اليمن يضرب العمق مجددًا.. ما أهمية مطار رامون المستهدف قرب أم الرشراش؟
يمانيون |
في عملية عسكرية نوعية، استهدفت القوات المسلحة اليمنية، اليوم الأحد، مطار رامون الدولي الواقع شمال مدينة أم الرشراش المحتلة (إيلات)، ليكون بذلك ثاني أكبر مطارات الكيان الصهيوني بعد مطار بن غوريون، الذي طاله القصف اليمني أيضًا في إطار العملية ذاتها.
مصادر عسكرية أوضحت أن العملية نُفذت باستخدام ثماني طائرات مسيّرة ضربت عدة أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في خطوة أظهرت القدرة اليمنية على اختراق المنظومات الدفاعية الأمريكية والصهيونية وكشفت حجم التطور النوعي في تكتيكات سلاح الجو اليمني.
ويعد مطار رامون البوابة الجنوبية للكيان الصهيوني، إذ يقع على بُعد 19 كيلومترًا شمال مدينة أم الرشراش المحتلة. ويُعد أول مطار داخلي ودولي يتم تخطيطه وبناؤه بالكامل من قبل سلطة المطارات الصهيونية.
ويتميز المطار ببنية تحتية حديثة تشمل أنظمة أمنية متطورة، برج مراقبة بارتفاع 45 مترًا، مركز طاقة، ساحات وقوف للطائرات، منظومة متقدمة لتصنيف الحقائب، ومحطة إطفاء مجهزة. كما يضم 60 موقفًا للطائرات، ويستقبل قرابة مليوني مسافر سنويًا عبر قاعة ركاب تبلغ مساحتها 30 ألف متر مربع.
ووصلت تكلفة إنشاء المطار منذ بدء التخطيط في 2013 إلى نحو 1.7 مليار شيكل (ما يعادل نحو 395 مليون يورو تقريبًا). وقد تمت تحصينه بسياج مرتفع للحيلولة دون استهداف الطائرات، باعتباره مرفقًا حيويًا وحساسًا يشكل رئة الكيان الجنوبية نحو العالم.
ويعكس إدراج مطار رامون في بنك أهداف القوات المسلحة اليمنية إدراكًا استراتيجيًا لأهمية هذا المرفق، ليس فقط من الناحية الاقتصادية والسياحية، بل أيضًا من الناحية العسكرية والأمنية، باعتباره منفذًا احتياطيًا لحركة الطيران في حال تعطل مطار بن غوريون.
ويرى مراقبون أن استهداف هذا المطار يعكس مرحلة جديدة في مسار الحرب، إذ باتت الأهداف الحيوية للكيان في مرمى القوة الصاروخية والمسيرات اليمنية، وهو ما قد يفرض على تل أبيب حسابات مختلفة بشأن استمرارية عدوانها على غزة واليمن.