Herelllllan
herelllllan2

منارات القوة: حين يُصبحُ الإيمانُ سيفًا والقرآن درعًا

يمانيون /

في زمنٍ تترنحُ فيه القوى أمام عواصف المصالح وتتلاشى فيه المبادئ أمام بريق الزيف، يقفُ يمنُ الإيمانِ شامخًا كالجبال، لا تلينُ له قناةٌ ولا يخبوا له عزمٌ. ليستْ هذهِ الشموخُ من فراغٍ، ولا هذا الصمودُ وليدَ لحظةٍ عابرةٍ، بلْ هوَ تجلٍّ عظيمٌ لمنهجٍ قويمٍ، وبأسٍ مستمدٍّ من أقدسِ كتابٍ وأعظم رسالةٍ. إنها المسيرةُ القرآنيةُ التي نحتتْ في وعيِ الإنسان اليمنيِّ حقيقةَ القوةِ غيرِ المرتهنةِ، والبأسِ غيرِ المنقطعِ، والبصيرةِ التي لا تحيدُ عن الحقِّ قيدَ أنملةٍ.

إن التحليلَ العسكريَّ الحقيقيَّ لقوةِ شعبنا لا يمكنُ أنْ ينفصلَ عن هذا العمقِ الروحيِّ والإيمانيِّ. حينَ يتحدثُ قائدُ المسيرةِ، السيدُ القائدُ حفظهُ اللهُ، وحينَ تترجمُ القيادةُ السياسيةُ ممثلةً في فخامةِ الرئيسِ المشاطِ هذه الرؤيةَ إلى مواقفَ وسياساتٍ ثابتةٍ ورسائلَ قويةٍ، فَــإنَّها لا تنطلقُ من حساباتٍ أرضيةٍ بحتةٍ، بلْ منْ يقينٍ راسخٍ بنصرِ اللهِ وبوعدهِ الحقِّ للمستضعفين. هذهِ الرؤيةُ هيَ التي صاغتْ معادلاتِ الردعِ الجديدةَ، وحوّلتْ التحدياتِ إلى فرصٍ للتطويرِ العسكريِّ الذاتيِّ، وجعلتْ من كُـلّ شبرٍ من أرضِ الوطنِ قلعةً حصينةً وسيفًا مصلتًا في وجهِ الطامعين.

إن الرسالةَ التي يحملها الرئيسُ المشاطُ اليومَ هي خلاصةُ تجربةٍ مريرةٍ وحكمةٍ بالغةٍ؛ إنها إعلان واضحٌ بأنَّ الصبرَ الاستراتيجيَّ لا يعني التهاونَ، وأنَّ مدَّ يدِ السلامِ لا يعني الاستسلام، وأنَّ أي محاولةٍ لفرضِ الإرادَة بالقوةِ ستقابلُ ببأسٍ لا قبلَ لهم بهِ. هذا ليسَ مُجَـرّد تحليلٍ سياسيٍّ أَو عسكريٍّ تقليديٍّ، بلْ هوَ قراءةٌ عميقةٌ في سننِ اللهِ في الكونِ، وكيفَ أنَّ التوليَ عنْ سبيلهِمُ القويمِ يجلبُ الخسرانَ والذلةَ، بينما التمسكُ بهِ يجلبُ العزةَ والنصرَ. إن دعمَ هذهِ الرسالةِ ليسَ مُجَـرّد تأييدٍ لشخصٍ أَو موقفٍ، بلْ هوَ انحياز لمشروعٍ إلهيٍّ مصيريٍّ يُعيدُ للأُمَّـة كرامتَها وعزتَها المسلوبةَ.

أصيل علي البجلي

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com