وفاءً للشهداء ونصرةً لغزة.. القبائل اليمنية بسلاحها ورجالها ترسم معادلة الردع القادمة

يمانيون|تقرير| محسن علي
من صعدة إلى تعز، ومن جبال حجة إلى سهول الحديدة، تشتعل الجبهة الداخلية اليمنية بنار النفير القبلي، معلنةً حالة استنفار قصوى غير مسبوقة, حيث لم يعد الأمر مجرد وقفات احتجاجية، بل تحول إلى حشد مسلح يرسل رسالة مدوية إلى واشنطن وتل أبيب والرياض, بأن “النفير العام هو الرد على أي تصعيد قادم”.

القبيلة ترتب صفوفها وتجدد عهدها
وفي ظل التهديدات المتصاعدة سواء تجاه الشعب الفلسطيني أواليمن، تعيد قبائل اليمن، التي تُعد صمام الأمان التاريخي للبلاد، ترتيب صفوفها وتجديد عهدها بالجهاد، مؤكدةً أن الجولة القادمة من الصراع لن تكون كسابقتها، وأنها جاهزة للتحول من حالة التعبئة إلى “المعركة الفاصلة” بقرار من القيادة الثورية لمواجهة العدوان الأمريكي-الصهيوني السعودي الإماراتي وأدواته الخونة.

الاستنفار الشامل لمواجهة التصعيد
شهد الأسبوع المنصرم حراكاً شعبياً وقبلياً استثنائياً شمل أكثر من 10 محافظات، تجسد في سلسلة من الوقفات المسلحة الكبرى واللقاءات القبلية الحاشدة، أعلنت فيه قبائل اليمن حالة النفير العام والكنف القبلي والجهوزية الكاملة على كافة المستويات استعداداً لخوض “المعركة الفاصلة” ضد تحالف العدوان الأمريكي-الصهيوني وأدواته في المنطقة, مؤكداً أن اليمن قد دخل مرحلة جديدة من الإعداد تحت شعار “طوفان الأقصى” و”الفتح الموعود والجهاد المقدس”
هذا الإعلان ليس رمزياً، بل هو ترجمة عملية لتوجيهات القيادة الثورية بضرورة رفع مستوى الاستعداد لمواجهة أي تصعيد محتمل من قوى العدوان’ إذ لم يعد هذا الحشد مجرد استجابة عاطفية، بل تحول إلى عملية تظهر عمق الترابط الأخوي والاعتصام الجماعي الذي عجزت قوى تحالف العدوان في اختراقه خلال 10 سنوات منذ العدوان السعودي الأمريكي في 2015م وحتى اليوم ما بعد دخول اليمن في معركة إسناد طوفان الأقصى.

جاهزية القبائل.. من النفير إلى الميدان
بهذا النفير المسلح الواسع تدخل قبائل اليمن في أعلى درجات الجهوزية والاستنفار الشعبي, متجاوزة الرسائل الشفوية إلى تنفيذ وقفات حاشدة تتجلى بمضامينها قيم الأخوة الإيمانية وتعزز بداخلها معاني الثقة بالله وتستعرض العدة التي أعدتها في سبيل الله القوي العزيز.
ومع استمرار السعودية في مماطلة تنفيذ استحقاقات السلام تجاه اليمن وتهربها من تنفيذه, وتزايد حدة التهديدات الأمريكية البريطانية الصهيونية بالتزامن مع النشاط العسكري والاستخباراتي المعادي, تبرز قبائل اليمن كما العادة إلى الساحة لتعلن جاهزيتها وحضورها في مواجهة أي غاز ومعتدي, حيث سجل الأسبوع الماضي تحرك شعبي غير مسبوق لمختلف القبائل التي أكدت استعدادها التام لتنفيذ توجيهات القيادة الثورية لمواجهة أي طارئ ومستجد يتهدد اليمن أو غزة مجددا, وقدت شهدت مديريات باقم، مجز، قطابر، سحار، حيدان، ورازح وغيرها من قبائل أبناء مديريات محافظة صعدة لقاءات قبلية مسلحة ضخمة، أكدت فيها على رص الصفوف وانتظار إشارة قائد الثورة لمجابهة أي مغامرة للأعداء.
بدورها أعلنت قبائل مديريات المربع الأوسط (السوادية، ردمان، مأرب، ناطع، البيضاء) النفير العام والكنف القبلي في وقفة مسلحة حاشدة، مؤكدةً على استمرار التعبئة والجاهزية لمواجهة أي تصعيد من العدو الأمريكي والإسرائيلي في اليمن أو غزة.
فيما أكدت قبائل عمران (المدان، مسور، ذيبين، السود، حبورظليمة، عيال سريح، خمر، ثلاء، وريدة، وحوث، وقفلة عذر، وسفيان) استعدادها لتنفيذ أي خيارات يتخذها قائد الثورة في مواجهة مخططات الأعداء, كما أعلنت قبائل ذمار (جهران، جبل الشرق، عنس، الحداء، ومديريات قبيلة آنس) النفير القبلي للوقوف صفاً واحداً مع القيادة الثورية.

استعراض الجاهزية القتالية في المحافظات
عكست الوقفات المسلحة استعراضاً عملياً للجاهزية القتالية، حيث تجاوزت الرسائل الشفوية إلى تأكيد القدرة على التحرك الفوري لدعم الجبهات, ففي محافظة الجوف أكدت قبائل ذو حسين بالمتون وخب والشعف، وبني نوف، وأحفاد بلال في وقفات كبرى على استمرار التعبئة وتعزيز الجاهزية لمواجهة مخططات الأعداء, فيما فوضت قبائل مركز المحافظة ومديريات المغربة وبني سعد ووشحة، وكعيدنة، وأسلم، وكشر، وحرض، وعبس، وميدي، وحيران، ومستبأ، والمحابشة، وقارة، وخيران المحرق، والشاهل، قائد الثورة في اتخاذ الخيارات المناسبة.
أما في الساحل الغربي فقد شهد الأسبوع المنصرم حراك استثنائيا بمختلف مديريات محافظة الحديدة ومنها بيت الفقيه والحسينية والمنصورية وزبيد والتحيتا استعرضت القبائل الحاشدة تحت شعار “التعبئة مستمرة.. وفاءً لدماء الشهداء” جاهزيتها ، مؤكدةً أن القبائل اليمنية تمتلك من المهارات القتالية والعدة والعتاد ما يكفي للتصدي لأي عدوان.
وفي السياق ذاته تصدرت أخبار قبائل محافظات محافظة صنعاء والأمانة وذمار وإب وتعز والضالع والمحويت المشهد القبلي العرمرم حيث أكدت قبائل إب (حزم العدين، المشنة، القفر، المخادر، وحبيش) وقبائل تعز (ماوية، وخدير، والتعزية) وقبائل الضالع (قعطبة) استمرار النفير العام، مشددةً على أن أبناء اليمن في حالة ترقب ورصد دائم وعلى أهبة الاستعداد ورهن إشارة قائد الثورة.

رسائل الردع.. التفويض المطلق والتحذير من مغبة أي مغامرة
تضمنت بيانات الوقفات المسلحة رسائل حاسمة ومباشرة موجهة إلى قوى العدوان ومرتزقتهم، تركزت على التفويض المطلق للقيادة والتحذير الشديد من أي تصعيد, وجددت القبائل في جميع المحافظات التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ كافة الخيارات والقرارات التي يراها مناسبة للدفاع عن الوطن ونصرة قضايا الأمة كما حذرت العدو الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهم من مغبة أي تصعيد في المنطقة ضد اليمن أو غزة، مؤكدةً أن أي مغامرة ستواجه بـ”طوفان يمني”.

مباركة الإنجاز الأمني وإعلان البراءة من العملاء
لم تغفل الوقفات المسلحة أهمية تحصين الجبهة الداخلية، حيث كان الإنجاز الأمني الأخير محوراً رئيسياً في جميع البيانات حيث باركت القبائل الإنجاز الأمني الكبير المتمثل في عملية “ومكرُ أولئك هو يبور” (كشف شبكة التجسس الأمريكية-الإسرائيلية-السعودية)، واعتبرتها “ضربة نوعية” تمثل دليلاً على يقظة الأجهزة الأمنية, مطالبة في الوقت ذاته الجهات المعنية بـ”الإسراع في تنفيذ الأحكام الشرعية وإنزال أقصى العقوبات” بحق الجواسيس والمتورطين في الخيانة والعمالة’ وأعلنت البراءة التامة من كل عميل وخائن يعمل لصالح الأعداء، وشددت على أن تماسك الجبهة الداخلية ووحدة الصف هما السبيل لتحقيق النصر’ ما يؤكد للعالم بأسره أن القبيلة صمام الأمان وخط الدفاع الأول عن السيادة .

خاتمة
بالوفاء لدماء الشهداء والمضي على دربهم, يرسخ حقيقة أن القبيلة اليمنية هي صمام الأمان وخط الدفاع الأول عن سيادة الوطن وقضايا الأمة, وفي الميدان الساخن تؤكد القبائل اليمنية أنها جاهزة لخوض الجولة القادمة من الصراع، وأن أي مغامرة من قبل قوى العدوان ستواجه بـ”طوفان يمني” موحد، يهدف إلى استكمال مشروع الحرية والاستقلال، وتحقيق النصر الموعود.

You might also like