Herelllllan
herelllllan2

اليمن ورسالة العالمية .. ريادة في نشر الإسلام المحمدي الأصيل

يأتي هذا التقرير ليسلط الضوء على الدور الريادي الذي يلعبه اليمنيون في نشر الإسلام، مستندين إلى المنهج القرآني الأصيل،  فهو ليس مجرد سرد تاريخي، بل محاولة لفهم كيف جسد اليمنيون عبر العصور قيم الإيمان المحمدي الأصيل ، وكيف حافظوا على هويتهم الإيمانية التي كانت الحاضنة الروحية والدافع الأساسي لجهودهم الدعوية ونشر الاسلام .

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

يبرز التقرير كيف ساهم اليمنيون، منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحتى يومنا هذا، في حمل رسالة الإسلام القائم على الرحمة والحكمة، ونبذ الغلو والتطرف، عبر علماء أفذاذ من أعلام الهدى ، ومجتمعات متماسكة، وحركة قرآنية نشطة .

يتناول التقرير كذلك دور الهوية الإيمانية الراسخة في النفوس اليمنية في تعزيز هذه الروح الإيمانية، مما يجعل من كل فرد يمني رسولًا يحمل همّ نشر الرسالة، ويجسدها في أفعاله وأقواله.

كما يقدم التقرير نماذج من علماء آل البيت عليهم السلام  الذين مثلوا ركيزة فكرية مهمة في اليمن، من السيد العلامة مجد الدين المؤيدي إلى السيد العلامة حمود المؤيد، والسيد العلامة بدر الدين أمير الدين الحوثي، مسلطًا الضوء على مساهماتهم في صون الإسلام ومواجهة التطرف والتشدد والغلو من المذاهب التي لا تمت إلى الاسلام بصفة كالوهابية وغيرها.

في ظل التحديات التي تواجه اليمن، يبقى الدور الرسالي لليمن أحد أنقى صور الالتزام الديني، ومصدر فخر واعتزاز لكل مسلم يسعى إلى إبراز الوجه الحقيقي للإسلام، بعيدًا عن التشويه أو التشنج.

هذا التقرير إذًا، ليس مجرد وثيقة إعلامية، بل دعوة لفهم أعمق لدور اليمن في نشر الإسلام العالمي، وتعزيز قيم الإسلام التي تنبع من قلب القرآن الكريم .

 

الإسلام من اليمن إلى العالم

منذ فجر الإسلام ، كان لأهل اليمن دور أساسي في احتضان الإسلام ونشره، وكانوا من أوائل من أسلم عن قناعة، حتى خصّهم النبي صلوات الله عليه وآله بقوله: (الإيمان يمان، والحكمة يمانية) .
وقد انتشر الإسلام على أيديهم إلى إفريقيا الشرقية، والهند، وإندونيسيا، وغيرها، عبر التجارة، والتعليم، والسلوك الحسن.

 

 الهوية الإيمانية لدى اليمنيين ودورها في تعزيز نشر الإسلام

البيئة اليمنية، بكل ما تحمله من روح قرآنية، وتراث ديني وأخلاقي، أسهمت في بناء هوية إيمانية عميقة لدى اليمنيين. هذه الهوية ليست طقوسًا دينية فقط، بل منظومة قيمية متكاملة، يتجلى أثرها في تمسك المجتمع اليمني بالقرآن وآل البيت باعتبارهما مصادر الهداية ،  كما أخبر بذلك النبي صلوات الله عليه وآله في حديث الثقلين : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض … ) ، ومن هنا اعتبر اليمنيون أعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام مرجعيات دينية وأخلاقية وروحية ، وهذا ما جعل من الدعوة ونشر الإسلام عند اليمني سلوكًا طبيعيًا، ينبع من الإيمان لا من الخطاب السياسي أو الموسمي ، وارتباط اليمنيين بالإمام علي عليه السلام ميزة خاصة عززت من مكانتهم ودورهم في رفع رأية الاسلام منذ أن بعثه رسول الله صلوات الله عليه وآله معلماً وهادياً .

 

المسيرة القرآنية .. تتويج للدور اليمني في نشر الدين الإسلامي

لم تكن اليمن مجرد ممر جغرافي أو نقطة اتصال على خارطة انتشار الإسلام، بل كانت المسيرة القرآنية فيها تتويجًا فريدًا للدور اليمني في الدعوة إلى الله،  فقد اعتنق اليمنيون الاسلام بكل جوارحهم، وجعلوه منهج حياة ودعوة مستمرة، تمثل أعلى درجات التمسك بالعقيدة ، من خلال حفظ القرآن وتعليمه، وقيام العلماء بتفسيره وتدبر آياته، أسهم اليمنيون في ، بناء حضارة قرآنية متكاملة ربطت بين العبادة والعمل الصالح ، ونشر علوم القرآن الكريم في المدارس والمجالس الدينية، مما ساعد على ترسيخ المنهج القرآني ، وتأصيل مفاهيم الرحمة، والعدل، وفريضة الجهاد ومقارعة الظلم ومواجهة الطواغيت والطغاة ، وقد كان اهتمام اليمن بالقرآن واضحًا في انتشار المنهج القرآني في كل قرية ومدينة كمرجعية أساسية في كل القضايا الشرعية والاجتماعية.

تجسد المسيرة القرآنية هذه بوضوح في إسهامات أعلام الأمة من آل البيت عليهم السلام الذين حملوا مشعل الإسلام إلى العالم، مؤكّدين أن القرآن هو المرشد الأمثل الذي لا يتناقض مع العقل ولا مع الرحمة الإنسانية.

إنّ هذه المسيرة ليست فقط تاريخًا محفوظًا، بل واقع حي مستمر يُترجم في كل نشاط دعوي أو تعليمي يمني، داخل اليمن وخارجه.

 

المنهج القرآني في نشر الإسلام .. ميزان بين الرحمة والجهاد في سبيل الله 

اعتمد اليمنيون في خطابهم الدعوي على المنهج القرآني القائم على العدل والإحسان والرحمة ، والجهاد في سبيل الله ضد الطغاة والمستبدين والمجرمين ، وفق التوجيه الآلهي : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)  سورة الفتح- آية (29)

 

علماء اليمن .. رموز الإسلام المحمدي 

في إطار المنهج القرآني الزيدي، برز عدد كبير من أعلام الهدى من السادة العلماء كان لهم دور محوري في الحفاظ على أصالة الإسلام في اليمن ونشر رسالة الإسلام النقي ، منهم:

 السيد العلامة مجد الدين المؤيدي :  أحد السادة العلماء الكبار من آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله ، ومرجع فقهي وفكري، دافع عن الإسلام العقلاني القرآني، وأسس مدارس علمية في صعدة، ركز فيها على نشر العلم والفقه ، وألّف كتبًا هامة في مبادئ علوم آل البيت عليهم السلام .

 السيد العلامة حمود بن عباس المؤيد : أحد السادة العلماء الكبار من آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله ، وكان مرشدًا روحيًا وداعية للزهد والخلق القرآني، أثر في أجيال كثيرة، ودعا إلى التكافل والإنفاق في سبيل الله والتمسك بقيم التسامح والتعايش والقبض على الدين بالنواجذ، والتفاعل مع قضايا الأمة.

 السيد العلامة بدر الدين الحوثي : أحد السادة العلماء المبار من آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله ، أحد السادة العلماء الكبارمن آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله ، المعاصرين الذين لعبوا دورًا بارزًا في تعزيز الفكر الإسلامي المحمدي في اليمن،  تميز بأسلوبه العلمي المنهجي الذي جمع بين الفقه الزيدي الأصيل والمنهج القرآني الحكيم،

ركز السادة العلماء من آل البيت عليهم السلام على تعزيز الهوية الإيمانية لدى الشباب اليمني من خلال تعليم القرآن وشرح معانيه بأسلوب واضح ومبسط يقدم الدلالة في الفهم والتطبيق في ميدان العمل ، وعلى التربية الدينية المتوازنة التي تجمع بين الأصالة والتجديد، وتحارب الغلو والتطرف ، ونشر قيم العدل والرحمة  التي تدعو إليها الزيدية، والجهاد في سبيل الله ومقارعة الطغاة والمستكبرين .

 

 خاتمة

إن الدعوة اليمنية للإسلام ليست دعوة حزبية أو شعاراتية، بل رسالة إنسانية عالمية، تمثل جوهر الإسلام: العدل، والرحمة، والحكمة وفق منهجية قرآنية  ومن خلال أعلام الهدى من آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله، وهوية إيمانية، ما تزال اليمن تقدم للعالم أنموذجًا حيًا للدعوة المحمدية، والمنهج القائم على القرآن الكريم.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com