Herelllllan
herelllllan2

مع الرسول والرسالة.. اليمن نموذج للجهاد في سبيل الله ومواجهة الطغاة

يمانيون | تقرير
يُعد الجهاد في سبيل الله من الفرائض العظيمة في الإسلام، وهو ليس مجرد قتال، بل هو بذل الجهد في كل ما يُرضي الله، سواء كان ذلك بالكلمة، أو المال، أو النفس، في كتاب “مع الرسول والرسالة” للأستاذ يحيى قاسم أبو عواضة، يتجلى هذا المفهوم بوضوح من خلال استعراض سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كقائد جهادي عظيم، واجه الكفار والمنافقين والطغاة بكل حزم وشجاعة، هذا التقرير سيتناول هذا المحور الأساسي، مستعرضًا الشواهد من الكتاب، وربطها بالموجهات الخاصة بذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1447هـ، والتي تدعو إلى تعزيز الروح الجهادية في نفوس الأمة ومواجهة الطغيان المعاصر.

الرسول القائد الجهادي ومواجهة الأعداء
يُبرز كتاب “مع الرسول والرسالة” الدور القيادي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الجهاد، حيث لم يكن مجرد نبي ومعلم، بل كان قائدًا عسكريًا محنكًا، واجه التحديات بكل شجاعة وحكمة. إن هذا يتوافق تمامًا مع الموجه الثاني من موجهات المولد، الذي يدعو إلى إبراز الحركة الجهادية للرسول والاستفادة منها في مواجهة مشاريع الأعداء اليوم، مثل التطبيع والاستباحة.

من أبرز الأمثلة على ذلك غزوة تبوك، التي كانت اختبارًا حقيقيًا للمؤمنين وكاشفًا للمنافقين. يذكر الكتاب أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حث المسلمين على الجهاد والإنفاق في سبيل الله لمواجهة الروم، على الرغم من بعد المسافة وشدة الحر وقلة الزاد.

هذه الغزوة كشفت عن صدق إيمان المؤمنين وتخاذل المنافقين، الذين اختلقوا الأعذار للتخلف عن الجهاد. وهذا يتقاطع مع الموجه الثالث، الذي يحث على فريضة الجهاد ويؤكد أنه لا مخرج للأمة مما تعانيه إلا بالجهاد .
يقول الله تعالى في سورة التوبة، واصفًا حال المتخلفين عن الجهاد:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التوبة: 38-39]
هذه الآيات تؤكد على خطورة التخلف عن الجهاد، وأن الله قادر على استبدال من يتخاذل بقوم آخرين ينهضون بمسؤولية الجهاد. وهذا يتماشى مع الموجه الرابع، الذي يبين أهمية الإيمان بالله ورسوله والجهاد في حماية الأمة وبنائها في كل المجالات.

اليمن كنموذج للصمود في وجه الطغاة
يُشير الكتاب إلى أن الجهاد ليس مجرد أحداث تاريخية، بل هو منهج حياة مستمر لمواجهة الطغاة في كل زمان ومكان. ويُقدم اليمن كنموذج معاصر للصمود في وجه الطغاة وأذنابهم، مستلهمًا ذلك من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. إن هذا يتوافق تمامًا مع الموجه السابع، الذي يدعو إلى إبراز مظاهر صمود الشعب اليمني في مواجهة الطغاة والاقتداء بالرسول .

إن صمود الشعب اليمني في وجه العدوان يمثل امتدادًا لدور الأنصار في نصرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ما يؤكده الموجه السابع عشر، الذي يرى أن دور الشعب اليمني في هذه المرحلة هو امتداد لدور أجدادهم الأنصار في حمل راية الدين ونصرة الرسول والوقوف مع المستضعفين.

المولد النبوي وتعزيز الروح الجهادية
تُعد ذكرى المولد النبوي الشريف فرصة لتعزيز الروح الجهادية في نفوس الأمة. فإحياء هذه الذكرى ليس مجرد احتفال، بل هو تذكير بمسؤولية الأمة في مواجهة الظلم والطغيان، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في جهاده. وهذا يتوافق مع الموجه الثاني عشر، الذي يدعو إلى الاستفادة من ذكرى المولد كمحطة تربوية تعبوية جهادية لخلق قناعات راسخة بأن الإسلام المحمدي يبني أمة قوية وحضارة إسلامية .

كما أن المولد النبوي يوصل رسالة قوية لأعداء الأمة بأن الشعوب ما زالت متمسكة بنبيها وقرآنها ومقدساتها، وأن ذلك يعتبر ردًا عمليًا على الإساءات المتكررة للرسول والقرآن والمقدسات. وهذا ما يؤكده الموجه التاسع عشر.

الخاتمة
في الختام، يتضح أن الجهاد في سبيل الله ومواجهة الطغاة هو مبدأ أساسي في الإسلام، تجسد في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ويجب أن يكون منهجًا للأمة في كل زمان ومكان. إن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف يمثل فرصة عظيمة لتعزيز هذه الروح الجهادية، والاقتداء بالرسول في شجاعته وصموده، والوقوف صفًا واحدًا في وجه الظلم والطغيان.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com