فورين بوليسي: الاتفاق الأمني بين السعودية وأمريكا يُهدّد واشنطن بصراعات جديدة

يمانيون |
نشرت مجلة “فورين بوليسي” تقريرًا تحليليًا سلّط الضوء على الاتفاق الأمني العسكري المرتقب بين الولايات المتحدة والسعودية، معتبرةً أن هذه الخطوة تمثل أكبر مقامرة استراتيجية في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير.

التقرير يوضح أن الاتفاق لا يساهم في تعزيز مصالح المواطنين الأمريكيين بقدر ما يعزز نفوذ الشركات الأمريكية الكبرى، مشيرًا إلى أن هذه الصفقة قد تضع واشنطن في موقف يعرضها لصراعات غير مرغوب فيها.

ويلفت التقرير الانتباه إلى أن عودة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة تُعدّ تحولًا سياسيًا هامًا، حيث كان يُنظر إليه كـ”منبوذ” بعد جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.

إلا أن بن سلمان عاد اليوم إلى واشنطن وهو يحمل وعودًا باستثمارات سعودية ضخمة تصل إلى 600 مليار دولار في مختلف القطاعات الأمريكية، مقابل ضمانات أمنية أمريكية.

وفي حديثه عن الأزمة التي تسببت في عزلة بن سلمان، يشير التقرير إلى انسحاب المسؤولين الأمريكيين من مؤتمرات الرياض، وفرض إدارة ترامب عقوبات على 17 شخصًا متورطين في الجريمة، إلى جانب تعهدات الرئيس جو بايدن في حملته الانتخابية بوقف بيع الأسلحة للسعودية.

ومع ذلك، عاد بايدن ليعزز العلاقة مع الرياض في 2022 بسبب أهمية المملكة كأكبر مستورد للأسلحة الأمريكية ولحسابات النفوذ الأمريكي في منطقة الخليج.

ويعتبر التقرير أن التحالف الأمريكي-السعودي قد استعاد زخمًا مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة، حيث اتسمت العلاقات مجددًا بصيغة “حماية عسكرية مقابل التزامات مالية واستثمارية ضخمة”.

لكن التقرير يبرز الجانب المظلم في هذا التحالف، مشيرًا إلى أن النظام السعودي يظل استبداديًا، مع غياب المشاركة السياسية الحقيقية، وتسجيل 322 عملية إعدام في 2025، معظمها لأجانب.

ويؤكد التقرير أن الشركات الأمريكية هي المستفيد الأكبر من الصفقة، في حين يتحمل الشعب الأمريكي التكلفة العسكرية والدبلوماسية لهذه الاتفاقية.

كما تحذر “فورين بوليسي” من أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها في صراعات جديدة لا مصلحة لها فيها، ما يزيد من تعقيد موقفها العسكري والدبلوماسي في الشرق الأوسط.

وفي ختام التقرير، تشير المجلة إلى أن هذا الاتفاق الأمني قد لا يعزز الاستقرار في المنطقة كما يُروج له، بل قد يقود إلى تعميق التوترات ويدفع الولايات المتحدة إلى مواجهة صراعات غير مرغوبة.

You might also like