Herelllllan
herelllllan2

الشعب اليمني بين التصعيد الإعلامي وواجب التصدي للشائعات

في خضم التحديات التي تمر بها بلادنا، ومع كل موجة تصعيد تشهدها الجبهات العسكرية أو السياسية، تنشط أدوات الحرب النفسية التي يديرها العدو وأجهزته الاستخباراتية، حيث تعمد إلى ضخ سيلٍ من الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المأجورة، في محاولة لإرباك الجبهة الداخلية، وإضعاف الروح المعنوية لدى أبناء الشعب اليمني.

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

إنها حرب ناعمة لا تقل خطورة عن المعارك العسكرية، هدفها خلط الأوراق، وزرع البلبلة، وضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وهو ما يستدعي من أبناء اليمن، شعب الإيمان والحكمة، أن يكونوا على درجة عالية من الوعي والانتباه.

 

المخطط الصهيوني وأدوات الفتنة الناعمة

إن العدو الصهيوني، الذي طالما سعى إلى تفتيت الشعوب العربية والإسلامية من الداخل، لا يغفل عن اليمن، البلد الذي يمثل عمقًا استراتيجيًا في محور المقاومة، ولأن المواجهة المباشرة مع هذا الشعب الصامد مكلفة للعدو، فإنه يلجأ إلى أدوات غير مباشرة تعتمد على الحرب النفسية، وعلى أدوات داخلية مأجورة أو مضلَّلة، وظيفتها تنفيذ أجندته من خلال بث الشائعات، وإثارة النعرات، وتمزيق النسيج الاجتماعي.

بث الشائعات ليس عملاً عشوائيًا، بل هو جزء من مخطط منهجي مدروس، يسعى لإحداث شرخ في الثقة بين القيادة والشعب، وخلق حالة من الإرباك، والتشكيك في الانتصارات والنجاحات التي تحققها الجبهات.

 

يقظة الأجهزة الأمنية.. وسياج الوطن المتين

في مواجهة هذه المؤامرات، تبقى الأجهزة الأمنية يقظة وحاضرة في الميدان، ترصد وتتابع وتفكك خلايا العدو، وتُجهض محاولات زرع الفتنة قبل أن تنمو، وقد أثبتت الوقائع أن هناك تنسيقًا مباشرًا بين أدوات الشائعات وأجندات استخباراتية مرتبطة بالعدو، تعمل على بث الفوضى عبر أشخاص داخل الوطن، يتم تجنيدهم أو استغلالهم إعلاميًا أو اجتماعيًا، وهنا يبرز الدور المحوري للشعب اليمني في التعاون الوثيق مع الأجهزة الأمنية، من خلال، الإبلاغ الفوري عن أي عناصر مشبوهة أو تحركات غير طبيعية، ورفض التعامل مع الجهات أو الأشخاص المجهولين الذين يروجون لمعلومات غير موثوقة، ونشر ثقافة الحذر الأمني داخل الأحياء والمؤسسات والمجتمع ككل.

كل مواطن واعٍ هو رجل أمن في موقعه، وكل حي يقظ هو حصن في وجه الاختراقات، والتعاون بين المواطن والأمن ليس خيارًا، بل واجب وطني وديني لا يُقبل فيه التهاون.

 

 شائعات واجهها الوعي اليمني العصي على التفتيت

لم يكن الشعب اليمني يومًا غافلًا عن حجم المؤامرات التي تُحاك ضده، فقد واجه خلال السنوات الماضية موجات متكررة من الشائعات، التي حاول العدو من خلالها كسر الجبهة الداخلية والتشويش على الإنجازات، غير أن الوعي الشعبي اليمني، المستنير بالإيمان والحكمة، أثبت أنه عصيٌّ على التفتيت والتضليل، ومن أبرز النماذج التي تصدى لها اليمنيون بوعيٍ عالٍ، شائعات الانهيار العسكري، وذلك أثناء اشتداد المعارك، تم ترويج أخبار كاذبة عن سقوط جبهات أو انسحابات، لكن سرعان ما دُحضت بالإنجازات الميدانية وتكذيب الواقع، وكذلك شائعات الانقسام الداخلي، تم بث مزاعم عن خلافات بين المكونات الوطنية، في محاولة لضرب وحدة الصف الداخلي، لكن الشعب لم ينجر خلفها وأثبت التلاحم الوطني، ومنها أيضاً شائعات اقتصادية وخدمية، من خلال ضخ العدو لشائعات عن انهيار اقتصادي أو بشأن الرواتب والخدمات، بهدف زرع السخط، متغاضيًا عن دور الحصار ونهب الثروات من قبل أدوات العدوان، ومن تلك الشائعات التي أسقطها وعي الشعب اليمني ،استهداف الرموز الوطنية، والتي تداولتها جهات مشبوهة بحق قيادات وطنية بغرض التشويه، لكن وعي الجماهير أفشل المخطط وتحوّل إلى حالة من الدعم الشعبي المضاعف لتلك الرموز.

 

المسؤولية الوطنية تبدأ من الوعي

المعركة اليوم ليست فقط على الأرض، بل أيضًا في فضاء المعلومات، وكل مواطن مسؤول، فتداول الشائعات دون التحقق منها يُعد خدمة مجانية للعدو، ومساهمة مباشرة في تقويض الثقة الوطنية، وعليه، فإن من الواجب الوطني والديني والإنساني التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، وذلك من خلال التثبت قبل النشر أو الترويج لأي خبر، والاعتماد على المصادر الرسمية فقط، والإبلاغ عن الحسابات والمواقع التي تنشر معلومات مغلوطة، ونشر التوعية بين أفراد المجتمع حول خطورة الشائعات.

 

شائعة اليوم قد تكون طلقة الغد

في زمن الحروب، الكلمة قد تقتل، وشائعة واحدة قد تُحدث ما لا تُحدثه عشرات الغارات،  لذلك، فإن الجبهة الداخلية لا تحتاج فقط إلى السلاح، بل إلى وعي حصين، ومواطن يقظ، يعي أن تداول أي معلومة غير صادرة عن جهة رسمية هو بمثابة خيانة للثقة، وطعنة في خاصرة الوطن.

 

ختامًا.. كونوا درعًا للجبهة الداخلية

يا أبناء اليمن، أنتم درع هذا الوطن، وسياجه المنيع، لا تسمحوا للعدو أن يتسلل إلى عقولكم وقلوبكم عبر الشائعات، وكونوا كما عهدكم التاريخ، شعبًا من الإيمان والحكمة، يميز الحق من الباطل، ويصون أمن وطنه بحكمة الكلمة، وصدق الموقف.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com