السيد القائد يفضح أنظمة تآمرت على غزة وهذا ما حدث في ألمانيا
تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، مواقف الأنظمة العربية والإسلامية إزاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، مستعرضًا ما وصفه بـ”الفرص الضائعة” التي كان يمكن لقمة الدوحة أن تستثمرها لنصرة القضية الفلسطينية بشكل فعّال، في لحظة فارقة، تتعاظم فيها جرائم الاحتلال في قطاع غزة، وتتصاعد فيها الهجمة الصهيونية بدعم أمريكي غير محدود، بينما تسود القمم العربية أجواء الضعف والتراخي واللامبالاة.
يمانيون / خاص
قدم السيد القائد جملة من الخطوات العملية التي كان يمكن اتخاذها خلال القمة العربية والاسلامية، مثل إغلاق الأجواء أمام الطيران الإسرائيلي، وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع العدو، ورفع تصنيف الإرهاب عن فصائل المقاومة، كحماس والجهاد الإسلامي، وتقديم الدعم المالي والسياسي والإعلامي المعلن للمقاومة، وكذلك فتح المجال للشعوب للتحرك نصرةً لفلسطين، ووقف تصدير النفط للعدو الصهيوني، وكما أكد السيد القائد أن هذه المواقف يمكن اتخاذها دون تكلفة عسكرية، لكنها تحمل تأثيرًا سياسيًا واستراتيجيًا بالغًا.
وفي مفارقة مؤلمة، قارن السيد القائد بين الدعم الغربي الهائل لأوكرانيا وبين تواطؤ الأنظمة العربية مع العدو الإسرائيلي، ففي حين تسارع الدول الأوروبية إلى إرسال السلاح والمليارات إلى أوكرانيا، لم تستطع القمة العربية إعلان أي دعم مالي أو لوجستي لغزة، رغم المجازر اليومية، هذه المقارنة تُظهر الفارق بين من يعتبر نفسه صاحب قضية، ومن تجرّد حتى من الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية تجاه شعب يُباد علنًا.
ولم يفتْ السيد القائد التذكير بالدور الأمريكي، الشريك المباشر في العدوان، سواء من خلال الإمداد العسكري، أو الغطاء السياسي، وتزامن انعقاد القمة مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، وظهوره إلى جانب نتنياهو في طقوس تلمودية عند حائط البراق، كان رسالة استفزازية واضحة للأنظمة والشعوب، ومؤشرًا على استهتار واضح بكل الجهود الدبلوماسية العربية.
ومن أبرز النقاط التي توقف عندها السيد القائد يحفظه الله ،كانت تصريحات المسؤولين الصهاينة الساخرة من القمة ومخرجاتها، وهو ما عدّه انعكاسًا واضحًا لفقدان العرب أي تأثير سياسي أو حتى هيبة في ميزان الردع الإقليمي، بل إن العدو تجاوز قطر، وصرّح بأن تهديداته تطال كل الدول العربية، في استهانة غير مسبوقة.
الدعوة إلى المعيار القرآني .. البعد القيمي والروحي
لا يغيب البعد القيمي في خطابات السيد القائد، إذ دعا الأمة إلى أن تستمد موقفها من القرآن الكريم، كمعيار للتمييز بين العدو والصديق، وبين الخطأ والصواب، وهذا التوجه يبرز رفضه للواقعية السياسية المنفصلة عن الثوابت الدينية والقيمية.
وفي رسالة لافتة، أشار السيد القائد إلى أن كثيرًا من الأنظمة لا تكتفي بالتخاذل، بل تعمد إلى قمع شعوبها ومصادرة حرياتهم إن حاولوا التحرك لنصرة فلسطين، بل ويجرّمون أي نشاط شعبي داعم لغزة، وهذا التناقض يُظهر أزمة الهوية في الأنظمة التي تواجه شعوبها بدلًا من مواجهة العدو.
كما أثنى السيد القائد على تنامي حركة المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية في ألمانيا، معتبرًا ذلك مؤشرًا على وعي عالمي يتجاوز المواقف الرسمية الخانعة، ودعا إلى تعميم هذه المقاطعة في العالم الإسلامي، كسلاح فاعل لا يحتاج إلى جيوش بل إلى ضمير حي.
وبينما اكتفت بعض العواصم ببيانات الإنشاء، كان خطاب السيد القائد دعوة للتحرك العملي والشعبي والسيادي، مبني على رؤية قرآنية واضحة في فهم العدو، وسبل مواجهته.