شركات الشحن العالمية تترقب نتائج مفاوضات غزة لتحديد مصير الملاحة في البحر الأحمر

يمانيون |
تعيش شركات الشحن العالمية حالة من الترقب الحذر لمآلات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، في ظل استمرار التهديدات في البحر الأحمر وتصاعد المخاوف من فشل أي تسوية تضمن استقراراً طويل الأمد للممرات البحرية الحيوية.

وقالت وكالة “فرايت ويفز” الأمريكية المتخصصة في شؤون النقل البحري إن كبريات شركات الشحن تراقب المفاوضات الجارية بين حركة حماس والعدو الصهيوني برعاية أمريكية لتقييم إمكانية العودة إلى طريق البحر الأحمر – قناة السويس، بعد أن تخلت عنه منذ أشهر بسبب تصاعد الهجمات البحرية اليمنية.

وأوضحت الوكالة في تقرير لها الاثنين، أنه “رغم اجتماع المفاوضين لمناقشة الاقتراح الأمريكي لإنهاء الحرب، إلا أنه لا توجد ضمانات حول عودة خطوط الحاويات الكبرى إلى مسار البحر الأحمر في المدى القريب”، مشيرة إلى أن “تجربة وقف إطلاق النار السابق بين الكيان الصهيوني وحماس في يناير كانت هشة وانتهت سريعاً في مارس”.

وأضاف التقرير أن مشغلي السفن ما زالوا مترددين في استئناف رحلاتهم عبر البحر الأحمر، في ظل غياب الثقة بقدرة الولايات المتحدة والقوات الأوروبية على تأمين الملاحة، بعد فشل الهجمات الأمريكية المتكررة ضد اليمن في تحقيق أهدافها، بل وتسبّبها بخسائر فادحة للقوات الأمريكية نفسها، منها إسقاط طائرة مقاتلة وسقوط طائرتين إضافيتين في البحر خلال مناورات فاشلة لتفادي هجمات يمنية.

وأشار التقرير إلى أن تردد شركات الشحن في العودة إلى المسار البحري الحيوي سببه غياب اليقين بشأن استمرار أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ونقل عن الرئيس التنفيذي لشركة “ميرسك” فينسنت كليرك قوله: “حتى بعد وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن، من غير المرجح أن تُعيد الشركات تشغيل سفنها عبر البحر الأحمر قبل ضمان الأمن الكامل في المنطقة”.

كما نقل التقرير عن “سورين توف”، الرئيس التنفيذي لشركة “ميديترينيان شيبينغ” (MSC)، قوله إن العودة السريعة إلى البحر الأحمر “ليست خياراً آمناً حالياً”، مؤكداً أن الوضع الأمني لا يزال هشاً ويتطلب استقراراً حقيقياً قبل استئناف النشاط الملاحي.

وأشارت الوكالة إلى أن شركتي “ميرسك” و”MSC” تخضعان لعقوبات من قبل سلطات صنعاء بسبب تعاملهما المباشر مع الموانئ الصهيونية، ما جعل عودتهما إلى خطوط البحر الأحمر أكثر تعقيداً من الناحية السياسية والاقتصادية.

وفي سياق متصل، نقلت الوكالة عن شركة التأمين الأمريكية “مارش ماكلينان” أن شركات التأمين ونوادي الحماية والتعويض البحري عدلت شروط تغطيتها استجابة لتصاعد المخاطر في البحر الأحمر، حيث رُفعت أقساط التأمين وأُدرجت استثناءات خاصة تتعلق بمخاطر الحرب في المنطقة، ضمن برامج إعادة التأمين المحدثة لعام 2024.

بدوره، أشار الاستشاري البارز في قطاع الشحن البحري “لارس جنسن” إلى أن تجربة الهدنة السابقة في يناير الماضي كانت “كارثية على قطاع الشحن”، مضيفاً: “بعد فشل الاتفاق وعودة الأعمال العدائية، استأنفت القوات اليمنية حصارها، ولذلك حتى لو تم التوصل إلى اتفاق جديد، فإن شركات الشحن ستنتظر فترة طويلة من الهدوء قبل العودة إلى مسار قناة السويس”.

يأتي هذا في وقت أكدت فيه القوات المسلحة اليمنية، أمس الأحد، أنها تتابع التطورات الميدانية في غزة بالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية، مشددة على أن عملياتها البحرية ستستمر حتى “وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها بشكل كامل”، في موقف يعزز حالة القلق لدى شركات النقل البحري العالمية التي باتت تدرك أن استقرار الملاحة في البحر الأحمر مرتبط مباشرة بإنهاء العدوان الصهيوني على القطاع.

You might also like