21 صياداً يمنياً ينجون من التعذيب السوداني ويكشفون فصول الانتهاكات
يمانيون |
بعد رحلة ألم استمرت أكثر من ثمانية أشهر في غياهب السجون السودانية، عاد اليوم الأربعاء 21 صياداً يمنياً إلى محافظة الحديدة، محملين بذكريات التعذيب والمعاناة التي عاشوها على أيدي السلطات السودانية، في مشهد يجسد حجم المخاطر والانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون اليمنيون.
جرى استقبال العائدين في ميناء الاصطياد السمكي بحضور محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، الذي أدان بشدة جرائم الاختطاف والتعذيب الممنهج التي ترتكب بحق الصيادين، سواء من قبل السلطات السودانية أو تحالف العدوان ومرتزقته في إريتريا. ووصف عطيفي هذه الأفعال بأنها انتهاك سافر للقوانين الدولية والإنسانية، مؤكداً أن القيادة الثورية والسياسية لن تتخلى عن الصيادين وقضاياهم، وستواصل دعمهم لمواجهة التحديات التي فرضها العدوان والحصار.
وأشار المحافظ إلى أن القطاع السمكي في الحديدة تكبد خسائر فادحة بفعل الاستهداف المتعمد من قبل تحالف العدوان، ما أدى إلى تراجع نشاطه بشكل ملحوظ، داعياً المنظمات الدولية إلى كسر صمتها وإدانة هذه الجرائم والتحرك العاجل لحماية الصيادين.
من جانبه، أوضح نائب رئيس هيئة المصائد السمكية في البحر الأحمر عبدالملك صبرة أن الصيادين العائدين ينضمون إلى قائمة طويلة من الضحايا الذين دفعوا ثمناً باهظاً لمجرد ممارسة مهنتهم الوحيدة في كسب الرزق، وسط استمرار التغاضي الدولي عن هذه الانتهاكات.
وروى الصيادون تفاصيل ما جرى معهم في نوفمبر 2024، حينما كانوا في مياههم الإقليمية وتعطل محرك قاربهم بسبب رياح شديدة، ليدفعهم التيار إلى المجرى الدولي حيث اعترضتهم البحرية السودانية واقتادتهم إلى سجونها. وهناك، تعرضوا لشتى صنوف التعذيب والمعاملة المهينة، وأجبروا على القيام بأعمال شاقة تحت ظروف تجويع قاسية، قبل أن تتم مصادرة قاربهم ومعداتهم، وترحيلهم جواً إلى مطار عدن، حيث واجهوا رحلة معاناة جديدة حتى وصولهم إلى الحديدة.
وفي لفتة إنسانية، سلّم محافظ الحديدة الصيادين مبالغ مالية لمساعدتهم على تلبية بعض احتياجاتهم، في محاولة للتخفيف من آثار ما واجهوه خلال فترة أسرهم.