رحلة الشهيد الغماري.. من الفيزياء إلى الصواريخ ثم قيادة المعركة الدفاعية ضد العدوان
يمانيون |
كشف الدكتور أحمد الشامي، وكيل وزارة الإعلام لقطاع السياسات والمحتوى، جانباً من شخصية الفريق الشهيد محمد عبدالكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة، الذي استشهد وهو في سياق عمله الجهادي وأداء واجبه الإيماني.
وفي منشور له على منصة إكس، سرد الدكتور الشامي بعض المحطات البارزة في حياة الشهيد، مشيرًا إلى بداياته مع التصنيع الحربي، وتفاصيل عن الدور الكبير الذي قام به في إدخال السلاح المحلي إلى ساحات المعارك، بما في ذلك الحروب الست الظالمة ضد اليمن، ومعركة الدفاع عن اليمن ضد العدوان الأمريكي السعودي، بالإضافة إلى مشاركته في معركة إسناد غزة.
البدايات مع الصواريخ:
حيث بدأ الفريق الشهيد الغماري رحلته مع التصنيع الحربي منذ سنواته الأولى في المقاومة. حيث كان أحد أولئك الذين أدركوا أهمية امتلاك سلاح محلي يمكن أن يغير معادلة المواجهات العسكرية ضد الأعداء.
ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تعيشها البلاد آنذاك، انكب الغماري على دراسة بعض الكتب الكيميائية والفيزيائية، وأخذ بتطوير أسلحة بسيطة وفعّالة، بدأت بإصلاح الصواريخ المضادة للدبابات.
وقد كان ذلك بداية مشواره الكبير في مجال التصنيع الحربي، الذي سيتطور لاحقاً ليشمل أسلحة متقدمة لخدمة المعركة اليمنية ضد العدوان.
ومنذ الحرب السادسة التي خاضها اليمن ضد الجيش السعودي في عام 2009، قام الشهيد الغماري مع رفاقه بتطوير أسلحة محلية واستخدامها بفعالية ضد الجيش السعودي الغازي، مما ساهم في تحجيم العدوان وفرض معادلات جديدة في ساحات المعركة.
المرحلة العسكرية والجهادية:
بعد هذه التجارب والإنجازات، تولى الشهيد الغماري مسؤوليات قيادية كبيرة.. إذ أصبح القائد العسكري للمجاهدين الثوار، وقاد معركة الدفاع عن اليمن ضد تحالف العدوان الأمريكي السعودي.
وفي هذه المعركة، كانت مهمته هي تنسيق الجهود العسكرية وتوحيد صفوف المجاهدين، إضافة إلى توفير الدعم العسكري المناسب لمساندة الشعب اليمني في مختلف جبهات القتال.
لكن، لم يتوقف دوره عند ذلك، فقد قاد الشهيد الغماري معركة إسناد غزة، ليُظهر تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني، وكان أحد أبرز الشخصيات العسكرية التي نادت بتوحيد الجهود العربية والإسلامية لدعم القضية الفلسطينية.
البساطة والتواضع في حياته الشخصية:
ورغم المناصب القيادية التي شغلها والمهام الجسيمة التي تحمّلها، ظل الشهيد الغماري محتفظًا بتواضعه الكبير، الذي جعل الجميع من حوله يشعرون بالراحة والتقدير عند التعامل معه.
في لقاءات عديدة مع الدكتور الشامي، كان الغماري يتحدث بعينين ملؤهما الإيمان، وكان يمتلك قدرة غير عادية على التأثير في من حوله، سواء بتواضعه أو بحكمته أو بصدقه.
وأثناء فترة سجنه في سجن الأمن السياسي، لم يتغير شهيدنا العظيم، بل ازداد إيمانًا وتماسكًا، مؤكدًا قناعته التامة بما يفعله من جهاد في سبيل الله والوطن. لقد كانت السنوات التي قضاها في السجن وما تعرض له من تعذيب بمثابة اختبار لإيمانه، وجعلت منه شخصية أشد صلابة في مواجهة التحديات.
الاهتمام بالجميع:
وكانت هموم الشهيد الغماري واسعة وشاملة. فقد كان يهتم بكل شرائح المجتمع، من الإعلاميين إلى المبدعين والفنانين، ومن المشايخ إلى الشباب، وكان يعامل الجميع بنفس الاحترام والمودة.. كان يُعتبر بمثابة “وزير” لكل قطاع، يضع هموم الناس في قلبه ويشعر بألمهم.
ويُختتم منشور الدكتور أحمد الشامي بالكلمات التي تُظهر عمق العلاقة الشخصية مع الشهيد الغماري: “لقد كنت دائمًا مثالاً للإيمان والصبر، وعندما غادرت الحياة كنت قد زرعت فينا حب الوطن والمقاومة، ولم تترك لنا إلا الذكرى الطيبة”.
في مراسم تشييع الشهيد، كانت عيون الجميع مليئة بالحزن والغضب، مختلطة بمشاعر الفقد العميق لشخص كان رمزًا للثبات والمقاومة.