الشيخ عبدالحافظ البتامي أحد مشايخ قبيلة حاشد في أول حوار له: ثورة 21 سبتمبر قطعت يد النفوذ السعودي عن قبائل اليمن إلى غير رجعة

أطلق الشيخ عبدالحافظ البتامي، أحد أبرز مشايخ قبيلة حاشد، تصريحات نارية وحاسمة حول المشهد اليمني الراهن، مؤكدًا أن القبيلة أصبحت “الحاضن الشعبي للقرار السياسي المستقل” و”حارس الدولة” بعد ثورة 21 سبتمبر المباركة مؤكدا أن أي تهديد يمس سيادة اليمن سيواجه بطوفان قبلي غير مسبوق.

وكشف البتامي في أول حوار صحفي له لموقع “يمانيون” عن تراجع “كارثي” للنفوذ السعودي في أوساط القبائل، مشيرًا إلى فشل الرياض في “لعبة التفكيك” التي مارستها لعقود في أوساط قبائل اليمن ومنها قبائل حاشد.

وفيما يتعلق بالتطورات الإقليمية، أكد الشيخ البتامي على أن قبائل عمران في حالة “تأهب قصوى” لدعم أي قرار للقيادة الثورية في إطار إسناد غزة، سواء في البحر الأحمر أو أي جبهة أخرى، محذرًا من أن الفتن القبلية الداخلية ليست عفوية بل “مؤامرات مدبرة” تندرج ضمن “الحرب الناعمة” لتحالف العدوان. كما وجه رسالة قوية لقبائل الجزيرة العربية داعيًا إياهم لخلع “عباءة الخوف” والعودة إلى الأصالة العربية والإسلامية .. وتحدث عن تفاصيل شيقة تعرفونها في سياق التفاصيل التالية وإلى نص الحوار:

يمانيون|حاوره : محسن علي

.بداية نرحب بكم في هذا الحوار ..الذي نلتقي فيه اليوم بحلول الذكرى الغالية على قلوب كل اليمنيين،  إذ نحتفل بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر، تلك الذكرى التي شهدت خروج آخر جندي بريطاني من أرضنا الطاهرة، والتي تزامنت مع استمرار المعاناة في المحافظات الجنوبية تحت وطأة الغزاة الجدد.. ماذا تودون القول بهذه المناسبة الفارقة؟

..بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، أتوجه بعظيم التهاني والتبريكات لقيادتنا الثورية والسياسية وكافة أبناء شعبنا اليمني وقبائله بهذه الذكرى التي تحرر فيها تراب اليمن من دنس آخر جندي بريطاني محتل، بعد نضال وجهاد مشرف ومسؤول قدمه أبناء شعبنا اليمني شمالا وجنوبا ليتوج انتصاره وثورته في الـ14 من أكتوبر بيوم الاستقلال المجيد 30 نوفمبر، ووقفت قبائل اليمن موقف الرجل الواحد، تجمعهم الهوية والدين والقيم والحمية والشهامة والنخوة، بتكاتف أخوي منقطع النظير في مواجهة الغزاة حتى طردهم ودحرهم، بعد أن جثم المحتل ” الإنجليزي” على الجنوب اليمني قرنًا ونيفًا من الزمن، وسطر اليمنيون ملاحم عظيمة وموقفًا مشرفًا أدخلهم التاريخ من أوسع أبوابه، مؤكدين أن شعبنا لا يقبل وصاية أو احتلالًا, وقدّموا في سبيل الله وتحرير اليمن تلك الدماء الطاهرة والزكية، وهزموا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وأخرجوها ذليلة صاغرة.

أما اليوم، فنحن نواجه تحالفًا إقليميًا ودوليًا يسعى لتمزيق سيادتنا ونهب ثرواتنا, ورسالة اليمن، بقيادته الثورية والسياسية وقبائله بشكل عام، هي أن “اليمن مقبرة الغزاة”، ومن ظن أن التاريخ سيعيد نفسه بصورة أسهل فهو واهم, وما يجري في المحافظات الجنوبية منذ إعلان تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في العام 2015م امتداد للاحتلال القديم بأدوات جديدة، فالمحتل هو المحتل مهما تغيرت الأسماء أو العناوين، وعبر هذا المنبر نوجه كلامنا ورسالتنا لإخوتنا في المحافظات المحتلة: نحن وأنتم لحم ودم، ولا نرضى بغير السيادة والحرية والاستقلال الكامل لوطننا من الغزاة،  ولا خيار سوى رحيل الغزاة الجدد، فاليمن لأهله ولو كره الكارهون.

 

قبائل عمران في “تأهب قصوى” لإسناد غزة.. والفتن الداخلية “مؤامرات مدبرة” من تحالف العدوان
القبيلة اليوم هي الحاضن الشعبي للقرار اليمن المستقل وليست أداة في يد الخارج وهذا الترابط هو سر الصمود
مصلحة القبيلة في بناء دولة قوية مستقلة وليس في أموال النفط المشروطة بالعمالة
موقفنا مع غزة ولاء إيماني وقيمي متجذر وقلناها بصوت عال إلى جانب قيادتنا “لستم وحدكم”

 

تاريخ من السيادة والتضحية

.تقع مديرية حبور ظليمة ضمن نطاق قبائل حاشد، وهي أحد جناحي همدان الكبرى.. فما الدور التاريخي لقبائل المديرية داخل تحالف حاشد؟ وكيف تقيّمون دور قبائل عمران وتضحياتها في معركة السيادة الوطنية؟

.. إن الدور التاريخي لقبائل حبور ظليمة يعد جزءًا أصيلًا من نطاق قبائل حاشد، وهي من المواطن القديمة التي اشتهرت بثبات الموقف وصلابة الانتماء, وكان دورها دائمًا ولا يزال قائماً وواضحًا في رأب الصدع وتثبيت السلم الاجتماعي والمحافظة على وحدة الكلمة بين بطون همدان، وقد عُرفت قبائل المديرية عبر تاريخها بأنها بيوت جاه ومواقف وذمة وشدة عند النوائب,

أما عن دور قبائل عمران، فقد قدمت رجالها قبل كلامها في معركة السيادة الوطنية والدفاع عن كرامة وعزة الشعب واستقلال البلد،  وكانت عمران في طليعة الرجال الذين هبوا لمواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وأذيالهم من أدوات الخيانة والعمالة والارتزاق، وفي سبيل الله والدفاع عن اليمن قدمت المحافظة بكافة قبائلها تضحيات جسام لا تُقاس بالأرقام بل بالدم والكرامة، وأثبتت أنها خزان الرجال الذي لا ينضب، وأعلناها بكل وضوح أننا نقف صفًا واحدًا خلف القيادة الثورية، وندرك تمامًا ويقينًا أن معركة اليوم هي معركة الوجود والهوية، وليست معركة نفوذ أو مصالح أو مكاسب شخصية أو قبلية ضيقة.

 

إسناد غزة.. ترجمة عملية للولاء الإيماني

.حسناً.. برزت قبائل اليمن بشكل لافت وتكامل موقفها مع القيادة الثورية والسياسية والعسكرية في عمليات إسناد غزة والقضية الفلسطينية.. فأين يقف مشايخ وقبائل أبناء محافظة عمران منها، وكيف تترجمون هذا على أرض الواقع؟

.. موقف قبائل عمران من غزة هو موقف ولاء إيماني وإنساني وقيمي متجذر، ومنذ أن اعتلت صرخة غزة واستغاثتها، قالت قبائلنا إلى جانب قيادتنا الثورية والسياسية: “نحن حاضرون معكم في الصف والموقف والقضية”، ولأهالي غزة: “لستم وحدكم”،  وربطت القبائل موقفها بموقف القيادة، ودعمت برجالها ومالها وسلاحها، كوننا نرى ما يجري في غزة امتدادًا لمعركتنا ضد العدو الصهيوني والأمريكي، وترجمنا هذا الموقف بالاستجابة الفورية لدعوات النكف القبلي والنفير العام، مثلنا مثل غيرنا من القبائل اليمنية، والتحق عشرات الآلاف من أبناء القبائل بدورات “طوفان الأقصى”، وقُدمت القوافل الغذائية والمالية، وأُقيمت الندوات والوقفات والفعاليات التي تؤكد أن فلسطين هي قضيتنا المركزية وأننا جزء أصيل من محور المقاومة،  ودخلت القبائل في عموم مديريات المحافظة، اليوم دخلت حالة تأهب قصوى لدعم أي قرار تتخذه القيادة الثورية في إطار إسناد غزة، سواء كان ذلك في البحر الأحمر أو أي جبهة أخرى.

 

“التحكيم” صلب الأعراف القبيلة والوسيلة الأنجل لحل القضايا والمشاكل بأنواعها
في معركة السيادة قدمت قبائل عمران رجالها قبل كلامها وتعي جيداً طبيعة الصراع مع الأعداء
رسالة أحرار اليمن “اليمن مقبرة الغزاة” ولا خيار سوى رحيل الغزاة الجدد من الجنوب المحتل

 

التحكيم الوسيلة الأولى لفض النزاعات

. حبور ظليمة وعمقها الحاشدي، ما هي أبرز الأعراف والتقاليد القبلية (كـ “المنع” و “التحكيم”) التي لا تزال سارية المفعول.. وكيف يتم تكييفها مع المتغيرات الحديثة؟

.. يُعد “المنع” من أقوى أعراف قبائل حاشد ولا يزال معمولًا به بين القبيلة، ومعناه أن القبيلة أو المشايخ يمنعون أي اعتداء أو استمرار للخصومة بين طرفي الخلاف، حتى يُسمع كلام الحكم، ويتم ذلك عبر الطرق التقليدية، وهي إرسال المنع بالجنابي أو البنادق، كما أن “التحكيم” هو صلب الأعراف في أوساط القبائل، وعبره يقدم الخصمان كل ما لديهما، أو البنادق أو العهود للتحكيم، ويحكم الناس شيخًا كان أم أكثر، وفق عدالة الشرع ونظرته في إنصاف المظلوم وردع الظالم، ويقبل الطرفان بحكمه دون تراجع، ولا يزال التحكيم هو الوسيلة الأولى لحل القضايا والمشاكل الاجتماعية والبينية وغيرها بكافة أنواعها وتفاصيلها.

 

وحدة الصف في مواجهة التحديات

. شهدت علاقة المملكة العربية السعودية بشيوخ القبائل اليمنية العديد من التحولات خلال العقود الماضية, فكيف ترون حاضر القبائل وترابطها، وأيضًا علاقتها مع الدولة قبل وبعد ثورة 21 سبتمبر المجيدة؟

..الحقيقة أن النفوذ السعودي كان قبل ثورة٢١ سبتمبر٢٠١٤م يقوم على الدعم المالي المباشر لشيوخ القبائل، وكان بعضهم في النظام السابق يتبع الأحزاب السياسية، ولم يكتفِ النظام السعودي بهذا وحسب، بل كان يسخر الأموال ويرسلها للمشايخ لتأجيج الصراعات وإذكاء نار الفتن وتسعيرها بين أوساط القبائل، لكن اليوم، وبعد الثورة الشعبية 21 وفي ظل القيادة الحكيمة، وبفضل وعي وحكمة وحنكة المشايخ والوجهاء، قُطعت يد الوصاية السعودية نهائيًا وولّت وإلى غير رجعة، وانطفأت نيران الثارات القبلية وحُلّت كافة القضايا والمشاكل، وأعطت السلطات المحلية والأمنية والسياسية للمشايخ دورهم الحقيقي في تحمل المسؤولية، كلٌ في إطار مشيخته ومنطقته، وبعد نجاح هذه الثورة المباركة، أستطيع القول بكل وضوح أنه حدث تحول جذري؛ فالعلاقة بين القبيلة والدولة لم تعد علاقة تبعية أو استقطاب مالي كما كانت تسعى السعودية لترسيخه، بل أصبحت علاقة تكامل وشراكة في بناء السيادة الوطنية، فالقبيلة اليوم هي الحاضن الشعبي للقرار السياسي المستقل، وليست أداة في يد الخارج،  وهذا الترابط هو سر الصمود، وتدرك القبيلة أن مصلحتها الحقيقية تكمن في إسناد بناء دولة قوية مستقلة، وليس في أموال النفط المشروطة بالعمالة.

 

الضربة القاضية للنفوذ السعودي

.برأيكم.. ما هي مؤشرات تراجع وتنامي النفوذ السعودي تجاه القبيلة، بعد تكريس جهودها لعقود من الزمن في خضم تفكيك قبائل حاشد وبكيل على وجه الخصوص وبقية قبائل اليمن بشكل عام؟

..النفوذ السعودي تجاه القبيلة تراجع بشكل كارثي، خاصة في حاشد، ومؤشرات التراجع واضحة، ومنها فشل الاستقطاب الذريع في شراء الولاءات أو تفكيك الصف القبلي، كما أن الوعي القبلي في أوساط مشايخ ووجهاء وأبناء القبائل أصبح أكثر إدراكًا لأساليب “لعبة التفكيك” التي كانت تمارسها الرياض، والتي سعت من خلالها على مدى خمسة عقود أو أكثر لتحويل القبيلة من قوة وطنية إلى مجرد عصابات وقطاعات متناحرة، واليوم، بفضل الله سبحانه وتعالى، تقف قبيلة حاشد عن بكرة أبيها شامخة عزيزة حرة وكريمة وأبية مع كافة قرارات قائد الثورة الذي حمل راية الجهاد والسيادة والكرامة لهذا الشعب، وتقول قبائلنا اليوم بصوت واحد: “من وقف للدفاع عن اليمن وواجه طواغيت الاستكبار العالمي، نحن معه وإلى صفه، ومن يحاول الانتقاص من قرارنا واستباحة أرضنا، فليس له بين قبائل اليمن مقام”، أضف إلى ذلك أن التفاف قبائل اليمن حول القيادة الثورية هو الضربة القاضية للنفوذ السعودي، الذي كان يعتمد على تشتيت القرار القبلي.

 

لا عودة للوصاية ولا للتسلط

. بوضوح، ما موقف قبائل عمران تجاه من يحلم بالعودة للتسلط على أبناء الشعب اليمني؟ وما تفسيركم لما يحدث بين الحين والآخر من فتن ومشاكل قبلية في بعض مناطق المحافظة في هذا التوقيت بالذات؟

.. القبيلة اليوم هي حارس الدولة، وتؤمن بأن الدولة القوية هي التي تخدم الشعب لا أن تتسلط عليه، وموقفها حاسم ولا يقبل المساومة، ورسالتها معلنة للعالم بأسره: “لا عودة للوصاية ولا تسلط بعد ثورة 21 سبتمبر”، وقد أدركت قبائلنا الوفية، التي قدمت آلاف الشهداء في معركة السيادة والاستقلال والحرية، أن التسلط القديم كان جزءًا من أجندة خارجية تهدف إلى إبقاء اليمن ضعيفًا وممزقًا، لذلك، فإن أي محاولة للعودة إلى مربع التسلط أو الوصاية القديمة ستواجه برفض قبلي شامل، وستُعتبر خيانة لدماء الشهداء.

أما بخصوص ما يحدث بين الحين والآخر من فتن ومشاكل قبلية في بعض مناطق المحافظة، فإن تفسيرنا لذلك يرتكز على نقاط هامة، منها أن هذه المشاكل ليست عفوية، ولكنها مؤامرات مدبرة تندرج ضمن أجندة تحالف العدوان وأدواته الخفية تحت عنوان (الحرب الناعمة)، الهدف من ذلك هو تشتيت الجبهة الداخلية وإشغال القبائل فيما بينها عن معركتها الكبرى ضد العدو الخارجي، وتحويل طاقة القبيلة من النفير العام إلى النزاع الداخلي،  والعدو يبذل كل جهده وبكافة طرقه وأساليبه ووسائله لتأجيج النزاعات ويسعى لاستغلال أي ثغرة لزرع الفتنة، وهذه القضايا الهامشية في نظري تُعد اختبارًا حقيقيًا لتماسك الصف الداخلي وقدرته على تجاوز خلافاته، ولكن من المناسب أن نحول هذه التحديات إلى فرص؛ فالعدو يريد تحويل النزاعات إلى صراع دموي، ولكن علينا أن نحولها إلى صلح وطني ونبذل جهودنا في إصلاح ذات البين، امتثالًا لأمر الله واستجابة لتوجيهات القيادة، لذا فالقبيلة اليوم، بفضل الله تعالى، على وعي كامل بكل هذه الخطط والدسائس والمؤامرات، وستدفنها تحت الأقدام بالوعي واليقظة والبصيرة والتلاحم والتماسك والتحرك والثقة بالله والاعتصام الواحد بحبله.

 

رسالة حاسمة للجميع

. كغيرها من دعاة القبائل اليمنية، أعلنت قبائل حبور ظليمة مؤخرًا “النفير العام” و “الجهوزية الكاملة”، فما هي الرسالة التي تريد إيصالها من خلال هذا الإعلان في ظل التطورات الجارية؟

..إعلان النفير العام هو رسالة حاسمة ومزدوجة، للعدو: عليه أن يدرك تماما أن القبائل جيش مسلح متكامل وقوة هجومية رديفة للقوات المسلحة مستعدة للتحرك الفوري لدعم أي قرار للقيادة، وليست دفاعية كما يخال له، وأن أي تهديد للسيادة سيواجه برد قبلي شامل وطوفان غير مسبوق، وللمرتزقة المغرر بهم، نوجه  دعوة أخيرة للعودة إلى الصف الوطني، وأن القبيلة تفتح باب التوبة، وتؤكد أن الخيار الوحيد للكرامة هو الوقوف مع الوطن ضد الغزاة، وأن مصير من يصر على العمالة هو مزبلة التاريخ.

 

 

اختراق يمس الهوية والسيادة

.كيف تنظرون لموقف القبيلة من توسع العناصر التكفيرية (“القاعدة” و “داعش”) في المناطق المحتلة، في ظل تقاعس واضح لبعض القبائل القابعة تحت مظلة حكومة الارتزاق والعمالة الموالية للإمارات والسعودية؟

.. القبيلة، بحكم طبيعتها وتركيبتها وبنائها الاجتماعي، تنظر دائمًا لأي جماعة خارجة عن قيم المجتمع وأسلافه وأعرافه بأنه عنصر فوضوي يهدد الأمن والاستقرار، ولذلك، فإن تمدد العناصر التكفيرية في المناطق والقبائل الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان وفصائله المسلحة يمثل في قواعد العرف القبلي اختراقًا مباشرًا لسيادة البلاد ومسًا بهويتها وأصالتها وأعرافها، ولا نسمح بذلك على الإطلاق، ولقد أثبت الواقع أن هذه الجماعات صناعة أمريكية بامتياز تقاتل تحت راية أمريكا لصالح المشروع الصهيوني في اليمن والمنطقة، وتتحرك بعباءة الإسلام، وما يدل على ذلك أننا لم نسمع أي فتاوى تصدر منهم للجهاد في غزة، التي كشفت كل أقنعة الزيف والدجل والخداع، وعرّت المواقف وسقطت فيها دول وممالك وجماعات وفصائل وأحزاب ونخب وكل شيء.

 

إنجازات استراتيجية

. مفهوم الضمان في السياق القبلي، كيف تتم معالجة القضايا المجتمعية والنزاعات القبلية (الثارات، النزاعات, قضايا الأراضي) في المديرية والمحافظة؟ وما هي أبرز قصص الصلح التي أشرفتم عليها مؤخرًا، مثل الصلح الشامل بين حبور ظليمة وقفلة عذر؟

“..الضمان” هو جوهر النظام القبلي اليمني، ويعني تحمل المسؤولية الجماعية لضمان الأمن والاستقرار، وفي ظل القيادة الثورية، تم تفعيل دور القبيلة في إصلاح ذات البين بشكل غير مسبوق، وتحققت بفضل الله إنجازات نستطيع وصفها بأنها استراتيجية في حلحلة قضايا الثأر المعلقة لعشرات السنين، حيث تم إطفاء فتيل نزاعات كبرى كانت تستنزف دماء القبائل وطاقتها, ومن أبرز الأمثلة على ذلك، الصلح الشامل الذي تم بين حبور ظليمة وقفلة عذر كنموذج يُحتذى به، حيث تم تجاوز خلافات تاريخية عميقة، وتوحيد الصف القبلي لمواجهة التحدي الأكبر وهو العدوان.

 

 

عودوا إلى أصالتكم واخلعوا عباءة الذل والخوف

.ختامًا، هل من دعوة توجهونها اليوم في هذه المرحلة المفصلية لقبائل الجزيرة العربية، نظير ما يجري في فلسطين؟

..رسالتنا لقبائل الجزيرة العربية واضحة ومباشرة: “عار عليكم أن تبقوا صامتين بينما الكيان الصهيوني يرتكب المجازر في غزة، وتعبث الجيوش الأجنبية بأرضكم”، انظروا إلى يمن الإيمان والحكمة وهو يقدم النموذج الإيماني العظيم والصادق في مواجهة غطرسة الاحتلال المجرم عسكريًا وثقافيًا وروحياً, وجهادياً ودينيا يجب عليكم أن تدركوا أن أمنكم وكرامتكم مرتبطان بتحرير فلسطين، وأن الولاء لأمريكا والصهيونية لن يجلب لكم سوى الذل والتبعية والمهانة، فاخلعوا عباءة الخوف، وعودوا إلى أصالتكم العربية والإسلامية,فإن لم يكن دين لآخرتكم، فكونوا على الأقل أحرارًا في دنياكم.

You might also like