القبائل اليمنية .. جيش الشرف والنخوة وصمود الأمة
تُعتبر القبائل اليمنية الركيزة الأساس في بناء المجتمع اليمني، والعمود الفقري الذي يستند إليه التاريخ والمستقبل على حد سواء، على مر العقود، كانت القبيلة حاضنة للشرف والنخوة، وصمام أمان للمجتمعات اليمنية، وهي اليوم تظهر في أبهى صورها، شامخة، صامدة، ومتمسكة بأصالتها وقيمها الراسخة.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
وفي خطاب تاريخي للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله عبر فيه عن تقديره العميق لهذه القبائل ومكانتها، إذ وصفها بأنها خرجت وهي جيش مكتمل، في مشهد يعكس القوة المعنوية، والعزيمة الصادقة، والوفاء للهوية الوطنية والدينية في آن واحد، حيث قال : ((الوقفات القبلية المبهجة والعظيمة المعبرة عن العزة الإيمانية لشعبنا العزيز خرجت القبائل اليمنية في وقفات لم تتوقف كل هذه الأسابيع في مختلف المحافظات خرجت بسلاحها ، بعزمها ، بثباتها لتعبر عن موقفها الصادق والوفي ، القبائل المنية هي العمود الفقري ، في المجتمع اليمني ، وهي ذات التاريخ العظيم في مواجهة الغزاة والطامعين والمستكبرين والظالمين ، يشهد لها تاريخها المشرف والعظيم والبطولي ، تخرج وهي جيش مكتمل ، بكل ما تعنيه الكلمة ، تمتلك الإرادة والعزم ، والشهامة والنخوة والشرف ، والتوجه الإيماني ، تمتلك القدرات ، والامكانات ، لموقفها وخروجها على نحو واسع ، في مختلف المحافظات ، يعبر عن ثبات هذا الشعب ، وصمود هذا الشعب)) .
تأتي هذه القراءة لتوضيح الأبعاد التاريخية والاجتماعية والعسكرية والمعنوية للحضور القبلي، وتفصيل العلاقة بين القيادة والقبائل، في إطار تعبوي يبرز شهامة اليمنيين ونخوتهم.
جذور ضاربة في التاريخ وقيم لا تنكسر
القبيلة في اليمن ليست مجرد بنية اجتماعية وحسب، بل إطار حضاري متكامل، يحمل إرثاً من البطولات والتضحيات عبر التاريخ. لقد كانت القبائل اليمنية دائماً حامية للأرض والعرض، ومدافعاً عن كرامة الوطن في مواجهة الغزاة والطامعين والمستكبرين.
يشهد لها التاريخ المشرف أن رجال القبائل، في كل مرحلة من مراحل الصراع، قدّموا أرواحهم دفاعاً عن القيم، مستندين إلى الشرف والنخوة والوفاء للأعراف والمواثيق، وفي هذا السياق، يؤكد السيد القائد إن القبائل هي العمود الفقري للمجتمع اليمني، وهو وصف يعكس مدى عمق ارتباط القبيلة بالهوية الوطنية اليمنية، ويؤكد أن قوتها ليست فقط في العدد أو السلاح، بل في الروح والقيم والأخلاق النبيلة.
الوقفات القبلية .. لوحة وطنية تعبّر عن العزيمة
شهدت اليمن خلال الأسابيع الماضية مشاهد مهيبة، حيث خرجت القبائل في مختلف المحافظات بسلاحها وكرمها وثباتها، لتعلن موقفها الصادق والوفي تجاه الوطن والهوية، هذه الوقفات لم تكن مجرد مظاهر شكلية، بل كانت رسائل قوية من أبناء اليمن تؤكد قدرتهم على التماسك والمقاومة والدفاع عن قيمهم ومجتمعهم.
إن الوقفات القبلية تعكس، الإرادة الصلبة في مواجهة التحديات، والصمود المعنوي الذي يعكس قوة القيم والإيمان، وتجسيد النخوة والشهامة التي ورثها اليمنيون جيلاً بعد جيل.
هذا الحضور الشعبي الواسع يُظهر كيف أن القبائل اليمنية ما زالت قوة اجتماعية متماسكة، وركيزة أساسية في أي موقف وطني.
جيش مكتمل من أبناء القبائل .. دلالة القوة المعنوية
حين يصف السيد القائد حفظه الله ، القبائل بأنها جيش مكتمل بكل ما تعنيه الكلمة، فهو لا يشير فقط إلى القدرة العسكرية، بل إلى الجيش المعنوي للقيم والوفاء والشرف، فالقوة هنا ليست فقط في السلاح، بل في العزيمة الثابتة، والإرادة القوية في المواقف الصعبة، والوفاء للأعراف والتقاليد، والارتباط القوي بالإيمان والقيم العليا.
هذا الجيش المكتمل، امن القبائل اليمنية الأبية، يظهر أنه قادر على الصمود في أصعب الظروف، وأنه حاضن للقيم اليمنية الأصيلة التي لا تموت.
الدلالة الاجتماعية للحضور القبلي المهيب
إن خروج القبائل بهذا الشكل الواسع يعكس المتانة الاجتماعية للبيئة اليمنية، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية، فالقبيلة تمثل الاستقرار المحلي في المجتمعات الريفية والحضرية، قوة الضبط الاجتماعي وحفظ النظام بين الناس، والأخوة والتكافل الاجتماعي الذي يجعلها شبكة حماية للمواطنين والمجتمع.
هذه البنية الاجتماعية القوية تجعل القبيلة عنصراً فاعلاً في أي عملية تحالف أو موقف وطني.
علاقة السيد القائد بالقبائل .. محبة وولاء وتقدير متبادل
يبني السيد القائد العلاقة مع القبائل على أساس الاحترام والتقدير والمودة، مع الإقرار بمكانتها التاريخية ودورها في المجتمع. الخطاب الذي يوجّهه يجمع بين الرمزية الدينية والقيم القبلية، مما يعزز الرابطة الروحية والاجتماعية بين القيادة والقبائل.
وهذا الولاء القبلي للسيد القائد، هو تعبير عن الثقة والتقدير لقيم القيادة، والتزام بالوفاء للشعب والوطن، وهذه العلاقة تظهر في المشاركة الفاعلة في الوقفات والتظاهرات التعبوية، والحفاظ على استقلالية القرار القبلي ضمن إطار الولاء للقيم العليا.
ومن خلال هذا التواصل، يتم إحياء الدور التاريخي للقبيلة كحاضنة للقيم والمروءة، وكركيزة أساسية في حماية المجتمع والوطن.
دلالات المشهد الوطني
إن الوقفات القبلية تعبّر عن عظمة الموقف اليمني ومتانة الهوية الوطنية، وتظهر القبائل كقوة متماسكة ومؤثرة في الساحة الوطنية، وتعكس العلاقة بين القيادة والقبائل التناغم بين السلطة الروحية والمرجعية القبلية، بما يضمن استمرار صمود المجتمع اليمني في مواجهة التحديات.
ختاماً
يؤكد الحضور القبلي المشرّف وما عبّر عنه السيد القائد في خطابه، أن اليمن ما يزال يملك قوة أخلاقية ومجتمعية كبرى. فالقبائل ليست مجرد جماعات سكانية، بل جيش القيم والشرف، وركيزة الثبات والصمود.
إنها صورة مشرقة للشموخ اليمني، حيث تتجسد الكرامة، النخوة، والشهامة في كل موقف ومشهد، مؤكدةً أن اليمن وأبناؤه قادرون على الحفاظ على هويتهم وقيمهم مهما اشتدت العواصف.