2025، شنت إسرائيل غارات جديدة على ميناء الحديدة، بعد ساعات من إعلان إغلاق ميناء إيلات بشكل دائم ، ووزير الدفاع الصهيوني إسرائيل كاتس هدد بأن “الحوثيين سيدفعون ثمنًا باهظًا على تورطهم العسكري”، مقارنةً بإيران ،مؤشر يؤكد أن العدو الصهيوني في أعلى درجات التخبط والإحباط والعجز، أمام الحصار المطبق من قبل القوات المسلحة اليمنية ،
ويثبت العدوان الصهيوني اليوم أن العدو يسعى بشدة لردع النافذة اليمنية التي فرضت هذا الحصار دون جدوى ، لكن هذه التحركات أيضاً تؤكد صلابة الموقف اليمني، القائم على قاعدة إيمانية وإنسانية، وقدرته على فرض واقع ردع استراتيجي جديد في البحر الأحمر.