في أربعينية الشهيد شرف الدين.. وزارة الإعلام تؤكد المضي على نهجه المقاوم وتخلّد إرثه الوطني
يمانيون |
أحيت وزارة الإعلام، اليوم الأحد، فعالية أربعينية الشهيد المجاهد هاشم أحمد شرف الدين، وزير الإعلام في حكومة التغيير والبناء، الذي ارتقى شهيدًا وهو يؤدي واجبه الجهادي والإعلامي في مقارعة العدوان الأمريكي السعودي، حاملاً همّ الكلمة الحرة وصوت المظلومين في وجه آلة الحرب والتضليل.
الفعالية التي احتضنتها العاصمة صنعاء بحضور عدد من قيادات الدولة والوزارة والمؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة، كانت مليئة بمشاعر الوفاء والحزن والفخر، واستحضرت مسيرة رجلٍ آمن بأن الإعلام جبهة لا تقل شرفاً عن جبهة السلاح، وأن الكلمة الصادقة قادرة على كسر جبروت الطغاة وفضح جرائمهم أمام العالم.
وخلال الفعالية، أكد نائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي أن إحياء أربعينية الشهيد هاشم شرف الدين هو تجديد للعهد بالسير على نهجه المقاوم والإعلامي، الذي حمل لواء الوعي والبصيرة في زمنٍ اشتدت فيه الحرب الإعلامية على اليمن ومحور المقاومة.
وقال:“نستحضر اليوم رجلاً نذر عمره لخدمة الكلمة الحرة ونصرة المستضعفين، ووقف بشجاعة إلى جانب الحق في مواجهة مشاريع التضليل الأمريكية والصهيونية التي تستهدف وعي الأمة وهويتها.”
وأوضح الدكتور البخيتي أن الشهيد كان يؤمن بأن الإعلام جبهة موازية لجبهات القتال، وأن الكلمة المخلصة لا تقل أهمية عن البندقية في معركة التحرر والسيادة، مشيداً بمواقفه الوطنية وجهوده في تطوير الأداء الإعلامي خلال أصعب المراحل التي مر بها الوطن.
وأضاف أن الشهيد الوزير كان من أبرز الداعمين لمشروع الإسناد الإعلامي للمقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن القضية الفلسطينية كانت في صلب اهتماماته، وأنه اعتبرها جوهر الرسالة اليمنية الحرة التي عبّر عنها الإعلام الوطني المقاوم.
وأشار البخيتي إلى أن الشهيد شرف الدين كان صاحب رؤية عميقة في تطوير البنية الإعلامية الوطنية، ومهندس مشروع قانون الإعلام الجديد، الذي عمل على صياغته بروح وطنية خالصة، إيماناً منه بضرورة تحديث التشريعات وتحصين الجبهة الإعلامية في وجه العدوان، مؤكداً أن الوزارة ماضية في استكمال هذا المشروع وفاءً لروحه الطاهرة.
من جهته، أكد وكيل وزارة الإعلام لقطاع السياسات والمحتوى الدكتور أحمد الشامي أن الشهيد هاشم شرف الدين ترك إرثاً مهنياً وإنسانياً سيبقى حاضراً في وجدان كل إعلامي حر، موضحاً أن الراحل كان يرى في الإعلام رسالةً مقدسة لا وظيفة، وكان يقول دوماً: “الكلمة الصادقة لا تموت، بل تخلّد صاحبها.”
وأضاف الشامي أن الشهيد الوزير لم يكن مسؤولاً عادياً، بل قائداً ميدانياً في معركة الوعي، حمل همّ الإعلام المقاوم في مواجهة آلة التضليل الأمريكية والصهيونية، وسعى إلى بناء إعلام وطني حرّ يعكس إرادة الشعب اليمني ويواجه خطاب الوصاية والاستكبار.
وفي كلمة مؤثرة ألقاها وكيل الوزارة لقطاع العلاقات والإعلام الخارجي محمد منصور باسم أصدقاء الشهيد، استعرض جانباً من مسيرته المهنية والإنسانية الطويلة، مشيراً إلى أنه عرف الشهيد منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً عندما بدأ عمله مذيعاً في إذاعة صنعاء، ثم مراسلاً لقناة المنار، قبل أن يصبح واحداً من أبرز الإعلاميين اليمنيين الذين حملوا قضايا الأمة بوعي وإيمان.
وقال منصور:“كان الشهيد هاشم شرف الدين يمتلك عقلية تحليلية فريدة ورؤية نقدية ثاقبة، وكان يقيس النجاح بصدق الرسالة لا ببريق الشهرة، وحرص دائماً على أن يكون الإعلام صوتاً للناس لا صوتاً عليهم.”
وأشار إلى أن من أبرز إنجازاته تأسيس مسابقة “العلم الوطني”، التي أصبحت اليوم إحدى المنصات الهادفة لتعزيز الهوية الوطنية والإبداع الشبابي، إضافة إلى مبادراته العديدة في تطوير الكادر الإعلامي وإعادة الاعتبار للطاقات الوطنية داخل مؤسسات الإعلام الرسمية.
وفي ختام الفعالية، تم تكريم أسرة الشهيد الوزير بدرع الوفاء والتقدير، عرفاناً بعطائه وإخلاصه وتفانيه في خدمة الوطن والإعلام المقاوم، فيما عبّر الحاضرون عن اعتزازهم بمسيرته التي ستظل منارة للأجيال المقبلة في طريق الصمود والحرية.
رحل الشهيد هاشم شرف الدين جسداً، لكنه ترك وراءه مشروعاً إعلامياً نبيلاً وروحاً وطنية خالدة، ستبقى حاضرة في كل قلمٍ حرٍ، وفي كل صوتٍ صادقٍ يواجه العدوان بالكلمة كما يواجهه المجاهد بالبندقية.