خبير استراتيجي: الضربات اليمنية دفعت ترامب لطلب الوساطة العمانية
واستهل عبيدات في تحليله على قناة “المسيرة”، بالإشارة إلى تصريحات قادة الكيان في بداية حرب السابع من أكتوبر، الذين أقروا بأنه “لولا الدعم الأمريكي لما استطاع الكيان الدفاع عن نفسه ولكان اليوم يقاتل بالحجارة والأخشاب ولنفدت كلّ ذخائره”.
ووصف عبيدات العلاقة بين واشنطن و”تل أبيب” بأن “أمريكا صهيونية والكيان قاعدة متقدمة لها في المنطقة”، مؤكدًا أن “العدوّ المحتل بدون أمريكا لا يستطيع البقاء”.
وأشار إلى حالة “القلق” التي يعيشها الكيان “خاصة بعد خروج أمريكا من الحرب مع اليمن”، موضحًا أن واشنطن، رغم تشكيل تحالف “الازدهار” وتكثيف قصفها على أهداف يمنية، “لم تنجح في الحد من القدرات اليمنية وفي استمرار وصول الضربات اليمنية إلى عمق الكيان، ولا حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر”.
وكشف الخبير في شؤون العدوّ عن “تطورين هامين” تمثلا في “قيام الصواريخ اليمنية بقصف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان ما أسفر عن سقوط 3 طائرات”، معتبرًا أن هذا “سيكلف أمريكا من هيبتها العسكرية واضطرها إلى المسارعة نحو المبادرة”.
أما التطور الثاني فهو “الصاروخ الباليستي الذي ضرب مطار اللد المسمى صهيونياً “بن غوريون” وأفشل كلّ الدفاعات الجوية للعدو واستطاع الوصول إلى أهدافه”، مؤكدًا أن “الوصول إلى الهدف في مطار اللد له رمزية”.
وشدّد عبيدات على أن “الحرب الأمريكية على اليمن كانت مكلفة وخسرت أمريكا ملايين الدولارات”.
وفي سياق العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، أوضح عبيدات أن “الكيان لم يتجاوز الصدمة وهذه التعارضات مع البيت الأبيض هي في الرؤى والمنهجية ولم تتحول إلى نوع من الخلافات التي تصل إلى الاستراتيجية بينهما”.
وأشار إلى محاولة نتنياهو “التنسيق مع ترامب على ضربة لإيران في زيارته الأولى لواشنطن فور صعود ترامب للكرسي مجدداً، لكنه صدم وتلقى صدامات أخرى في الحرب الأمريكية على اليمن التي كانت بالوكالة”.
وتطرق إلى زيارة ترامب المرتقبة لدول الخليج، معتبرًا أنه “يحاول الوصول إلى اتفاق لتهيئة الأجواء قبل الزيارة لجلب 3 تريليون دولار للاقتصاد الأمريكي”.
كما لفت إلى وجود خلاف بين ترامب والكيان بشأن إدخال المساعدات إلى غزة وتزويد السعودية بالتقنيات النووية، مؤكدًا أن هذه “المتعارضات لم تتحول بعد إلى تناقضات”.
وحدد عبيدات “الملفات الأكثر تأثيرًا بين نتنياهو وترامب” في “التفاوض الإيراني الأمريكي”، حيثُ “تقول إيران إن البحث في الملف هو حق إيراني تصر عليه طهران لتخصيب النووي في جوانبه المدنية فيما الإدارة الأمريكية تطالب بتفكيك المفاعلات”.
كما أشار إلى كشف وزير الدفاع الإيراني عن “مدينة مسيّرات تحت الأرض”، وتحذيره من رد “مؤلم وغير متوقع” على أي استهداف لإيران.
واعتبر عبيدات أن “القضية المحورية الثانية” هي “جبهة الإسناد اليمنية”، مؤكدًا أن “ترامب يهمه انسيابية خطوط الطاقة في البحر الأحمر”، وأن “الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر سيطرة اليمن على البحر وممرات الإمدادات قضية مهمة يجب تفادي مخاطرها.
وخلص إلى أن “اليمن يستطيع عزل الكيان عن العالم والتأثير على الكثير من القطاعات الاقتصادية فيه”.
يقدم تحليل الخبير في الشؤون الإسرائيلية راسم عبيدات، صورة قاتمة لمستقبل الكيان الصهيوني بدون الدعم الأمريكي المطلق، ويبرز الدور المتعاظم لليمن وقدرته على التأثير في المعادلات الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بأمن الملاحة و”عزل” العدوّ الصهيوني.