بلومبرغ: اليمن يعطّل مشروع ترامب في الشرق الأوسط ويقلب معادلات الردع الصهيوني
يمانيون../
أكدت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية أن الهجوم الصاروخي اليمني الذي استهدف مطار “بن غوريون” الصهيوني، الأحد الماضي، لم يكن مجرد عملية عسكرية محدودة الأثر، بل شكل ضربة سياسية واستراتيجية أربكت حسابات واشنطن وتل أبيب، ورسّخت حضور اليمن كلاعب إقليمي لا يمكن تجاهله في مشهد المواجهة المفتوحة في المنطقة.
الوكالة أوضحت في تقرير تحليلي أن الصاروخ البالستي الفرط صوتي الذي أطلقته القوات المسلحة اليمنية، وتجاوز أنظمة الدفاع الجوي، ليس فقط سابقة عسكرية مقلقة لتل أبيب، بل دليل على اضطراب استراتيجي عميق كانت “إسرائيل” تأمل تجاوزه مع تراكم الخبرة والدعم الأمريكي، إلا أن الهجوم الأخير أجهض تلك الآمال.
ونقلت “بلومبرغ” عن مصادر صهيونية أن الرأس الحربي للصاروخ اليمني كان يزن أقل من خمس الحمولة التفجيرية القياسية، ما يشير إلى تركيز القوات اليمنية على تحقيق مدى بعيد ودقة إصابة، ولو على حساب القدرة التفجيرية، وهو تكتيك محسوب بعناية يخدم أهدافًا ردعية واستراتيجية تتجاوز حدود الخسائر المادية.
وأضافت أن الهجمات اليمنية المستمرة على أهداف إسرائيلية وبحرية، رغم موجات القصف الأمريكي التي حاولت تحجيم قدرات صنعاء خلال الأشهر الماضية، تُثبت فشل الاستراتيجية الأمريكية في الحد من نفوذ اليمن، وتؤكد أن صنعاء لم تتأثر بالحملات الجوية ولا بالضغوط الدبلوماسية.
ووفقًا للتقرير، فإن هذه التطورات تمثل “عقبة جوهرية أمام خطة ترامب الكبرى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط” خلال ولايته الثانية، لا سيما في ظل اقتراب زيارته الأولى إلى الخليج، التي كان من المقرر أن تُبرز ما تسميه واشنطن “محور الاستقرار” في المنطقة، والذي أصبح هشًا تحت ضربات اليمن المستمرة، بحسب تعبير التقرير.
الوكالة لفتت إلى أن المعضلة التي تواجهها الإدارة الأمريكية تكمن في أن الحليف الصهيوني لم يعد قادرًا على احتواء تهديد متعدد الجبهات، في ظل تصاعد الضربات من اليمن، وتواصل الدعم الشعبي والعسكري لغزة، وانعدام أي ملامح لتسوية توقف التدهور.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد استهدفت، الأحد، مطار “بن غوريون” المحتل في منطقة يافا بصاروخ بالستي فرط صوتي، ضمن عمليات متواصلة نصرةً لغزة ورفضًا للإبادة الجماعية المرتكبة بحق المدنيين هناك، في خطوة وصفتها الأوساط الصهيونية بأنها تطور خطير في مسار الصراع.
عقب العملية، أصدرت صنعاء تحذيرًا مباشرًا لكافة شركات الطيران العالمية، دعتها فيه إلى تجنب مطار “بن غوريون”، مؤكدة أنه أصبح منطقة غير آمنة للملاحة الجوية، في تصعيد غير مسبوق يندرج ضمن إعلان القوات اليمنية نيتها فرض حصار جوي شامل على الكيان الصهيوني.
وفي حين يواصل العدو الصهيوني تصعيد عملياته في غزة، تُصر صنعاء على أن استهداف المطارات سيستمر، وعلى رأسها مطار اللد المحتل، ضمن مسار تصعيدي محسوب يهدف إلى كسر الهيبة الجوية للكيان الصهيوني، وتقييد تحركاته، ومنعه من الاستفراد بالشعب الفلسطيني دون ثمن.