من ساحات الجامعات إلى ميادين التعبئة.. اليمن يجدد العهد مع غزة

يمانيون | تقرير
في مشهد يعكس تلاحم الموقف الشعبي والرسمي مع غزة، شهدت العاصمة صنعاء ومحافظة حجة، اليوم الأحد، فعاليات جماهيرية وأكاديمية متنوّعة عبّرت عن الغضب العارم تجاه الجرائم الصهيونية المتواصلة في قطاع غزة، وعن الثبات اليمني في موقع الإسناد والدعم للمقاومة.

الفعاليات شملت وقفة احتجاجية في جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية، ومسيرًا شعبيًا مسلحًا في مديرية التحرير بأمانة العاصمة، وعرضًا عسكريًا ومسيرًا لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في وشحة بمحافظة حجة، لتؤكد جميعها وحدة الموقف وتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي.

جامعة 21 سبتمبر: صوت العلم في مواجهة الإبادة

في صنعاء، احتشدت كوادر وطلاب جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية، يتقدّمهم رئيس الجامعة الدكتور مجاهد معصار ونوابه وعمداء الكليات، في وقفة احتجاجية حملت شعار “مستمرون في إسناد غزة مهما كانت التضحيات”. المشاركون رفعوا الأعلام اليمنية والفلسطينية، وردّدوا هتافات مندّدة بالصمت العربي والإسلامي إزاء ما يتعرض له قطاع غزة من مجازر جماعية وقتل متعمّد وتجويع خانق.

البيان الصادر عن الوقفة أوضح أن استمرار هذه الأنشطة الأسبوعية يعكس استجابة للواجب الإنساني والديني، وتجسيدًا لموقف الشعب اليمني الثابت في دعم المقاومة الفلسطينية.

كما حذر البيان من أي محاولات للانخراط في المؤامرات التي تستهدف كسر الموقف اليمني، مؤكّدًا أن الشعب والقوات المسلحة سيواجهون بحزم كل من يحاول خدمة العدو الصهيوني.

ولم يقتصر البيان على التحذير، بل وجّه دعوة إلى جامعات العالم لترجمة رسالتها العلمية إلى فعل سياسي وميداني من خلال مسيرات ومظاهرات طلابية، وفضح جرائم العدو الصهيوني وحلفائه الغربيين، كما شدّد على أهمية المقاطعة الاقتصادية باعتبارها سلاحًا شعبيًا فاعلاً في معركة الأمة.

مسير التحرير: جاهزية شعبية لمواجهة التصعيد

وفي قلب العاصمة، شهدت مديرية التحرير مسيرًا شعبيًا مسلحًا لوحدات التعبئة وخريجي دورات “طوفان الأقصى”. المسير الذي انطلق من حي القصر الجمهوري وجاب الشوارع المحيطة، جسّد جهوزية أبناء المديرية لمواجهة العدو وخوض معركة “الفتح الموعود”.

المشاركون رفعوا شعار البراءة من أعداء الأمة، وأكدوا تفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ ما يراه مناسبًا من خيارات عسكرية وسياسية نصرة لغزة.

كما أعلنوا استعدادهم لمواجهة أي تصعيد صهيوني مباشر أو غير مباشر، محذّرين المرتزقة والعملاء في الداخل والخارج من التورط في مؤامرات تمسّ وحدة الجبهة الداخلية اليمنية.

الهتافات والشعارات المرفوعة في المسير كشفت حجم الغضب الشعبي تجاه التواطؤ الغربي والخذلان العربي، مؤكدة أن أبناء التحرير ومعهم كل اليمنيين باقون في موقع المواجهة حتى تحقيق النصر.

وشحة حجة: خريجو “طوفان الأقصى” في الميدان

أما في محافظة حجة، فقد نظم خريجو دورات “طوفان الأقصى” عرضًا عسكريًا ومسيرًا جماهيريًا في منطقة جحيز بمديرية وشحة. العرض عكس الانضباط والمهارات التي اكتسبها المتدربون خلال الدورات، وأكد الجهوزية الكاملة لخوض المعركة المقبلة دفاعًا عن فلسطين والأقصى.

المشاركون في الفعالية نددوا بجرائم الحرب الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، محمّلين المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية المطبّعة المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر.

كما جدّدوا ولاءهم للقيادة الثورية وتفويضهم للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في إدارة الموقف الاستراتيجي، معلنين استعدادهم لبذل الغالي والنفيس دفاعًا عن القضية الفلسطينية.

البعد الاستراتيجي للموقف اليمني

ما يجمع هذه الفعاليات على تنوّعها هو رسالتها الواضحة: اليمن، بأكاديميه وطلابه ومجتمعه وقواه الحيّة، حاضر بكل قوة في معركة الأمة ضد المشروع الصهيوأمريكي. الوقفات والمسيرات ليست مجرد فعاليات رمزية، بل هي حلقات متصلة من حراك شعبي وسياسي وعسكري يثبت أن معركة غزة ليست معزولة عن صنعاء أو حجة أو أي محافظة يمنية.

التحذيرات الموجهة للعملاء والمرتزقة، والدعوات إلى المقاطعة الاقتصادية، والتأكيد على الجاهزية العسكرية، كلها عناصر تكشف أن اليمن يخوض المواجهة على كل الجبهات: الوعي، التعبئة، السلاح، والموقف السياسي. كما أن دعوة الجامعات اليمنية إلى نظيراتها في العالم، تعكس رغبة صنعاء في تدويل معركة الوعي وفضح جرائم الإبادة باعتبارها قضية إنسانية تتجاوز حدود فلسطين.