سياسيون يؤكدون: وقف إطلاق النار في لبنان إقرار صهيوني بالهزيمة
ثبات المجاهدون في ميدان المواجهة وحنكتهم في إدارة المعركة أجبر العدو الصهيوني على مراجعة الموقف والرضوخ لوقف إطلاق النار.
الدعم الغربي الكبير واللامحدود والتواطؤ العربي والإسلامي وكذا إسناد دول التطبيع للعدو الصهيوني لم يحقق له أيًا من أهدافه العدوانية الخبيثة في فلسطين ولبنان.
في قاموس المقاومة اللبنانية لا مكان للتراجع, ولا هوان ولا استسلام, وحدها المواجهة والقتال في سبيل الله من يحقق النصر ويحفظ السيادة الوطنية.
ففي معركة طوفان الأقصى أثبت حزب الله المثخن بالجراح جدارته في التصدي والمواجهة لجحافل جيش العدو الصهيوني الذي توجه بكل ثقله العسكري وترسانته الحربية صوب الجنوب اللبناني طمعًا في احتلال الجنوب.
بعد حادثة البيجر الأليمة وما تلاها من تفجير أجهزة اللاسلكي ثم استهداف القادة، توهم الكيان الصهيوني أن المقاومة اللبنانية انهارت, وأصبحت غير قادرة على المواجهة, ليعلن على إثرها مباشرة المجرم نتنياهو أنه سيغير “الشرق الأوسط,” وسيقوم بعملية برية في الجنوب اللبناني لإبعاد حزب الله اللبناني من الحدود ونزع السلاح منه.
ومنذ تلك اللحظة وعلى مدى شهرين متتاليين واجه جيش العدو الصهيوني الويلات في الحدود اللبنانية على أيدي مجاهدي حزب الله, الذين ثبتوا ثبات الجبال الرواسي وصدروا أروع أمثلة البطولات التاريخية من بيئة قتالية تسمى عسكريًا بشبه المستحيل.
مئات القتلى والآلاف من الجرحى الصهاينة الذين سقطوا على الحدود اللبنانية, يضاف إليهم الآلاف من الذين باتوا يعانون من حالات نفسية ويتلقون العلاجات في المراكز الصحية المتخصصة للأمراض النفسية.
ولا يقتصر الأمر على ذلك وحسب بل ظلت صواريخ ومسيرات حزب الله الانقضاضية تمطر يوميًا المستوطنات الصهيونية, جاعلة أكثر من أربعة مليون مستوطن يلجؤون للملاجئ خوفًا من الاستهداف.
أجهزة الإنذار لم تتوقف لحظة واحدة منذ اندلاع المواجهة في جنوب لبنان وحتى إعلان وقف إطلاق النار.
ووفق الإعلام العبري فإن الأيام العصيبة ظلت مستدامة في الأوساط الصهيونية طيلة المواجهة مع حزب الله.
وبعد شهرين كاملين من المواجهات الضارية والشرسة بادرت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا لإبرام صفقة اتفاق تقضي بوقف الحرب والانسحاب الصهيوني الكامل من الحافة الأمامية للحدود اللبنانية.
وبهذا ينجح حزب الله بفضل الله تعالى في تحقيق النصر المبين المتمثل في منع العدو الصهيوني من تحقيق أهدافه العدوانية.
اتفاق لم يمس بالسيادة اللبنانية
يرى السفير عبدالله صبري أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي دخل حيز التنفيذ بالفعل وباشر الآلاف من النازحين اللبنانيين العودة إلى بيوتهم شكَّل نصرًا مضافًا للمقاومة الإسلامية اللبنانية.
ويؤكد صبري أن المقاومة اللبنانية صمدت أمام كل الضغوط الغربية والأمريكية التي كانت تسوق لمشروع ينتقص من سيادة لبنان.
ويبين صبري أن حزب الله اللبناني رفض ومازال يرفض انتقاص سيادة لبنان, وهو ما دفع مجاهدو حزب الله لتصعيد العلميات العسكرية كمًا ونوعًا لحماية سيادة لبنان من خطر الاجتياح الصهيوني, الذي توهم بأن استشهاد قادة حزب الله سيمنحه فرصة الانقضاض على لبنان واحتلالها.
ويشير صبري إلى أن ثبات المجاهدين في ميدان المواجهة وحنكتهم في إدارة المعركة أجبر العدو الصهيوني على مراجعة الموقف والرضوخ لوقف إطلاق النار وفقًا لمرجعية قرار مجلس الأمن 1701، مؤكدًا أن بنود اتفاق حزب الله مع العدو الصهيوني تثبت أن المقاومة اللبنانية لم تقدم أي تنازلات تمس بالسيادة الوطنية للبلد.
ويرى السفير صبري أن المشهد اللبناني منذ صباح الأربعاء يعزز صوابية موقف حزب الله والحكومة اللبنانية، مبينًا أن الاحتفال بهذا الانتصار يعم كل مناطق لبنان.
ويلفت إلى أن الكيان الصهيوني من الداخل يعيش حالة انقسام واضحة، وهناك ارتباك وتبادل اتهامات علنية.
ويحكي صبري أن العديد من المسؤولين والناشطين الصهاينة أفادوا بأن وقف إطلاق النار في لبنان قبل تحقيق أهداف العدوان يشكل هزيمة واستسلامًا، وفشلًا ذريعًا لمجرم الحرب نتنياهو.
ويشدد بأن المحرم نتنياهو أقر واعترف أن جيش العدو الصهيوني يعيش حالة من الإنهاك وعجزًا في التسليح، وهو ما يعني أن ضربات حزب الله كانت قوية وفاعلة وآتت أكلها.
ويتطرق السفير صبري إلى أن الوقائع والأحداث أثبتت أن جيش العدو الصهيوني المجهز بكل الأسلحة الحديثة كان عاجزًا وعالقًا على مدى 50 يومًا في القرى الأمامية بجنوب لبنان.
ويختتم السفير عبدالله صبري حديثه بالقول: “ولا تنسَ حجم الضغوط الأخيرة التي تعرض لها نتنياهو بما في ذلك قرار محكمة الجنائية الدولية التي أعلنت عنه كمجرم حرب مطلوب اعتقاله ومحاكمته”.
إقرار صهيوني بالهزيمة
ويعتبر تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ومساعيهم الحثيثة لوقف الحرب في لبنان إضافة إلى إعلان المجرم نتنياهو الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار مؤشرًا واضحًا على فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه العدوانية الطامعة في الأراضي اللبنانية بحسب ما يؤكده السفير عبدالإله حجر.
ويوضح السفير عبدالإله حجر أن بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان واعتماده على ذات الآلية السابقة التي أبرمت في حرب تموز والتي عرفت أمميًا باتفاق(1701) إقرار صهيوني غربي غير مباشر بالهزيمة المدوية التي مني بها على يد المقاومة اللبنانية.
ويبين حجر أن الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار أتى بعد أن وصل الكيان الصهيوني لنتيجة واضحة وأكيده في عدم جدوائية الاجتياح الصهيوني للبنان وأنه سيكلفه الكثير على مستوى الأرواح والعتاد.
ويشير حجر إلى أن الكيان الصهيوني وحلفاءه من دول الغرب كعادتهم يكابرون ولا يقرون بهزيمتهم, حيث يلجؤون لممارسة التضليل والدعايات الإعلامية الكاذبة حول انتصارهم, وأنهم حققوا أهدافهم وانتصروا في حين يشهد الواقع الميداني في لبنان وقطاع غزة أنهم شكلوا مستنقعًا كبيرًا يلتهم الجيش الصهيوني ومعداته الحربية من دبابات وجرافات وغيرها من الترسانة الحديثة التي لم تغنِ عنهم شيئًا, وأصبحت صيدًا سهلًا للمقاومة الفلسطينية واللبنانية.
ويلفت إلى أن حرب العدو الصهيوني في قطاع غزة لعام كامل إضافة إلى محاولته اجتياح لبنان منذ شهرين أسهمت في إنهاك جيش العدو الصهيوني الذي يفقد الآلاف من أفراده بين قتيل وجريح, ناهيك عن الانهيار النفسي لمئات المجندين والذين أصبحوا غير قادرين على الخدمة لمعاناتهم النفسية وتلقيهم العلاجات في المراكز المخصصة للأمراض النفسية.
وعلى المستوى الاقتصادي يرى السفير حجر أن معركة العدو الصهيوني المتواصلة منذ عام كامل وحتى اللحظة سبَّبت له خسائر اقتصادية جسيمة تصل لمليارات الدولارات.
ويتطرق حجر إلى أن الدعم الغربي الكبير واللامحدود والتواطؤ العربي والإسلامي وكذا إسناد دول التطبيع للعدو الصهيوني لم يحقق له أيًا من أهدافه العدوانية الخبيثة في فلسطين ولبنان.
ويختتم السفير عبدالإله حجر حديثه بالقول ” العدو الصهيوني انصدم بالثبات الأسطوري والتاريخي وغير المسبوق لفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية وبات متخبطًا ومغرقًا في شلالات الدماء التي سفكها في غزة؛ لتغطية فشله الذريع وعجزه الواضح في المواجهة مع رجال الرجال من أبطال المقاومة الفلسطينية.
بدوره يؤكد مستشار رئاسة الوزراء العميد حميد عنتر أن الكيان الصهيوني اللقيط والإدارة الأمريكية هي من طالبت بالهدنة ومن طلبت وقف إطلاق النار.
ويقول عنتر: “إسرائيل وأمريكا هي من طلبت الهدنة لأنها واجهت الويلات والصعاب وشاهدت الموت في جنوب لبنان وبالتالي فإن المنتصر الشعب اللبناني والمقاومة الإسلامية بلبنان حزب الله وحلفاؤه.
ويوضح عنتر أن الكيان الصهيوني وضع أهدافًا رئيسية قبل عدوانه على لبنان وعلى إثرها تقدم بمئات الآلاف من الجنود وتوجه بكل ثقله العسكري من الآليات والمدرعات والدبابات إضافة إلى التغطية الجوية بالغارات العدوانية التي استهدفت البنى التحتية من المدارس والجوامع والجامعات وتهديم البيوت على رؤوس ساكنيها أملًا بتحقيق أهدافه.
وبالرغم من ذلك وفارق العدة والعتاد بين قوى المقاومة اللبنانية والجيش الصهيوني شكلت المقاومة اللبنانية والالتفاف الشعبي الكبير مع حزب الله سدًا منيعًا تحطمت عليه كل مخططات العدو الصهيونية.
ويرى عنتر أن الإنجاز الذي حققه من منظور الصهاينة هو تدمير المنشآت المدنية, وقتل الأبرياء المدنيين من النساء والأطفال والثكالى, وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها, وهذه جرائم حرب جعلت من نتنياهو وجماعته ملاحقين من قبل محكمة العدل الدولية.
ويشير إلى أن حزب الله انتصر ومازال يمتلك ترسانة أسلحة كثيرة, وما زالت شعبيته متماسكة, وجنوده حاضرين في الميدان وفي كافة محاور جبهات المواجهة منذ الوهلة الأولى للمساعي الصهيونية في اجتياح الجنوب اللبناني.
ويلفت إلى أن مجاهدي حزب الله تصدوا للصهاينة ولقنوهم دروسًا صعبة أسهمت في قتل وجرح الآلاف من الصهاينة وجعلتهم مجمدين على الحدود اللبنانية, إضافة إلى عشرات العمليات من الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت المستوطنات وصولًا لعاصمة الكيان والتي جعلت ملايين اللاجئين يهرعون للملاجئ.
- نقلا عن موقع أنصار الله