عاجل : بينما العالم يتابع ملايين اليمنيين في كل الساحات .. ارتفعت الأصوات المزلزلة من السبعين بهذه الهتافات
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الجمعة، مسيرة مليونية تاريخية تحت شعار “ثابتون مع غزة.. لا نخشى التهديدات ولا ترهبنا المؤامرات”، في مشهد شعبي مهيب أعاد التأكيد على ثبات الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية، رغم العدوان والحصار والتحديات الداخلية.
يمانيون / خاص
المسيرة جاءت في توقيت بالغ الحساسية، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتواطؤ إقليمي ودولي مكشوف، لتكون الهتافات التي رددها المشاركون بمثابة خطاب شعبي مقاوم عبّر عن موقف راسخ، ومشاعر شعبية ملتهبة، وإدانة مباشرة للسكوت العربي والدولي.
الهتافات كأداة تعبير سياسي وديني
الهتافات التي أطلقها المشاركون في المسيرة لم تكن مجرد شعارات عاطفية، بل جاءت محملة برسائل دينية وأخلاقية وسياسية، تكشف عن سردية نضالية شعبية تؤمن بأن نصرة فلسطين جزء لا يتجزأ من العقيدة والمصير المشترك وأبرز تلك الشعارات التي أطلقتها الحناجر المليونية :
(الله أراد لنا العزة.. والعزة في نصرة غزة)
(لو عدنا لكتاب الله.. لهزمنا أعداء الله)
هذه العبارات تسلط الضوء على الربط بين الهوية الإيمانية والقضية الفلسطينية، وتعكس أن الدعم لغزة ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل واجب ديني مقدس لا يمكن الحياد عنه.
اتهام مباشر للأنظمة العربية ودور التواطؤ
تضمنت هتافات المسيرة إدانة واضحة وصريحة لبعض الأنظمة العربية، خاصة تلك التي يُنظر إليها كشريكة أو متخاذلة في ما يتعرض له الفلسطينيون من عدوان وتطهير عرقي ومن أمثلتها :
(موقف مصر وآل سعود .. يدعم مشروع اليهود)
(يا أمة يكفيك جمود .. دنس أقصانا اليهود)
(غزة يا أمة تعنيكم .. صمت الزعماء لن يعفيكم)
هذه الشعارات تعبّر عن احتقان شعبي عارم تجاه المواقف الرسمية العربية، والتي غالبًا ما تتسم بالصمت والتواطؤ، وتكشف في الوقت نفسه عن رفض يمني واسع للتطبيع وأي شكل من أشكال التحالف مع العدو الإسرائيلي.
الهتافات كفعل مقاومة وتعبئة شعبية
اتخذت المسيرة طابعًا تعبويًا واضحًا، حيث حملت الهتافات نداءات صريحة للجهاد، والمقاومة، والثورة ضد الاحتلال وأعوانه من خلال الهتافات :
(الجهاد الجهاد.. حي حي على الجهاد)
(من يخشى من أن يجاهد.. سيداس غدا وهو يشاهد)
(ثوروا يا أحرار العالم.. غزة مأساة تتفاقم)
هذه الشعارات تكشف عن تصعيد في الخطاب الشعبي المقاوم، والدعوة إلى تجاوز الإدانة نحو الفعل، وهو ما يعكس حالة المصير المشترك مع المقاومة الفلسطينية، والاستعداد الشعبي لدفع ثمن هذا الموقف.
دلالات رمزية للمشهد الجماهيري
إلى جانب الهتافات، حملت المسيرة العديد من الرموز السياسية والشعبية المؤثرة، وكان أبرزها ، رفع العلمين اليمني والفلسطيني في مشهد يكرّس وحدة الموقف والمصير، والتفاعل الكبير والمشاركة الواسعة من مختلف الفئات المجتمعية، ما يعكس شمولية الانتماء للقضية الفلسطينية، وكذلك التأكيد المتكرر على أن غزة ليست وحدها، وأن الشعب اليمني يقف في مقدمة الداعمين لها رغم الحصار والحرب.
البعد الأخلاقي والإنساني في الهتافات
الهتافات لم تُختصر على الطابع السياسي أو الديني، بل جسدت أيضًا بعدًا إنسانيًا وأخلاقيًا واضحًا في استنكار جرائم الإبادة الجماعية، والحصار، والتجويع الذي يتعرض له أهل غزة، مع دعوات موجهة إلى الأمة جمعاء من خلال شعارات مثل :
(يا أمتنا وضعك مقلق.. الخطر الصهيوني محدق)
(يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم)
هذه الشعارات تحمّل الشعوب مسؤولية أخلاقية وتحثّها على كسر حاجز الصمت والتحرك، وتؤكد أن الصمت لم يعد بريئًا، بل شريكًا في الجريمة.
صوت صنعاء .. امتداد لغزة لا صدى فقط
الهتافات التي شهدتها المسيرة المليونية في صنعاء تمثل أكثر من مجرد تفاعل شعبي، إنها تجديد للعهد مع فلسطين، ورفض للتطبيع، وتأكيد على أن صوت الشعوب لا يموت حتى في أوج الألم، وكانت الرسالة واضحة، أن غزة ليست وحدها، وصنعاء رغم جراحها، لن تتخلى عن قدسها ومقاومتها ومبادئها.