Herelllllan
herelllllan2

الإمام القاسم بن محمد.. مجدد الألف وقائد التحولات الكبرى في اليمن

الاِمام المنصور بالله القاسم بن محمد “مجدد الألف” أحد أئمة أعلام الهدى من سلسلة البيت النبوي في اليمن, يعود نسبه للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين وأحد أحفاده, بزغ نجمه في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي, ومن أقوى الشخصيات التي ظهرت على الساحة اليمنية, نظرا لما تميز به من صفات قيادية وإيمانية أهلته’ أن يخوض غمار حرب ضارية طويلة ومريرة ضد العثمانيين وإلى جانبه القبائل اليمنية, كما أنه يعتبر قائد التحول السياسي والعسكري في التاريخ اليمني , واستطاع تأسيس دولة زيدية تخرج العثمانيين سنة 1635م ويكون لهذه الدولة دوراً مهماً في صناعة التحولات لا تزال آثارها ممتدة حتى اليوم.

يمانيون| أعد المادة للنشر: محسن علي الجمال

 

نسبه عليه السلام

الإمام الأجل، المنصور بالله عز وجل، أبو محمد القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين الأملحي بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأشل بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف بن الإمام إلى الله يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

 

مولده ونشأته

ولد عليه السلام سنة 967 هـ (1559م) في صاية شريف شمال مدينة الشاهل من بلاد الشرفين بمحافظة حجة.

نشأ على الطهارة والعفة، ورضع من معين التقوى والعلم والفضل، وترعرع في أحضان أسرة علمية شهيرة، وفي بيئة علمية مزدهرة.

 

مشايخه ومحطاته العلمية

درس جميع العلوم الدينية على الإمام الحسن بن علي بن داود، وأمير الدين بن عبدالله بن نهشل.

لقد مكث الإمام القاسم بن محمد سنوات عدة متفرغا لطلب العلم في صعدة وحوث وكوكبان والحيمة وصنعاء، إضافة إلى الأهنوم، وكانت حجة أحد محطات الإمام العلمية حيث تلقاه فقهاؤها وعلماؤها وأخذوا عنه علما كثيرا، ثم حط رحاله في جهات الشرف فسكن فيها وقد أدت تنقلاته تلك إلى ذيوع صيته واشتهار فضله بين أوساط السادة الزيديين، كان لها الأثر الإيجابي عند إعلان إمامته فيما بعد.

 

تلاميذه عليه السلام

له عليه السلام تلامذة كثيرون منهم: ولده الإمام المؤيد، وإسماعيل والحسين وغيرهم من أولاده، ومنهم العلامة أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي، وأجازه الإمام في جميع مسموعاته ومقروآته، وولاه الإمام بعض أعمال الدولة وكان من أبرز أنصاره.

 

أولاده عليه السلام

محمد، وعلي الشهيد، وأحمد، والحسن، والحسين، وإسماعيل، وإسحاق درج، ويحيى، وعبدالله، ويوسف.

 

صفاته

كانَ لَهُ قُوَّة عَظِيمَة وَهُوَ ربعَة معتدل الْقَامَة إِلَى السمن أقرب وَاسع الْجَبْهَة عَظِيم الْعنين أشم الْأنف طَوِيل اللِّحْيَة عظيمها عبل الذراعين أشعرهما فصيح الْعبارَة سريع الاستحضار للأدلة كثير الْحلم يصبر على المكاره ويتحمل العظائم وَلَا تفزعه القعاقع وَلَا تحركه إلا هول العظايم .

 

قيامه عليه السلام

أعلن دعوته من جبل قمر في برط من بلدان همدان بن زيد ,شهر صفر سنة 106 هـ,.

 

تاريخ البيعة له

وقد بويع له في محرم سنة 1006 هـ/1598م، وأخرج العثمانيين من اليمن، وتبعه أولاده في هذه السياسة.

 

سيرته الجهادية وحروبه التاريخية

اتصل بـالحسن بن علي بن داود (986-993)، وظل ملازماً له حتى نفي الأخير إلى الأناضول، فانتقل إلى جهات الشرف فسكن فيها متنقلاً لطلب المعارف والعلوم إلى أن ظهر صيته وخاف العثمانيين جانبه وأرادوا القبض عليه، فاختفى عن أنظارهم مع جدهم في التجسس عليه وتتبع أثره لمدة بضع سنين عاكفاً على درس كتب العلم، وألف خلال ذلك كتاب الأساس والتحذير والجواب المختار، وتنقل متخفياً يطوف أقاليم مناطق اليمن الشمالية وقبائلها، يبحث له عن النصير والمعاون فيما يعتزمه من محاربة العثمانيين حتى كان ظهوره ودعوته إلى الإمامة في جبل قارة من بلاد حجور في شهر صفر سنة 1006 هـ فوجدت دعوته استجابة كثير من اليمنيين لتذمرهم من الولاة العثمانيين وسوء إدارتهم للبلاد. ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحروب بينه وبين الوالي حسن باشا (متولي الأتراك).

ثم مع خلفه سنان باشا ثم جعفر باشا، وعقد مع الأخير صلحاً سنة 1016 هـ لمدة عشر سنين اعترف فيه له بالسيطرة على بعض أقاليم الشمال كشهارة والأهنوم وعذر ووادعة والحيمة، وفك أسر ولده محمد ومن معه من العلماء في كوكبان، فهدأت الأحوال في مدينة شهارة واستقر حكمه وتفرغ للتدريس والإرشاد وتقرير أمر الولايات إلى انتقاض الصلح بعزل جعفر باشا سنة 1022 هـ، فاكتسحت سيطرته أكثر مناطق الشمال وانضاف إلى ما تقدم حجة وعفار والظاهر وعيال يزيد ولم يبق مع العثمانيين إلا بعض المراكز في خمر وكوكبان، فأرادت السلطنة العثمانية تعزيز موقف جنودها باليمن، فعينت محمد باشا وكان يقال عنه أنه أدرى الناس بأحوال أهل اليمن لأنه كان كاتب الديوان المصري، فوصل سنة 1025 هـ، وفتح حروباً مع الإمام استمرت مدة ثلاث سنوات متواصلة أظهرت عجزه وفشله عن تحقيق أي انتصار فسعى لإبرام الصلح الأخير في جمادى الأولى سنة 1028 هـ وذلك على أن يكون للإمام ما تحت يده من البلاد، وكان محمد باشا يقول بعد عقد الصلح: «أعترف الآن أني دخلت اليمن وخرجت منه ولا عرفت ولا حققت قدر أنملة».

 

مما روي عن كراماته

وَلِهَذَا الإِمَام كرامات قد اشْتَمَلت عَلَيْهَا المطولات وجهادات لَا يَتَّسِع لَهَا إلا مجلدات وإقدامات يحجم عَنْهَا الْأَبْطَال وَله في إنكار الْمُنْكَرَات قبل دَعوته يَد طولى فَمن ذَلِك مَا حَكَاهُ صَاحب نسمَة السحر قَالَ أخبرني شَيْخي الزَّاهِد الصُّوفِي الْحسن بن الْحُسَيْن حفيد صَاحب التَّرْجَمَة أنّ صوفياً بِصَنْعَاء كَانَ شَدِيد الخلاعة وَكَانَ يَأْكُل الْحَشِيش أكل الْحمار ويستبيح الْمُحرمَات عَامَّة فكمن لَهُ الإِمَام الْقَاسِم فِي بعض الْأَزِقَّة كمون الأفعوان حَتَّى إِذا مر ضربه بعمود فَأخْرج دماغه من بَين الآذان ثمَّ خرج من الْمَدِينَة خايفاً يترقب .

 

 

مؤلفاته عليه السلام

-الإجازات في تصحيح الأسانيد والروايات لعلوم آل محمد عليه السلام.

-الإرشاد إلى سبيل الرشاد في طريق أعمال العباد عند فقد الإجتهاد.

-الأساس لعقائد الأكياس.

-الاعتصام بحبل الله المتين القاضي بإجماع المتقين.

-التحذير للعباد من معاونة أهل البغي والفساد.

-تحف ذوي الألباب في علم الإعراب -مخطوط-.

-تفسير القرآن -مخطوط-.

-الجواب المختار على مسائل القاضي عبد الجبار.

-جواب السؤالات الصنعانية عن الاختلافات العقائدية.

-حتف أنف الآفك في الرد على أهل العقائد الزائفة.

-الدرر في معرفة الله تعالى.

-مرقاة الوصول إلى علم الأصول.

-طرفة الراغب في الإعراب عن مقدمة ابن الحاجب.

-المتجر الرابح في جوابه على مسائل الحاج صالح.

-المقنع في علم أصول الدين المطلع على مذهب العلماء المتكلمين.

-الوصية السنية الدرية الزكية، وصيته لولده المؤيد بالله محمد بن القاسم.

 

أقوال فيه

قال عنه محمد بن علي العمراني في كتابه إتحاف النبيه بتاريخ القاسم بن محمد وبنيه ما موجزه: «هو الذي أصل هذه الدولة وأسس بناها، ابتدأ دعوته سنة ست وألف، وتنقلت به الأماكن والأحوال فلم يأوه إلا ظل الرماح وكان في ابتداء أمره فقيراً ليس بذي مال ينظر بسببه إليه، فأعانه بعض الشيعة فملك بعض البلاد وجاهد من بها من عساكر السلطان، وكان متشدداً على أهل الظلم والعتاة، باذلاً نفسه ونفيسه، يؤثر بالشفقة ضعفاء رعيته وجنده على بنيه، وهي تجارة من يطيع الله ويخشاه، بذل له المال والشارة والطبلخانة على أن يكون أحد الأمراء في بلاد السلطان، فأبى القبول، وأضرم عليهم ناره، وتفصيل أحواله تأتي في مجلد كبير، وقد جمعت سيرته ونشرت، وله العديد من المؤلفات في كآفة المجالات والفنون لا يمكن حصرها».

 

آثاره التاريخية

الجامع الكبير في مدينة شهارة ويعرف باسم جامع الإمام القاسم هو أحد المساجد التاريخية في اليمن بناه مؤسس الدولة القاسمية في اليمن الإمام القاسم بن محمد بن علي سنة 1015 هجرية، يحتوي المسجد على مكتبة مهمة تحتوي على العديد من المخطوطات القديمة والنادرة وقد كان الجامع مدرسة علمية مهمة في اليمن يدرس فيها علوم الدين والأدب واللغة ويحتوي المسجد على أضرحة أئمة الدولة القاسمية.

 

مكتبة الجامع الكبير

تعد مكتبة الجامع الكبير في مدينة شهارة من المصادر المهمة للمخطوطات القديمة في العالم الإسلامي وتحتوي المكتبة على أكثر من 120 مجلدا مخطوطا نادرا

 

الاضرحة

في شرق الجامع الكبير بنيت ثلاث قباب بيضاء ألون يوجد فيها ضريح مؤسس الدولة القاسمية وبأني المسجد الإمام القاسم بن محمد (توفى سنة 1029 هجرية) وضريح الإمام المؤيد بن القاسم بن محمد (توفى سنة 1054هجرية) وضريح الإمام الحسين بن القاسم بن المؤيد بن القاسم (توفى سنة 1129هجرية) وضريح الإمام الحسن بن القاسم بن المؤيد بن القاسم (توفى 1156 هجرية)، وضريح العالمة والشاعرة زينب الشهارية (توفى سنة 1702م).

 

وفاته عليه السلام ومرقده

قبضه الله ثاني عشر ربيع الأول، سنة تسع وعشرين وألف (1029 هـ/ 1620 م) عن 62 عاما, ودفن شرقي مسجده الذي بناه بمدينة شهارة بمحافظة عمران.

 

المراجع والمصادر:

-التحف شرح الزلف للسيد العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي (رحمه الله)

–الاعلام للزركلي-

-مكتبة أهل البيت عليهم السلام

– أهمية القيادة الجهادية.. الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد (ت1029هـ/1620م) نموذجا”. الثورة نت.

– “مجموع كتب ورسائل الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد (ت1029هـ/1620م) القسم الأول | المجلس الزيدي الإسلامي”.

– “الأئمة الزيدية من 898 م إلى 1962م”.

-شهاب‌الدين، كركي، حسين بن. “تحميل كتاب اللآلي المضيئة في أخبار الأئمة الزیدیة ل أحمد بن محمد بن صلاح بن محمد الشرفي القاسمي

– عثمانيون والامام القاسم بن محمد بن علي في اليمن, 1006 ه/1598 م, 1029 ه/1620 م.

-“الاِمام المنصور باللّه القاسم بن محمد علي”.

-بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني

-” كتاب إتحاف النبية بتاريخ القاسم و بنيه ل محمد بن علي العمراني

-بناء الدولة القاسمية في اليمن في عهد المؤيد محمد بن القاسم، 1054-990 هـ، 1582-1644 م

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com