نتنياهو يتوغل في الجنوب السوري ويهدد بتوسع الاحتلال

يمانيون |
في خطوة استفزازية جديدة، قام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومعه كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين في كيان الاحتلال، بجولة ميدانية في الجنوب السوري المحتل، مؤكدًا على نية الاحتلال التوسع وفرض سيطرته على المنطقة.

الزيارة التي وصفها المراقبون بأنها “طعن في صميم السيادة السورية”، تأتي في سياق سياسة الاحتلال الرامية إلى إقامة “إسرائيل الكبرى” وتعزيز نفوذه في الشرق الأوسط.

زيارة نتنياهو، التي رافقه خلالها وزير الحرب “كتس”، وزير الخارجية “جدعون ساعر”، رئيس هيئة الأركان “إيال زامير”، ومدير جهاز “الشاباك” “ديفيد زيني”، تسلط الضوء على مرحلة جديدة من التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية.

ما زاد من تعقيد المشهد هو تصريحات نتنياهو التي نشرها مكتبه خلال الزيارة، حيث أكد أن “الوجود الإسرائيلي هنا بالغ الأهمية، سواء على صعيد الدفاع أو الهجوم”، مما يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد والتوسع في المنطقة العازلة على الحدود.

وحسب تقارير إعلامية عبرية، فإن الاحتلال الإسرائيلي لا يرى ضرورة للانسحاب من الأراضي التي يحتلها في المنطقة العازلة، حيث أشار مسؤولو الاحتلال إلى أنهم يمتلكون “سيطرة كاملة” على تلك المناطق، ولا يوجد أي ضغط من قبل الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي لإجبارهم على الانسحاب.

هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تزداد التهديدات الأمنية في المنطقة، ويعتبر الاحتلال أن وجوده هناك ضروري لمواجهة “تهديدات” منها تهريب الأسلحة إلى لبنان والتسليح التركي للقوات السورية.

زيارة نتنياهو أثارت موجة من الاستنكار على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث اعتبرتها العديد من الدول العربية والإسلامية تجاوزًا لحدود السيادة السورية وخرقًا فاضحًا للقوانين الدولية.

لكن الرد السوري على هذه الانتهاكات جاء محدودًا، حيث اكتفى بيان وزارة الخارجية السورية بإدانة الزيارة “بأشد العبارات”، دون اتخاذ خطوات عملية ملموسة لردع الاحتلال أو تصعيد الموقف.

من خلال هذه الجولة، يظهر بوضوح أن الاحتلال الإسرائيلي يختبر قدرة الإدارة السورية الحالية، ممثلةً في “أحمد الشرع” (أبو محمد الجولاني)، على مواجهة هذه التوغلات والانتهاكات. وعلى الرغم من البيانات الاستنكارية، فإن الواقع الميداني يُظهر عجزًا عن اتخاذ خطوات فعالة لوقف التوسع الإسرائيلي.

المراقبون يعتبرون أن التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو جزء من مخطط طويل الأمد لتكريس الاحتلال وتوسيع النفوذ في المنطقة. وقد فتح هذا الواقع الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة السورية الحالية قادرة على استعادة سيادتها على أراضيها أم أنها ستظل مجرد أداة تنفذ الأجندات الإسرائيلية.

في الختام، فإن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في فرض إرادته في الأراضي السورية، دون أن تجد الإدارة السورية ردًا عمليًا وقويًا، يضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة النظام الحالي على استعادة السيادة وحماية مصالح الشعب السوري.

You might also like