جمعة رجب تأصيل للهوية اليمنية.. من بلقيس إلى الأنصار
يمانيون|محسن علي
بثوب قشيب ومواد نوعية.. أصدرت دائرة الثقافة القرآنية الطبعة الثالثة لكتيب “جمعة رجب تأصيل للهوية اليمنية” أعده الأستاذ يحيى قاسم أبو عواضة, في 119 صفحة, ويتضمن 114 موضوعا وعنوانا شيقا حول هذه المناسبة بكافة أبعادها ومعانيها ودلالاتها ومكانتها وعظمتها في قلوب اليمنيين, ويقدم رؤية عميقة تربط الحاضر اليمني بجذوره التاريخية والدينية العريقة
استعرض المؤلف بشكل شامل ومميز بين دفتي الكتيب لسلسلة من المحاضرات والخطابات للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي” حفظه الله” التي تركز على الهوية الإيمانية اليمنية، وضرورة الحفاظ عليها كركيزة أساسية للصمود في وجه التحديات والصراعات الراهنة.
ويقدم الكتيب رؤية عميقة تربط الحاضر اليمني بجذوره التاريخية والدينية العريقة, فمن بلقيس إلى الأنصار يستهل الكتيب محاوره بتأصيل تاريخي للهوية اليمنية، مستشهداً بالقرآن الكريم والسيرة النبوية التي تبرز حكمة اليمنيين وعمق إيمانهم من خلال قصص بارزة، أبرزها: موقف ملكة سبأ (بلقيس), حيث يشير إلى حكمة الملكة في تعاملها مع رسالة النبي سليمان (عليه السلام)، ويصف تعاملها مع الأمر بالكياسة والتشاور مع قومها، مما يدل على أصالة الرأي وعظمة الموقف اليمني التاريخي.
يؤكد الكتيب على الدور المحوري لقبيلتي الأوس والخزرج (الأنصار) من اليمن، الذين شكلوا “القاعدة الصلبة” للدولة الإسلامية في فجرها، وآووا ونصروا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد هجرته من مكة, وكانت الهوية الإيمانية صمام الأمن ضد التذويب.
وسلسل المؤلف المراحل التي سطرها أهل اليمن مع الرسول محمد حتى نالو وسام الشرف العالي’ ومن ثم اختصهم بالإمام علي عليه السلام, وأفرد سلسلة قصصية لجانب من أسماء شخصيات يمنية بارزة صحبوا رسول الله, وناصروا الإمام علي في كل مواقف الحق, مبرزا حقيقة وولائهم ووفائهم لأهل بيت رسول الله حتى استشهاد كوكبة منهم إلى جانب الإمام الحسين في معركة كربلاء.
كما ركز المؤلف بشكل مكثف على مفهوم “الهوية الإيمانية”، كونها منظومة متكاملة من القيم، المبادئ، الأخلاق، والوعي، التي تشكل مسار حياة متكاملاً, محذرا من خطورة استهداف هذه الهوية، ومعتبراً أن:”فقدان الهوية هو أخطر أشكال الاستهداف، والغاية منه هي السيطرة التامة على الإنسان، وتحويله إلى كائن آلي أو كالأنعام، مجرد من محتواه القيمي والأخلاقي، يسهل استغلاله والتحكم به من قبل الآخرين” كما يشدد على أن الصراع الحالي في اليمن هو في جوهره “معركة هوية”، تهدف إلى فصل الشعب اليمني عن تاريخه وتراثه الإيماني، وتذويب شخصيته المستقلة.
وشدد على أهمية الوعي بطبيعة الصراع الشامل مع الأعداء, وما الذي يتوجب على شعبنا اليمني القيام به في هذه المرحلة وماذا تعني الهوية اليمنية للشعب اليمني في عصرنا الراهن..
الكتيب اختتم بدعوة مفتوحة للشعب اليمني للتمسك بهويته الإيمانية كأقوى عامل للصمود والثبات في مواجهة العدوان والتحديات, ويؤكد أن هذه الهوية هي التي تمنح الشعب “العزة والمنعة”، وتجعله قادراً على صناعة النصر في خضم الصراع, وتحذير بالغ الأهمية من خطورة مساعي الجماعات التكفيرية لمسخ هذه الهوية عبر تدمير الآثار التاريخية والمعالم الثقافية والدينية في اليمن, لفصل الشعب عن ماضيه المجيد, بينما اليمنيون اليوم يواجهون الجاهلية الأخرى بكل المقاييس.
لتحميل الكتاب أو الإطلاع عليه.. يرجى الضغط على الرابط أدناه..
