16 قطعة أثرية يمنية بينها ملك قتبان في قبضة الشرطة الفرنسية
يمانيون |
كشف خبير الآثار اليمني عبد الله محسن عن تفاصيل جديدة تتعلق بعملية تهريب واحدة من أهم المقتنيات التاريخية اليمنية، أبرزها تمثال نادر لملك قتبان “شهر هلال”، جرى إخراجه من إحدى مقابر وادي بيحان، ليصل في النهاية إلى مستودع بضائع في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس.
وأوضح محسن في منشور على حسابه بـ”فيسبوك”، أن التمثال ضمن 16 قطعة أثرية ضبطتها السلطات الفرنسية مطلع العام 2020م، أثناء عملية تفتيش روتينية لأحد المستودعات. وأكد أن هذه القطع كانت جزءاً من مجموعة خاصة جمعها الفرنسي من أصل إيطالي فرانسوا أنتونوفيتش، والتي تضم أكثر من 100 قطعة أثرية يمنية نُشرت صور معظمها في دراسات وأبحاث سابقة.
وأشار إلى أن التحقيقات الفرنسية أثبتت أصالة هذه الآثار وتواصلت وزارة الداخلية الفرنسية حينها مع سفارة اليمن في باريس لتوثيق هويتها، غير أن مماطلات حكومة المرتزقة في متابعة الملف حالت دون إحراز تقدم ملموس في استعادة القطع حتى اليوم.
ولفت محسن إلى أن جزءاً من هذه المضبوطات كان مودعاً لدى متحف المعهد الشرقي للكتاب المقدس في ليون – إسبانيا، قبل أن تنتقل بشكل غير واضح إلى باريس، مؤكداً أن هذا يكشف عن شبكات تهريب منظمة تعمل بين أكثر من دولة أوروبية.
وبيّن أن الآثار اليمنية المهربة يمكن تصنيفها في ثلاثة أنماط: قطع محفوظة في المتاحف الرسمية كـ”اللوفر” حصلت عليها عبر البعثات والتنقيبات أو المزادات؛ وقطع في القصور والمقتنيات الخاصة تعكس تطور فن النحت اليمني القديم؛ وأخرى تُعرض في المزادات العلنية والمتاجر، وهي الأكثر عرضة للضياع وتحتاج إلى تحرك حكومي جاد دبلوماسياً وقانونياً لاستعادتها.
وأكد محسن أن عمليات التهريب لا تجري في الخفاء البعيد، بل تتم أمام أعين المجتمع المحلي وقوات الاحتلال السعودي الإماراتي في مناطق سيطرتهما، حيث تنتشر الحفريات العشوائية والنبش غير القانوني. وذهب إلى القول إن بعض السماسرة والمهربين باتوا معروفين بالأسماء، ويتواصلون مع أساتذة آثار في الداخل والخارج، بل ويعرضون “كتالوجات” للقطع المنهوبة بغرض تسويقها.
وطالب خبير الآثار بسرعة تبني استراتيجية وطنية عاجلة للحد من النزيف المستمر للتراث اليمني، الذي يعد من أقدم وأغنى حضارات العالم، مؤكداً أن التهاون في هذا الملف يفتح الباب لطمس الهوية التاريخية للشعب اليمني.