الدفاع المدني يكشف عن أكبر مشكلة واجهت المدنيين في غزة
يمانيون |
كشف المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، الرائد محمود بصل، عن ما وصفه بأكبر مشكلة إنسانية ودمارية واجهت المدنيين في قطاع غزة خلال الآونة الأخيرة، والمتمثلة في دخول قوات العدو الصهيوني عربات مفخخة محملة بكميات هائلة من المتفجرات إلى عمق الأحياء السكنية، ثم تفجيرها عن بُعد داخل الأزقة والمباني المأهولة بالسكان.
وقال محمود بصل في تصريحٍ صحفي إن هذه العربات المفخخة تسببت بأكبر نسبة تدمير وشكلت خطورة مميتة على المدنيين الذين لم يجد كثيرون منهم مخرجًا آمناً، مشيراً إلى أن بعض هذه العربات تحمل أطنانًا من المتفجرات وتُستخدم لنسف المربعات السكنية بأكملها. وبيّن متحدث الدفاع المدني أن آلية العمل هذه تُمثّل سابقة خطيرة في النزاع، إذ تُحوّل مناطق مدنية مكتظة إلى ساحات قتل وتشريد قسري.
وأكد بصل أن العربة المفخخة الواحدة قادرة على إحداث مساحة تدمير واسعة قد تمتد إلى مربعات سكنية بأكملها، ما يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا وتهجير السكان ونسف البنى التحتية والخدمات الحيوية في الحي.
وشدّد على أن عملية تفجير هذه العربات داخل الأزقة والمباني تؤدي إلى وفاة من يقع ضمن قطر تأثير الانفجار بشكل شبه مؤكد، وتترك ورائها دمارًا يجعل من الممكن القول إن منطقة بأكملها باتت بلا حياة أو خدمات.
وأشار المتحدث إلى أن أحياء مثل الزيتون وتل الهوى وجباليا والصبرة وغيرها تعرّضت لتدمير ممنهج بهذه الطريقة، وأن فرق الدفاع المدني تقف أمام مأساة إنسانية معقدة تتمثل في انعدام الممرات الآمنة وصعوبة الوصول إلى مواقع التفجير لإنقاذ المصابين بسبب استمرار عمليات التفجير والتوغّل الميداني.
وأضاف أن التفجير المتواصل للعربات المفخخة ترافقه غارات جوية وقصف مدفعي ما يزيد من صعوبة عمل فرق الإطفاء والإنقاذ وإجلاء المدنيين والمصابين.
ومع تواتر استخدام نظام العربات المفخخة في العمق المدني، حذّر الدفاع المدني من ازدياد حصيلة الضحايا وارتفاع أعداد المفقودين والجرحى، داعياً المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف هذه العمليات التي وصفها بأنها «جريمة تدمير ممنهجة» تستهدف المدنيين وممتلكاتهم.
كما طلب الدفاع المدني تمكين فرق الإغاثة من الوصول الآمن إلى المناطق المتضررة وإرسال مواد إسعافية ومعدات إنقاذ متقدمة للتعامل مع المشهد الكارثي الذي خلّفته التفجيرات.
في ختام تصريحه، كرّر محمود بصل نداءه للمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لتوثيق هذه العمليات وتقديم الدعم الفوري للضحايا، مشيراً إلى أن حجم الدمار الناتج عن تفجيرات العربات المفخخة يختلف عن أي أسلوب قتالي تقليدي، لأنه يستهدف مساكن المدنيين مباشرة ويحوّل المدن إلى ركام لا يُمكن للمدنيين العودة إليه بأمان.