من أسطول الصمود إلى استهداف سفن العدو .. السيد القائد يكشف ملامح التصعيد القادم

أطلّ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي على جماهير الشعب اليمني والعالم العربي والإسلامي بكلمة شاملة تناول فيها مجريات العدوان الإسرائيلي على غزة ، مؤكدًا على استمرار العمليات اليمنية في سياق “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، ومسلطًا الضوء على التحركات التضامنية في البحر، خاصة “أسطول الصمود”، كمظهر رمزي وعملي من مظاهر كسر الحصار على غزة، الكلمة التي اتسمت بنبرة تعبويّة واضحة، تزامنت مع تصعيد ميداني وتهديد مباشر للملاحة البحرية المرتبطة بالكيان الإسرائيلي، ما يعطيها أبعادًا تتجاوز الموقف الخطابي، لتلامس نقاط التماس الفعلي في معادلة الصراع في الإقليم.

يمانيون/ خاص

 

تثبيت الموقف ورفض الاستكانة

من خلال تأكيده على أن الموقف اليمني “راسخ وواعٍ ومؤثر”، يوجّه السيد القائد رسائل سياسية في عدة اتجاهات، أولها إلى الداخل اليمني، لإعادة شحن التعبئة الشعبية في سياق مقاومة عدوانًا صهيونيًا–أميركيًا مشتركًا على الأمة، ثانيها إلى الأطراف الإقليمية، لا سيما تلك التي اختارت الحياد أو التطبيع، في تلميح إلى تقاعسها عن نصرة القضية الفلسطينية، وثالثها إلى المجتمع الدولي، بأن اليمن حاضر في المعركة الكبرى، ولن يقف موقف المتفرج أمام حصار غزة واستباحة الفلسطينيين.

 

البحر ساحة اشتباك استراتيجي

أبرز ما حملته الكلمة في هذا الجانب، هو ما ورد من تفاصيل دقيقة بشأن حجم ونطاق العمليات العسكرية التي نفذتها القوات اليمنية، والتي منها 18 عملية خلال أسبوع واحد، تنوّعت بين الصواريخ والطائرات المسيّرة، واستهدفت مواقع داخل العمق الإسرائيلي وفي البحر، وكذا استهداف 228 سفينة في سياق فرض الحظر على الملاحة الإسرائيلية، رقم كبير يوظَّف سياسيًا لإظهار الجدية والتأثير، وتعطيل ميناء أم الرشراش كمثال على الأثر الاقتصادي المباشر، في ظل اعتراف إسرائيلي ضمني بخسائر ناجمة عن العمليات البحرية.

هذه المعطيات ترسم مشهدًا عسكريًا يتجاوز التضامن الرمزي، إلى اشتباك ميداني من موقع جغرافي حساس (البحر الأحمر وباب المندب)، وهو ما يحمل أبعادًا استراتيجية عابرة للحدود.

 

أسطول الصمود

حرص السيد القائد في كلمته على تسليط الضوء على أسطول الصمود،  التحرك التضامني الشعبي البحري لكسر حصار غزة  باعتباره، نموذجًا للكفاح المدني المقاوم، ورسالة لفضح العدو الإسرائيلي أمام الرأي العام الدولي، ودليلًا على تقاعس الأنظمة المحيطة بفلسطين عن أداء واجبها تجاه شعب يُقتل ويُجَوَّع.

وهنا تتجلى الوظيفة الإعلامية الرمزية لهذا الأسطول، إذ يعيد سردية المقاومة المدنية، ويجعل من الفعل التضامني وسيلة فضح وتحشيد.

 

تعبئة شاملة تحت شعار الجهاد

الكلمة اتسمت بخطاب تعبوي مكثف، يربط العمل المقاوم بالقيم الدينية والهوية الإيمانية، ويعيد تأصيل المعركة ضمن إطار “الجهاد في سبيل الله”، ومن خلال ذلك، يسعى السيد القائد إلى، حشد الطاقات البشرية والمجتمعية في مسيرات ومظاهرات (بلغت  أكثر من 1400 فعالية خلال أسبوع واحد)، وربط المشاركة الشعبية بالتكليف الشرعي والثواب الأخروي، وتجييش الشعب خلف القيادة باعتبار أن المعركة ليست سياسية فقط، بل وجودية ودينية وأخلاقية.

 

معركة الحق ضد الباطل

تجلّت في الكلمة رؤية أخلاقية صارمة، تقوم على، قدسية التضحية، حيث تُقدَّم المعاناة في المظاهرات أو الجبهة كفوز عظيم،  يرتقي بالإنسان إلى مصاف الشهداء، ورفض الاستسلام كعار، حيث اعتبر السيد القائد أن الخسارة الحقيقية تكمن في الاستسلام والتعاون مع العدو، لا في تحمل المشاق والتضحيات، وكذا الزوال الحتمي للعدو،  إذ تم ربط المصير الإسرائيلي بالنصوص القرآنية التي تؤكد حتمية الزوال وأن العاقبة للمؤمنين.

 

ومن هنا يمكن استخلاص نتائج تحليلية قائمة على الخطاب، تتضمن تأكيد الحضور اليمني  القوي وإعادة توجيه البوصلة الشعبية نحو القضية الفلسطينية، كأداة تعبئة داخلية، ليتجدد التأكيد على الأبعاد الاستراتيجية في كلمة السيد القائد  التي لم تكن مجرّد خطاب تعبوي، بل حملت خريطة ميدانية واضحة، ورسائل استراتيجية متعددة الاتجاهات.
إنها تأكيد على تموضع اليمن في قلب معادلة المواجهة مع الكيان الصهيوني، ضمن رؤية إيمانية وسياسية ترى أن الصراع مفتوح، وأن الزوال الحتمي للعدو ليس أمنية، بل وعدٌ إلهي، ومسألة وقت، لاأكثر

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com