محمد علي الحوثي يكشف ملامح المرحلة القادمة ويوجه رسائل هامة هذه تفاصيلها
في مشهد مشحون بالتوترات السياسية والميدانية، وفي ظل استمرار العدوان الوحشي الصهيوني الهمجي على غزة، وتصاعد موقف الإسناد اليمني، أطلّ عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي عبر شاشة قناة “المسيرة”، حاملاً خطابًا يعكس تصعيدًا واضحًا في النبرة والموقف، ويتجاوز اللغة التقليدية نحو رسائل بالغة الحدة في مضمونها، ومباشِرة في توجهها، سواء للداخل أو للخارج.
يمانيون/ تحليل
وفي مقابلة اتسمت بحدة الطرح وقوة التوصيف، قدّم الحوثي قراءة خاصة لمجريات المرحلة، محمّلًا العدوان ومرتزقته في الفنادق وفي المحافظات المحتلة، مسؤولية ما آلت إليه أوضاع البلاد، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل كذلك الاقتصادية، من خلال النهب المنظم لموارد الدولة وفي مقدمتها النفط اليمني.
تفكيك المرتزقة وتوصيفهم كأدوات مستهلكة
في نبرة هجومية لافتة، وصف عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي المرتزقة بأنهم باعوا ضمائرهم ودينهم ووطنهم، مصنفًا إياهم كأوراق محروقة في يد تحالف العدوان، ويؤكد أن ولاءهم ليس لليمن، بل لأسيادهم الذين تخلوا عنهم بعد استنزاف دورهم. هذا التوصيف لا يكتفي بانتهاء صلاحيتهم سياسيًا، بل انتهاء أي شرعية داخلية قد يدّعيها هؤلاء أمام جمهورهم، وما ينتظرهم أكثر بكثير مما يتخيلونه نتيجة مواقفهم المخزية.
ماذا تبقّى للسعودية والإمارات؟
في سياق تحليله لمواقف دول عدوان التحالف، تساءل محمد علي الحوثي عما يمكن أن تقدمه الرياض وأبوظبي أكثر مما قدمتاه خلال سنوات الحرب، في محاولة لتصوير تحالف العدوان على أنه في مرحلة استنزاف استراتيجي، عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا. هذه المقاربة تنطوي على حنكة ودراية وإحاطة لواقع المعركة، ونتائجها مسبقاً، ورسالة للداخل اليمني بأن المعركة مع هؤلاء المرتزقة محسومة، وأن قدرات العدوان لم تعد كافية لتحقيق اختراقات ميدانية حاسمة.
من طائرات صغيرة إلى صواريخ دقيقة
الجزء الأبرز في اللقاء كان بلا شك ما تعلق بالقدرات العسكرية. إذ أكد محمد علي الحوثي أن القوات المسلحة اليمنية انتقلت من امتلاك طائرات صغيرة إلى طائرات أكثر تطوراً ، ومن منظومات صاروخية محدودة التأثير إلى منظومات صاروخية أكثر تطورًا ودقة، مشيرًا إلى أن باستطاعتهم الآن استهداف مواقع داخل أراضي الدول المعتدية، في رسالة تحمل طابع التحذير و التهديد المباشر. كما شبّه تطوّر الإمكانات العسكرية بمسار تصاعدي مستمر، مؤكدًا أن ما كان بالأمس بداية بسيطة، أصبح اليوم سلاحًا فاعلًا ودقيقًا.
صنعاء .. أبعد من عين الشمس
ربما كانت من أكثر العبارات القوية التي تحمل دلالات ورمزية واضحة في اللقاء، تلك التي كرر فيها محمد علي الحوثي أن صنعاء أبعد عليهم من عين الشمس، في إشارة إلى استحالة السيطرة على العاصمة أو حتى مجرد التفكير في ذلك، مسترجعًا سرديات الفشل العسكري لتحالف العدوان منذ محاولاته الأولى لإسقاط صنعاء خلال سبعة أيام، هذه العبارة تؤسس مرة أخرى لما تسعى القوات المسلحة اليمنية لترسيخه، معادلة ردع راسخة، وتحصين سياسي وميداني للعاصمة، ولكل المحافظات اليمنية .
للداخل والخارج على حد سواء
الخطاب بقدر ما يحمل رسائل تهديد صريحة وواضحة إلى دول تحالف العدوان ، يحمل كذلك رسائل تطمين وتحفيز للشعب اليمني الصامد المجاهد، في تصميم على تعبئة الروح المعنوية مهما كانت التحديات والمخاطر، وفي الوقت نفسه، يبعث برسالة إلى العدو الصهيوأمريكي، وأدواته من تحالف العدوان السعودي الاماراتي ومرتزقتهم، بأن أي استئناف للعدوان أو مسارات جديدة للصراع سيقابل برد مختلف وأكثر فاعلية وإيلاماً من السابق.
تصريحات محمد علي الحوثي محملة برسائل سياسية وعسكرية وإعلامية متداخلة، تسعى لتأطير المرحلة الراهنة باعتبارها مرحلة تفوق وتماسك، تجاوزت كل المراحل السابقة، في مقابل كروت محروقة من المرتزقة، وفيما قد يكون الخطاب مؤشراً على استعداد لمواجهة محتملة، خصوصاً في ظل التمسك بالموقف المساند لغزة ودخول اليمن في معركة مقدسة ضد العدو الصهوأمريكي، فإنه يجدد التأكيد أن صنعاء خط أحمر .. وأنها أبعد على المرتزقة وتحالف العدوان بعد الشمس ألف مرة.