السيد القائد يكشف الحقيقة .. المشروع الصهيوني عقيدة استراتيجية وإجرام لا ردة فعل
في سياق أحد أهم الخطابات التاريخية للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، وفي وضع إقليمي بالغ الحساسية، حيث يستمر العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني رغم الهدن والاتفاقيات المعلنة، وتتصاعد التوترات في المنطقة على خلفية ما بات يُنظر إليه كمرحلة جديدة من مشروع السيطرة الإسرائيلي، الذي تتعدد أدواته ويتسع نطاقه، يكشف السيد القائد واحدة من أخطر الحقائق العقائدية من المشروع الصهيوني، هذه الحقيقة حملت رسائل فكرية وسياسية مركبة، تتجاوز اللحظة الميدانية إلى قراءة أعمق لجوهر المشروع الصهيوني، ومحاولة تفسير منطلقاته بعيداً عن السرديات التقليدية التي تلوم الضحية أو تفترض علاقة سببية بين المقاومة والعدوان.
يمانيون / خاص
البعد الفكري .. مشروع قائم على عقيدة لا على ردود فعل
يركّز السيد في هذه الرؤية على أن العدو الإسرائيلي لم يكن يوماً مشروعاً تأسس أو انطلق نتيجة ’’استفزاز’’ من العرب أو المسلمين أو الشعب الفلسطيني، بل يرى أن وجود المشروع الصهيوني نفسه متجذر في عقائد دينية مغلقة تعطي شرعية للاستيطان والقتل، رؤية ثقافية تعتبر الشرق الأوسط أرضاً خالية من الحقوق السياسية لأهله، خلفيات تاريخية أوروبية لعبت دوراً في تغذية السردية الصهيونية وربط اليهودية بالسيطرة الجغرافية.
ومن هنا تأتي رسالته الموجهة بقوله: هم لا يحتاجون إلى أن تستفزهم، انطلقوا بخلفية فكرية وعقائدية وثقافية، هي شر وإجرام وطغيان.
بهذا يؤكد أن الصراع مع العدو الإسرائيلي ليس مجرد سلسلة اشتباكات، بل صراع وجودي نابع من طبيعة المشروع الصهيوني نفسه، لا من ردود فعل ظرفية.
البعد السياسي .. تحميل واشنطن مسؤولية الشراكة في المشروع
يشير السيد القائد بوضوح إلى أن الولايات المتحدة ليست ضامناً للعدو الإسرائيلي بل شريك في المشروع ذاته، وأن دورها يتجاوز الدعم الدبلوماسي أو العسكري ليصل إلى توفير غطاء سياسي للجرائم في غزة وفلسطين، ومنع أي مسار دولي جاد لمحاسبة العدو الإسرائيلي، وتوجيه دفة المفاوضات بما يخدم مصالح تل أبيب.
لذلك أكد بقوله: ضمينهم الأمريكي شريك معهم في إجرامهم، وهنا تكمن رسالة مهمة، وهي تحميل واشنطن مسؤولية مباشرة، ونزع صورتها كوسيط كما تحاول أن تسوقها للعالم.
البعد الإقليمي .. أزمة النظام العربي ومنظومة العجز
إحدى النقاط التي سلط السيد القائد عليها الضوء هي عجز الأنظمة العربية عن اتخاذ مواقف مؤثرة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، رغم توقيع بعضها اتفاقيات أو ترتيبات سلام، ويرى السيد القائد أن هذا العجز ليس مجرد ضعف، بل خيار سياسي اعتمدته هذه الدول، ولذلك قال: هذه الأمة اختارت لنفسها العجز.
هذا التوصيف يحمل دلالات عميقة، فجوة بين إرادة الشعوب وإرادة الأنظمة، وإقرار بأن التحالفات الإقليمية الحالية تمنع اتخاذ خطوات حقيقية ضد العدو الإسرائيلي، وإبراز الدور الذي تراه القوى المقاومة ضرورة لسد هذا العجز.
البعد الإنساني .. استمرار القتل رغم وقف إطلاق النار
أشار السيد القائد إلى أن العدوان الإسرائيلي يستمر حتى بعد اتفاقات وقف إطلاق النار، ما يعكس أن:
العدو الإسرائيلي لا يحترم الاتفاقيات، وأن العنف جزء من بنيته السياسية، لا مجرد سلوك ميداني، والهدن بالنسبة للعدو الإسرائيلي ليست أكثر من أدوات إدارة للصراع.
وهذه النقطة تعزز رؤيته حفظه الله ، بأن العدو الإسرائيلي كيان لا يمكن الوثوق به في أي عملية سياسية دون توازن قوة حقيقي.
ولذلك فإن السيد القائد يتحدى السردية التي تلوم الفلسطينيين على استفزاز إسرائيل، أو تلك التي تبرر العنف الإسرائيلي كرد فعل.
ويطرح أسئلة جوهرية: ما الذي فعله الفلسطينيون قبل النكبة ليستفزوا اليهود؟، وما الذي فعله العرب قبل أن يبدأ المشروع الصهيوني؟
بهذه الأسئلة يهدف إلى إعادة وضع الحقائق في سياقها التاريخي الصحيح، وإثبات أن المشروع الصهيوني كان مخططاً وممولاً ومنفذاً قبل وجود أي مقاومة، كما هدم خطاب التبرير الأخلاقي الذي تتبناه كثير من القوى الغربية.
الدلالات بالنسبة للمشهد اليمني
تحمل رؤية السيد القائد التي كشفها عن طبيعة المشروع العقائدية والفكرية والثقافية للعدو أيضاً رسائل تتصل بالدور الذي يلعبه اليمن ضمن محور المقاومة، المتجسد في الانسجام الفكري والسياسي مع الخطاب الديني والفكري والثقافي المقاوم للعدو الإسرائيلي، وتأكيد أن أي صراع مع العدو الإسرائيلي هو صراع وجود، وليس قضية سياسية طارئة، وربط العدوان على غزة بالعدوان على اليمن باعتبارهما جزءاً من مشروع واحد.
وفي السياق اليمني الداخلي، يعزز الخطاب، مشروعية موقف اليمن قيادة ً وشعباً وقبائل في التعبئة تجاه القضية الفلسطينية، وتقديم البعد العقائدي للمواجهة كجزء من البناء الإيماني والعقائدي للمشروع القرآني الذي يقوده السيد القائد يحفظه الله.
ختاماً
رؤية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، تقدم قراءة عميقة لطبيعة المشروع الصهيوني، وانتقال من تشخيص الأحداث اليومية إلى تحليل الجذر الفكري والثقافي للصراع مع العدو الإسرائيلي، ويرسم ملامح رؤية تعتبر المواجهة مع العدو الإسرائيلي قدراً تاريخياً للأمة، لا نزاعاً سياسياً محدوداً.
كما يوجّه نقداً صريحاً للولايات المتحدة وللنظام العربي، ويحمّلهم مسؤولية استمرار المأساة الفلسطينية، ويؤكد أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد لفرض معادلة جديدة تردع العدوان وتحفظ الحقوق،
إنها حقيقة يجب أن تكون منطلق لتجديد العزم على اتخاذ المواقف تجاه مشروع لخصه السيد القائد حفظه الله بقوله : (( اليهود ينطلقون بعقائد فكرية وثقافية لاستهداف هذه الأمة وليس نتاج استفزازات . . ليست المسألة أننا نحن السبب، أننا نثيرهم، أننا نستفزهم، مالذي فعل الشعب الفلسطيني باليهود حتى أتوا من كل أقطار الأرض لاحتلال فلسطين، مالذي فعله قبل ذلك، مالذي استفزهم به قبل ذلك ، لا شيء ولا أي استفزاز ، هم لا يحتاجون إلى أن تستفزهم ، هم انطلقوا بخلفية فكرية وعقائدية وثقافية ، هي شر وإجرام وطغيان ، وهكذا يتجسد في أدائهم وفي استهدافهم لهذه الأمة حتى مابعد اتفاق وقف إطلاق النار نرى عدوانيتهم وهم يستمرون في القتل لا يلتزمون لا بالاتفاقيات ولا بالمواثيق ، ضمينهم الأمريكي شريك معهم في إجرامهم وغيرهم من الضمناء يقفون بعجز عن فعل أي شيء لأن هذه الأمة اختارت لنفسها العجز)) إنتهى كلامه يحفظه الله .