رغم التحديات .. الموقف اليمني ينتصر ويحمي ثمار النصر في غزة
في لحظة مفصلية من تاريخ الأمة، وفي ظل عدوان صهيوني شرس على قطاع غزة تجاوز كل الحدود الإنسانية، برز الموقف اليمني كأحد أهم التحولات الاستراتيجية في الصراع مع العدو الصهيوني، مؤكدًا أن الشعوب الحرة قادرة على كسر المعادلات المفروضة وفرض معادلات جديدة بلغة الميدان والفعل لا الخطاب فقط.
يمانيون / تقرير / خاص
يأتي هذا التقرير لتسليط الضوء على الموقف اليمني غير المسبوق في نصرة القضية الفلسطينية، بدءًا بالقرار التاريخي بمنع الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، مرورا ً بالعمليات الصاروخية والجوية التي استهدفت عمق الكيان الإسرائيلي رغم الحصار والقيود، وصولًا إلى استعراض التحديات التي واجهها اليمن، بما في ذلك الحملات العسكرية الأمريكية _ البريطانية، والاستهداف الإسرائيلي المباشر، والتآمر الاقتصادي والأمني المركّز.
ورغم كل هذه التحديات، فإن الموقف اليمني حقق نصرًا نوعيًا بنجاح كامل في تنفيذ عملياته، بنسبة تجاوزت 100% في التأثير السياسي والعسكري، وفق اعترافات دولية ، كما يلقي التقرير الضوء على التضحيات الكبيرة التي قدّمها اليمن، بما في ذلك استشهاد عدد من الوزراء والقادة العسكريين، ويعرض كيف تمكّن من تحويل هذه التحديات إلى دوافع للصمود والثبات.
لا تكمن أهمية التقرير فقط في توثيق هذه الأحداث، بل في إبراز تحوّل اليمن من بلد محاصر ومثقل بالجراح إلى فاعل إقليمي حقيقي في معادلة المقاومة، يحمل رسالة سياسية وأخلاقية بليغة إلى العالم، أن فلسطين ليست وحدها، وأن الأمة لا تزال قادرة على الفعل والتأثير متى ما توفرت الإرادة الحرة والرؤية الواضحة.
منع الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر .. قرار تاريخي
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، وفي خطوة تصعيدية مفصلية، أعلنت صنعاء قرارًا استراتيجيًا غير مسبوق، بمنع الملاحة المرتبطة بالكيان الصهيوني من المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن، القرار الذي أثار صدمة إقليمية ودولية، تحول إلى واقع تنفيذي، حيث تم تنفيذ عمليات دقيقة استهدفت سفنًا وشحنات ذات صلة بالكيان المحتل، ما أجبر العديد من شركات الملاحة العالمية على تغيير مساراتها، وتسبب في خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة لاقتصاد العدو الإسرائيلي.
وبحسب تقارير اقتصادية، فإن القرار اليمني ساهم في رفع تكلفة الشحن والتأمين على السفن المرتبطة بالكيان، وأدى إلى إرباك سلاسل الإمداد، خاصة في ظل اعتماد الكيان على الاستيراد عبر البحر.
رغم التحصينات .. قصف في عمق الكيان
كان اليمن حاضرًا بقوة في مشهد الردع، حيث نفذت القوات المسلحة اليمنية عشرات العمليات النوعية التي استهدفت مواقع استراتيجية للعدو الصهيوني، منها عمليات صاروخية وبالطائرات المسيّرة، اخترقت الطبقات الدفاعية المعقدة للكيان، ووصلت إلى عمق الأراضي المحتلة، في سابقة لم يكن يتوقعها حتى أشد المتفائلين من مناصري القضية الفلسطينية.
هذه الضربات، رغم بعدها الجغرافي والتقني، حملت رسائل سياسية وعسكرية واضحة، مفادها أن اليمن، ورغم حصاره وظروفه الداخلية الصعبة، قادر على كسر القواعد المفروضة وتجاوز كل الخطوط الحمراء عندما يتعلق الأمر بفلسطين.
نصر إلهي .. ونجاح بنسبة 100% بإجماع المراقبين
برغم ما توقعه خصوم اليمن من فشل أو محدودية التأثير، حقق الموقف اليمني نجاحًا باهرًا على الصعيدين السياسي والعسكري، فالعمليات البحرية والجوية اليمنية سجلت نسبة نجاح 100%، حسب بيانات رسمية ومتابعين عسكريين دوليين، ما يعكس دقة التخطيط والتنفيذ، وروح العقيدة القتالية اليمنية المستمدة من الإيمان بالله والثقة في نصره وتأييده ، وبقيادة حيكمة وتويجهات مسددة للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، التي ساقت اليمن إلى النصر وعالمية التأثير بفضل الله وتوفيقه وتسديده.
أما المكاسب لم تكن فقط عسكرية، بل شملت أيضًا مكاسب معنوية وسياسية، حيث تحول اليمن إلى قوة إقليمية صاعدة، وفاعل غير تقليدي في معادلة الردع ضد الاحتلال، في وقت التزمت فيه العديد من الأنظمة العربية الصمت أو الحياد السلبي.
تحديات جسيمة .. وصمود أسطوري
لم يكن هذا الموقف البطولي بدون ثمن، فقد واجه اليمن جملة من التحديات المعقدة، أبرزها حملتان عسكريتان مباشرتان من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، شملت غارات جوية مكثفة على مواقع متعددة في صنعاء والحديدة وذمار، فضلاً عن محاولات تشويش وحرب إلكترونية لإرباك منظومة الصواريخ والمسيرات.
إلى جانب ذلك، دخلت اليمن في مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي، أسفرت عن استشهاد عدد من كبار القادة العسكريين والمدنيين، من بينهم وزراء في حكومة الإنقاذ الوطني، ما شكل خسارة وطنية كبيرة، لكنها لم تؤثر على زخم العمليات أو إرادة الصمود.
كما واجه اليمن مؤامرات اقتصادية ممنهجة، من خلال تشديد الحصار الاقتصادي، ومحاولات تجفيف الموارد عبر تحكم خارجي بالمنظومة المصرفية، إلى جانب استهداف أمني مكثف عبر شبكات تجسس وتخريب وفوضى داخلية وخارجية.
اليمن .. نراقب التزام العدو بالاتفاق ونحذّر من الالتفاف أو النكث
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وبدء مراحل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، أن اليمن وقواته المسلحة تتابع عن كثب تفاصيل تنفيذ الاتفاق، خاصة ما يتعلق بالتزام العدو الصهيوني ببنوده الجوهرية، وعلى رأسها الانسحاب الكامل، ورفع الحصار، ووقف العدوان بكافة أشكاله، مؤكداً أن الموقف اليمني لن يكون بمنأى عن مسار تنفيذ الاتفاق، بل سيكون حاضراً كمراقب فاعل وشريك في الضغط الميداني، لضمان أن لا يتحول الاتفاق إلى فرصة جديدة للالتفاف أو المماطلة من قبل العدو الإسرائيلي، كما جرى في تجارب سابقة.
وشدد السيد القائد على أن أي محاولة نكث أو تراجع أو تأخير في تنفيذ بنود الاتفاق لا سيما تلك المتعلقة بالحقوق الفلسطينية الأساسية ستُعدّ خرقًا مباشرًا يستوجب الرد، كما أكدت القوات المسلحة اليمنية استعدادها الكامل لإعادة تفعيل مسارات التصعيد في البحر الأحمر أو عبر أدوات الردع الأخرى، في حال تم رصد أي مؤشرات على نكث أو خداع سياسي.
ويأتي هذا الموقف في إطار رؤية يمنية متكاملة تعتبر أن المعركة مع العدو لا تنتهي بمجرد وقف إطلاق النار، بل تتطلب رقابة دائمة واستعدادًا للتصدي لأي التفاف على الاتفاق،
وبذلك، يؤكد اليمن أن النجاحات الميدانية لا تُستكمل إلا بضمان التزام العدو بتنفيذ الاستحقاقات المترتبة عليه، دون مماطلة أو محاولات تجميل شكلية، وأن اليمن، سيبقى في حالة استعداد حتى تُنفذ جميع بنود الاتفاق بشكل كامل، وتتحقق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في غزة دون نقصان.
رسالة اليمن للعالم .. غزة ليست وحدها
الرسالة التي بعثها اليمن من خلال هذا الموقف الشجاع، كانت واضحة لا لبس فيها، فلسطين ليست وحدها، فالدم اليمني امتزج بتراب القضية، والعطاء لم يُقاس بالبعد الجغرافي أو المصلحة السياسية، بل بالإيمان الصادق بعدالة القضية ومظلومية الشعب الفلسطيني، المنطلقة من المسؤولية الإيمانية والامتثال لتوجيهات الله والحرص على لقاء الله بوجوه بيضاء ،
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، يؤكد اليمن تمسكه بخيار المقاومة والدعم الكامل لغزة وفصائلها، ويواصل عملياته الميدانية كجزء من معركة الأمة الكبرى ضد الاحتلال ،
نصر الإرادة رغم العدوان والحصار
في النهاية، استطاع اليمن أن ينتصر بموقفه، بصموده، وبوفائه لقضايا الأمة، رغم التحديات والتضحيات الجسيمة، وهو اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يثبت أن الشعوب الحرة قادرة على صناعة الفارق، عندما تتحرر من التبعية وتخوض معركتها بروح الإيمان والعزة.