فعاليات خطابية في صنعاء وحجة وريمة بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام
يمانيون | تقرير
شهدت محافظات حجة وريمة وصنعاء، فعاليات ثقافية وخطابية متنوّعة بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام، تحولت من مجرد مناسبة دينية إلى محطة جماهيرية حاشدة، غلب عليها الطابع التعبوي والجهادي، وأكدت فيها الجماهير ارتباطها المتجدد بنهج الأحرار في مقارعة الظالمين ومواجهة قوى العدوان والاستكبار.
وقد عكست تلك الفعاليات، التي أقيمت في المراكز والمديريات، مستوى الوعي الشعبي المتصاعد بأهمية استلهام الدروس من ثورة الإمام زيد، وتأكيد السير في ذات المسار الذي يجمع بين البصيرة والثورة، وبين الرفض العملي للطغيان والانتصار لقضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين، وقضية التحرر الوطني من الاحتلال الأمريكي السعودي في اليمن.
أمسيات ثقافية واسعة في حجة.. ثورة الإمام زيد تُلهب الحضور الجماهيري
حيث شهدت مديريات محافظة حجة، مساء الخميس، سلسلة من الأمسيات الثقافية الحاشدة التي أقيمت في قارة والمحابشة وميدي وأفلح اليمن وقفل شمر ونجرة، إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، وسط حضور جماهيري واسع وتفاعل شعبي كبير، عكس حجم التعلق الشعبي بالنهج الثوري الزيدي.
الكلمات التي ألقيت خلال الفعاليات أكدت على أن ثورة الإمام زيد ليست حدثًا تاريخيًا، بل مسار تحرري متجدد يعلّم الأمة معاني الإباء والكرامة، ويحفّزها على التصدي للطغاة والمستكبرين في كل زمان ومكان.
وأشارت الكلمات إلى أن الإمام زيد واجه المشروع الأموي الظالم بذات الروح التي تواجه بها اليوم قوى محور المقاومة العدوان الأمريكي الصهيوني، مؤكدة أن الشعب اليمني يسير على ذات النهج في الدفاع عن القيم والمقدسات، وفي دعم الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع.
ووصفت الأمسيات الذكرى بأنها محطة تعبئة وتحشيد، وامتداد لمعركة الوعي والهوية، لا سيما في ظل الانتصارات التي تحققها قوات صنعاء في الميدان، وخصوصًا في البحر الأحمر.
ندوة ثقافية نوعية في ريمة.. ثلاثية الوعي والبصيرة والجهاد
وفي محافظة ريمة، نظّمت السلطة المحلية في مديرية الجبين ندوة ثقافية تحت شعار “بصيرة وجهاد”، تناولت سيرة الإمام زيد ومضامين ثورته وأثرها في استنهاض الأمة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية.
وتوزعت محاور الندوة على ثلاث نقاط مركزية:
- الهوية الإيمانية للإمام زيد، وتعلقه بالقرآن وسعيه لتحريك الأمة.
- الواقع السياسي آنذاك ومشروع الثورة الزيدية لكسر هيمنة الطغيان الأموي.
- رسالة الإمام زيد إلى العلماء، كوثيقة نهضوية تحاكي واقعنا اليوم وتدعوهم إلى عدم الصمت.
وأكد المشاركون في الندوة أن ما يواجهه اليمن وفلسطين اليوم من طغيان واستكبار يستدعي العودة إلى نموذج الإمام زيد، في الصدع بالحق، ورفض التبعية، وإحياء روح المسؤولية في الأمة، مشددين على أن استمرارية الحصار والعدوان لا يمكن أن تكسر إرادة الشعوب الحرة.
صنعاء.. فعاليات مركزية في بني مطر وسنحان تؤكد امتداد الثورة
وفي محافظة صنعاء، نظّمت السلطة المحلية في مديرية بني مطر فعالية خطابية في مربع متنة، جددت التأكيد على أن إحياء ذكرى الإمام زيد هو إحياء لقيم الكرامة والحرية، وأن الثورة اليوم لا تزال مستمرة في وجه تحالف العدوان، كما كانت ثورته في وجه بني أمية.
واعتبر المتحدثون أن الإمام زيد مثّل قمة في البصيرة والتضحية، وأن شعبنا اليوم يستلهم من ثورته العزم والإصرار في مواجهة الغطرسة الأمريكية والسعودية، كما يترجمها عمليًا في الميدان، سواء بدعم فلسطين أو عبر العمليات البحرية في باب المندب.
وفي فعالية نسائية نظّمتها الهيئة النسائية في مديرية سنحان، أكدت كلمات المشاركات على أن المرأة اليمنية اليوم، كما كانت في عهد الإمام زيد، حاضرة في ساحة الوعي والموقف، وأن المسار الجهادي ليس حكرًا على الرجال، بل هو واجب الأمة بجميع فئاتها.
وأشارت الفعالية إلى أن قيم الإمام زيد في العدل والكرامة والبصيرة تمثل درعًا للأمة في وجه مشاريع التضليل والتطبيع والاستسلام، وأن إحياء هذه الذكرى هو جزء من معركة التحرير الكبرى الممتدة من اليمن إلى القدس.
ثورة الإمام زيد في مواجهة الطغاة الجدد
تمثل ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام محطة تربوية وثقافية وروحية لتثبيت مفاهيم الرفض والصمود في وجدان الشعب اليمني، الذي يخوض اليوم حربًا شاملة ضد أعتى تحالف عدواني عرفه العصر.
فالإمام زيد، الذي رفض الاستكانة أمام طغيان بني أمية، هو ذاته الملهم لكل أحرار اليمن في معركتهم ضد الاحتلال الأمريكي السعودي الصهيوني، وهو المدرسة التي يتخرج منها المقاومون على درب الحق.
إن استحضار ثورته في ظل تصاعد العدوان على غزة، والعدوان على اليمن،، لا يعني فقط الإحياء الرمزي، بل يعني التفعيل العملي لمبادئ “البصيرة والجهاد”، وإعادة إنتاج الوعي الجمعي المقاوم لمواجهة الطغاة الجدد، الذين وإن اختلفت أسماؤهم، فإن جوهرهم واحد.