مخطط “الوصاية الصهيونية” في جنوب اليمن.. بن حبتور يحذر من موطئ قدم إسرائيلي في عدن

يمانيون|محسن علي

أثار تصريح الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، عضو المجلس السياسي الأعلى، حول وجود تنسيق مباشر بين عصابات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً وكيان العدو الإسرائيلي (STC) ، جدلاً واسعاً حول الأهداف الحقيقية للصراع القائم في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة من اليمن حيث يقدم هذا التقرير تحليلاً معمقاً لتصريحات بن حبتور، مدعوماً بتحليل عبري نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”، للكشف عن الأبعاد الاستراتيجية لمخطط “الوصاية الصهيونية” في المنطقة عموما واليمن خصوصا ضمن ما أطلق عليه مجرم الحرب الإسرائيلي “نتنياهو” “إسرائيل الكبرى”.

 

تحذير بن حبتور.. ربط الصراع الداخلي بالأجندة الصهيونية

شدد الدكتور بن حبتور على أن الأحداث المأساوية في الجنوب والشرق اليمني ليست صراعاً محلياً، بل هي جزء من “مخطط قديم-جديد رسمته دول العدوان، وعلى رأسها السعودية والإمارات.

النقطة المحورية في تصريحاته هي الربط المباشر بين الأجندة الإماراتية والمشروع الصهيوني حيث أكد بن حبتور وجود “معلومات تؤكّد تنسيقًا مباشرًا بين عصابات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا وكيان العدو الإسرائيلي” كما اعتبر أن تصريحات وزير الحرب الصهيوني المجرم “كاتس” تمثل “مؤشرًا خطيرًا على وضع أول موطئ قدم رسمي للكيان الصهيوني في محافظة عدن”، في ظل تحركات إماراتية تخدم الصهيونية العالمية في المنطقة بشكّلٍ عام, وفي الوقت نفسه حذر بن حبتور من الانسياق وراء “الأوهام العاطفية” التي تروج لما يحدث على أنه “مشروع استقلال”، مؤكداً أنه ليس سوى “أكذوبة يُردّدها منظّرو الفكر الصهيوني وعملاؤهم في المنطقة.

 

التحليل العبري.. اعتراف بالمكاسب الاستراتيجية

ما يؤكد خطورة تحذيرات بن حبتور هو تحليل نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، والذي كشف عن المكاسب الاستراتيجية التي يجنيها كيان العدو من تنامي سيطرة مرتزقة الإمارات في جنوب اليمن, والتي قالت إن تنامي سيطرتهم, يفتح الباب أمام واقع إقليمي جديد يمنح (إسرائيل) تواجُدًا ونفوذًا ومكاسب استراتيجية واسعة في منطقة ذات حساسية جيوسياسية عالية وقريبة من طرق الملاحة الحيوية في خليج عدن والبحر الأحمر, بينما ركزت على الثروات الطبيعية في المحافظات الجنوبية (النفط والغاز والمعادن) والتي قد تجعل من الجنوب المحتمل شريكًا اقتصاديًّا جذابًا لـ (إسرائيل)، مما يوفر لها بدائل جديدة في مجالي الطاقة والاقتصاد, إضافة إلى أن وجود ما أسمته بالحليف في جنوب اليمن حيث يُتيح لـ (العدو) بناء جبهة أكثر تماسكًا لمواجهة قوات صنعاء، خاصة وأن الجنوب يُعتبر منطقة نفوذ خصبة للإمارات وأتباعها.

وذكّر التحليل بتصريحات العميل المرتزقة ما يسمى برئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، بشأن رغبتهم في التطبيع مع كَيان العدو، مما يفتح الباب أمام تعاون سياسي واقتصادي مستقبلي, حسب قولها.

 

الدوافع الأيدلوجية للزبيدي (تصفية الهوية)

من منظور قوى محور الجهاد والمقاومة وأحرار العالم المناهضون لمسار التطبيع مع العدو المجرم تمثل هذه التصريحات “خيانة عظمى” للقضية الفلسطينية وتماهياً مع مشروع يهدف إلى تصفية الهوية الإيمانية والقومية للشعب اليمني, ويؤكد أن ولاءه ليس لليمن ولا يخدم أبناء المحافظات الجنوبية، بل للأجندات الإقليمية والدولية التي تخدم المشروع الصهيوني مما يجعل نفسه في مواجهة مباشرة مع الوجدان الشعبي اليمني والعربي الرافض لدعوات التطبيع ضمن قطار أنظمة الخيانة  والعمالة.

 

دلالات التماهي بين الأجندتين

يُظهر التقرير أن هناك تماهياً كاملاً بين الأجندة الإماراتية وأهداف كيان العدو في جنوب اليمن المحتل، حيث يخدم كل طرف مصالح الآخر’ على رأسها السيطرة على الممرات المائية والذي يمنح التواجد الإماراتي الإسرائيلي المشترك في عدن والمناطق الساحلية سيطرة أكبر على مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما يمثل هدفاً استراتيجياً قديماً للكيان الصهيوني.

كذلك يهدف المخطط إلى فصل الثروات عن القرار الوطني في صنعاء، وتحويلها إلى رافد اقتصادي للكيان الصهيوني وشركائه الإقليميين، مما يعزز شراكات التطبيع, مثلما حصل مؤخرا في حضرموت التي كشفت أحداثها بما لا يدع مجالا للشك  حقيقة أهداف تحالف العدوان, فلم ولن تكون كما رفعت عناوينها المظللة  بل تجلت بوضوح عاما إثر آخر وهي السيطرة على موارد اليمن النفطية والغازية ونهبها وتقاسم النفوذ, وبسط الاحتلال العسكري المباشر عليها كما حدث قبلها قبلها سابقا شبوة ومأرب أيضا التي ترزح تحت وطأة الفصائل المسلحة الموالية لتحالف العدوان, ويُعتبر هذا التحول قادراً على تغيير معادلات النفوذ الإقليمي وتمكين لاعبين جدد من الحضور بقوة في المشهد الجيوسياسي المتغير، في إشارة إلى تمكّن كيان العدو من التواجد في مناطق باليمن بعد أن تمكن عبر دويلة الإمارات من بناء قواعد عسكرية وتجسسية  في جزيرة ميون بباب المندب وجزيرة عبدالكوري وسقطرى, تصب كلها في صالح الكيان الصهيوني والأمريكي وقوى الاستعمار الغربي الكافر.

 

الخيانة والمسؤولية

خلص بن حبتور إلى أن “أيّ طرف يتماهى مع الأجندة الإماراتية؛ إنّما يخدم عمليًا المشروع الصهيوني”، وشدد على أن ما يجري هو “مواصلة مباشرة للعدوان  الأمريكي السعودي-الإماراتي على اليمن”, يضع كل من يشارك أو يقف مع هذا المسار في خانة “الخيانة”، ويؤكد أن حسابهم سيكون عسيراً في قادم الأيام.

ورغم خطورة هذا السيناريو، تستدرك الصحيفة العبرية بأن هذا التحول لا يُتوقع أن ينعكس بشكل مباشر على عمليات قوات صنعاء في عمق الكَيان وفي البحر الأحمر، مما يعني أن التحديات الأمنية ستظل قائمة، وأن القوات المسلحة اليمنية المسنودة بقبائل اليمن اليمنية مستمرة في تهديد ودك المصالح الإسرائيلية متى ما تطلب الأمر ذلك حتى مع تغير الخريطة السياسية في الجنوب.

You might also like