غزة تحت نيران الاحتلال: 28 شهيدًا و393 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار في 24 ساعة

يمانيون |
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل ممنهج، حيث تجاوزت الخروقات الصهيونية 393 خرقًا منذ الإعلان عن الاتفاق، مما أسفر عن استشهاد 28 فلسطينيًا في غضون 24 ساعة، وارتفاع عدد الجرحى إلى أكثر من 77، بينهم حالات خطيرة.

هذا التصعيد المدمر يشهد تفاقمًا للأوضاع الصحية والإنسانية في القطاع، الذي يعاني من أزمة كارثية تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.

ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، تم توثيق مقتل 28 شهيدًا منذ فجر اليوم الأربعاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى في عدة مناطق، بما في ذلك غزة وخان يونس.

وكان من أبرز ضحايا هذه الهجمات أطفال استشهدوا في قصف استهدف حيي الشجاعية والزيتون، حيث تم توثيق مذبحة عائلة “زكريا عزام” التي راح ضحيتها خمسة أفراد من نفس العائلة، تم مسحهم من السجل المدني في مجزرة مروعة.

المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أكد أن هذه الهجمات تمثل انتهاكًا سافرًا لوقف إطلاق النار، حيث استهدفت طائرات الاحتلال مباني تأوي نازحين في مناطق عدة، بما في ذلك قصف استهدف مبنى الأوقاف في حي الزيتون، مما أسفر عن استشهاد 10 نازحين. وقد تواصلت طواقم الدفاع المدني مع فرق البحث والإنقاذ لإزالة الأنقاض وانتشال الجثث من تحت الركام.

كما استهدفت قوات الاحتلال بشكل مباشر المدنيين والمرافق الحيوية، حيث ارتقى شهيد في قصف استهدف مفترق الشجاعية، وشهيد آخر في قصف لقذيفة دبابة على منزل عائلة “بلبل” في المنطقة نفسها. وفي وسط هذا التصعيد، أصيب الصحفي إبراهيم حجاج في قصف استهدف شرق مدينة غزة.

وبحسب الإحصائيات الميدانية، بلغت حصيلة الخروقات الصهيونية 393 خرقًا منذ بدء وقف إطلاق النار، مما أدى إلى مقتل 279 فلسطينيًا وإصابة 652 آخرين، من بينهم حالات حرجة.

واشتمل التصعيد على 174 عملية قصف جوي ومدفعي وبري، بالإضافة إلى 113 عملية استهداف مباشر للمدنيين، و85 عملية تدمير للمنازل والبنى التحتية. كما سجلت التقارير 17 عملية توغل بري في المناطق السكنية والزراعية، فيما بلغ عدد المعتقلين جراء الاقتحامات 35 فلسطينيًا.

من جانبها، أكدت وزارة الصحة في غزة أن الوضع الصحي في القطاع قد بلغ مرحلة كارثية، نتيجة الحصار المستمر والعدوان، مشيرة إلى ارتفاع نسبة الإصابة بفقر الدم (الأنيميا) بين الأطفال إلى 82%، إضافة إلى أن العجز في المستلزمات الطبية يصل إلى 70%. وتناشد الوزارة المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لفتح المعابر لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية لإنقاذ الأرواح.

كما رصدت التقارير زيادة كبيرة في حالات التشوهات الخلقية والإجهاضات، في وقت تتهم فيه الوزارة الاحتلال بمحاولة خلق جيل مشوه في القطاع، مؤكدة أن استمرار الحصار والإجراءات الاحتلالية يساهم في خلق بيئة صحية مأساوية تضر بحياة الفلسطينيين.