أمريكا تنشر طائرات استطلاع متطورة في الخليج خوفاً من الصواريخ الباليستية
يمانيون |
في خطوة تعكس التصعيد المستمر في التوترات العسكرية في منطقة الخليج العربي، أعلنت الولايات المتحدة عن نشر طائرات تجسس متطورة من طراز “RC-135S Cobra Ball” لمتابعة وتحديد المسارات الباليستية للصواريخ في المنطقة، في وقت حساس يشهد تصاعد التهديدات الصاروخية، لا سيما بعد سلسلة من الحوادث الغامضة التي طالت الأسطول الأمريكي البحري.
هذه الطائرات الاستطلاعية، التي تتمتع بقدرات رصد متقدمة تشمل أنظمة استشعار بالأشعة تحت الحمراء وتقنيات كهروضوئية، ستسهم في تعزيز قدرة القوات الأمريكية على تتبع الصواريخ الباليستية من مسافات بعيدة، وتجميع وتحليل بيانات القياس عن بُعد لمسار تلك المقذوفات.
ووفقًا للتقارير العسكرية، بدأت الطائرات عملياتها من قاعدة العديد الجوية في قطر، حيث ظهرت صور أقمار صناعية حديثة توضح تحليقها فوق مناطق استراتيجية في الخليج العربي والبحر العربي، بما في ذلك قرب السواحل اليمنية والمحيط الهندي، ما يشير إلى توسيع دائرة الاستطلاع الأمريكي.
يأتي نشر هذه الطائرات بعد أقل من 24 ساعة على الحادثتين الغامضتين اللتين تعرضت لهما طائرتان أمريكيتان تابعتان لحاملة الطائرات “نيميتز” في بحر الصين الجنوبي، في حادثين وصفهما محللون بأنها الأكثر غموضًا منذ بداية التوترات البحرية الأخيرة. وقد أثار هذا الحادث جملة من التساؤلات حول هشاشة العمليات الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية.
ورغم أن القوات الأمريكية كانت قد خاضت مواجهات بحرية وجوية محدودة في مياه البحر الأحمر والبحر العربي طوال العامين الماضيين، إلا أن نشر طائرات “Cobra Ball” يُعتبر خطوة غير مسبوقة في هذه المنطقة.
وتُظهر هذه الخطوة الأمريكية تصاعد القلق بشأن قدرات الردع الصاروخي الإقليمية، لا سيما بعد النجاحات التي حققتها القوات اليمنية في استهداف سفن أمريكية وبريطانية، مما يعكس مستوى متزايد من الوعي الأمريكي بمخاطر التحديات العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
في هذا السياق، يبرز الخبراء العسكريون أن هذه الطائرات تعد أداة هامة في استراتيجية الإنذار المبكر، وهو تحول ملحوظ في سياسة المراقبة الأمريكية التي كانت تعتمد في السابق على الرد بعد الهجوم.
ويشير هذا التوجه إلى تراجع ثقة واشنطن في قدرات الدفاع التقليدية للبحرية الأمريكية، خاصة بعد سلسلة من الهزائم الميدانية والخسائر التشغيلية المتكررة في صفوف القوات الأمريكية هذا العام.