ربيع النصر اليمني .. ولادة جديدة تتزامن مع مولد خير البرية

في شهر ربيع النور، مولد رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، يشهد اليمن أيضًا ميلادًا جديدًا في مسار معركته المقدسة مع العدو، لكنه هذه المرة ميلادٌ للنصر والعزة والكرامة، لم يكن التوقيت محض صدفة، بل يحمل دلالات عظيمة في توقيته ومضمونه، لتلتقي الروح المحمدية الجهادية مع الواقع الميداني المتصاعد الذي يسطره أبناء اليمن الأحرار في مواجهة الطغيان الصهيوني ومشروع استباحة الأمة.

يمانيون / تقرير / خاص

 

اليمن المحمدي .. من الاحتفال بالمولد إلى صناعة المجد

لطالما كان اليمن حاضرًا في المسيرة النبوية، أرضًا للأنصار، ومنبعًا للوفاء، وموقعًا للرجال الذين قال عنهم صاحب الذكرى المقدسة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:”الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية”.
واليوم، تتجلى هذه الحكمة في أبهى صورها، حين يحوّل اليمن احتفاله بمولد النبي الكريم إلى موقف عملي وميداني، يدافع فيه عن القدس وغزة وكل الأمة، في زمن عزّ فيه الناصر وقلّ فيه الوعي.

فالاحتفال النبوي في اليمن ليس طقسًا احتفاليًا فحسب، بل هو إعلان ولاء ومحبة، وتجديد للعهد بالسير على نهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي قاد الأمة بالجهاد في سبيل الله ، نحو العزة والكرامة ونصرة المظلومين والمستضعفين

 

السيد القائد .. من منبر المولد إلى ميادين المواجهة

خلال خطابه بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) أن اليمن اليوم يجسد الرسالة المحمدية في أسمى معانيها، بالوقوف إلى جانب المستضعفين، والتصدي للمشروع الصهيوني الأمريكي الذي يسعى لتطويع الأمة وسحق كرامتها.

وقد شدد السيد القائد على أن هذه المرحلة تتطلب وعيًا واستعدادًا وتضحية، محذرًا من التخاذل والتطبيع، مؤكدًا أن المعركة ليست فقط سياسية أو عسكرية، بل معركة هوية وانتماء وولاء لرسول الله صلوات الله عليه وآله.

 

ربيع النصر المحمدي في اليمن 

في حين يعيش اليمن “ربيعه الجهادي”، بتصاعد عملياته النوعية ضد أهداف العدو الصهيوني في العمق ، يعيش الكيان الصهيوني شتاءً من الخوف والرعب والخسارة.
فلا يكاد يمر أسبوع دون إعلان اليمن عن تنفيذ عمليات عسكرية مركّزة، أربكت العدو، وشلت حركته الاقتصادية، وأفقدته القدرة على التحكم في ممرات الملاحة التي طالما استخدمها لتوسيع نفوذه وابتزاز العالم.

الخسائر المادية في اقتصاد العدو الإسرائيلي تجاوزت كل التوقعات، لكن الخسارة المعنوية أكبر بكثير، إذ لم يكن في حسبان العدو أن بلدًا محاصرًا منذ سنوات، كاليمن، سيكون رأس الحربة في معادلة الردع الجديدة التي تغيّر موازين الصراع برمّتها.

 

اليمن .. قلب الأمة النابض

هذا الحراك اليمني المتصاعد، ليس وليد لحظة عاطفية، بل هو نتاج رؤية استراتيجية عميقة، ونهج قرآني واضح، وقيادة واعية جسدت تعاليم النبي صلوات الله عليه وآله ، عمليًا، ورفعت شعار ” لبيك يا رسول الله ” قولًا وفعلاً.

وبينما كانت بعض الأنظمة العربية تُطفئ شموع المولد وتُضيء أنوار التطبيع، كانت صنعاء تضيء سماء فلسطين بالرسائل النارية، وتكتب بلغة الصواريخ والطائرات المسيّرة أن هذا اليمن المحمدي لم ولن يكون إلا مع المستضعفين، وضد المستكبرين.

 

خاتمة .. من ربيع الرسالة إلى ربيع النصر

من “ربيع الأنوار”، إلى “ربيع النصر اليمني”، الذي يزهر في ميادين الجهاد، ويتفتح على وقع الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويعلن للأمة جمعاء أن المولد النبوي لا يُكتمل إلا بالموقف، ولا معنى للاحتفال إن لم يكن مقرونًا بالتحرك الصادق.

وهكذا، من أرض الحكمة والإيمان، يقول اليمن للعالم: نحن لا نحتفل بمولد النبي بالكلمات، بل نعيش نوره في خنادق المواجهة، ونحمل سيفه في وجه الطغاة، ونصلي عليه ونحن نرسل الطائرات المسيرة إلى من يُحاصرون غزة ويستبيحون الأمة.

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com