المولد النبوي في اليمن .. مكاسب إيمانية ورسائل تحدٍ للمستكبرين

يمانيون| بقلم: عبدالحكيم عامر
كل عام، ومع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، يخرج اليمنيون بملايينهم ليحتفلوا برسول الله محمد “صلوات الله عليه وآله”، لكن ما يميز المشهد اليمني أن المناسبة اليوم تحوّلت إلى محطة استراتيجية كبرى، تحمل في طياتها أبعادًا إيمانية وسياسية وعسكرية وإعلامية، فهذه المناسبة تحمل مكاسب في واقع الأمة وصراعها مع قوى الاستكبار.
ومن مكاسب المولد النبوي الشريف هي عودة عملية إلى رسول الله، كنموذج وقدوة وقائد، فالرسول “صلوات الله عليه وآله” بالنسبة للشعب اليمني ليس ماضيًا منقطعًا، بل حاضر في مشروع حياة متجدد، يُحصّن الأمة من الذوبان أمام الغزو الثقافي الغربي، وهنا تصبح مناسبة المولد النبوي تجديدًا للبيعة والولاء لله ورسوله، وتعزيزًا للثبات أمام التحديات.
وكما أن مناسبة المولد النبوي هي حصن ضد الحرب الناعمة التي تستهدف وعي الأمة، فمن خلال هذه المناسبة، تُبث الثقافة القرآنية وتُصحح المفاهيم المغلوطة، بما يحمي الأجيال من الانبهار بالغرب ومن الانسلاخ عن الهوية الإسلامية، وكمحطة فكرية كبرى لتربية جيل قرآني واعٍ.
وأن مناسبة المولد النبوي تجمع الشعب اليمني على كلمة سواء، حيث تذوب الفوارق المناطقية والمذهبية، والسيد القائد يصف مناسبة المولد النبوي بأنها محطة لتجديد التلاحم الشعبي، حيث يجتمع الملايين من كل المناطق والفئات في اليمن، وهذا ما يجعل المناسبة موسمًا للرحمة والتراحم والتكافل، يرسّخ الصلة بين القيادة والشعب.
وأن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في مختلف أقطار الأمة العربية والإسلامية هو تجسيد لوحدة الأمة تحت راية الإسلام، في مواجهة التمزق المذهبي والطائفي الذي يعمل المشروع الصهيوأمريكي على نشرها وإحياءها في أوساط الأمة العربية والإسلامية.
وفي يمن الإيمان تظهر مناسبة المولد النبوي كرسالة سياسية قوية، وهي منصة للتعبئة العامة، حيث يخرج فيها الشعب اليمني بالملايين ليجددوا العهد بالتحرك والجهاد والاستعداد للتضحية، مما يجعل الشعب اليمني يمتلك مشروعًا وقراراً مستقلًا يستمد شرعيته من تمسكة وإرتباطه بالرسول “صلوات الله عليه وآله”، وأنه يقف موحّدًا خلف قيادته في مواجهة كل عدوان عليه، وفي المقابل، تنكشف هشاشة الأنظمة العربية العميلة التي تخلت عن ارتباطها بالرسول “صلوات الله عليه وآله” كيف اصبحت في خزي وذل أمام أعداها، لكن الشعب اليمني الذي يرتبط برسول الله “صلوات الله عليه وآله” في كل حياته ومواجهته للعدو فهو في كل مناسبة يبعث برسالة إلى العدو أن الجبهة الداخلية متماسكة، وأن رهاناته على كسر إرادة الشعب قد فشلت وستفشل، وأنه حاضر للتحرك في كل جبهة للدفاع عن أرضه وعن المقدسات الإسلامية وعن المستضعين، والسيد القائد يؤكد أن هذه الحشود هي المخزون الاستراتيجي الذي تستند إليه المقاومة الجهادية، وأنها قاعدة صلبة للجيش واللجان الشعبية في معركة التحرر الوطني.
فالاحتفاء بذكرى مولد النبي “صلوات الله عليه وآله” هو إعلان أن اليمنيين جند محمد في مواجهة المستكبرين، ومن عمق إحياء المناسبة تُعلن موقفًا استراتيجيًا ورسالة مواجهة مفتوحة مع المشروع الصهيوني الأمريكي.
وفي الأخير، إن المولد النبوي الشريف في اليمن هو مشروع حياة واستراتيجية صراع، فهو يبني الهوية الإيمانية، يرسخ الثقافة القرآنية، يعزز الوحدة الاجتماعية، يقوّي الجبهة العسكرية، ويضع اليمن في قلب معادلة الأمة ضد أمريكا وإسرائيل.
وإن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، وفق الرؤية التي يقدمها السيد القائد، تتجاوز الطابع الشعائري لتصبح حدثًا استراتيجيًا في مسار الأمة، فهذا الإحياء يعيد للأمة ثقتها بنفسها، يربطها برسولها، يوجه بوصلة صراعها نحو العدو الحقيقي، ويمنحها زخمًا حضاريًا لمواجهة التحديات الراهنة، وبذلك تتحول المناسبة من ذكرى تاريخية إلى مشروع نهضوي متجدد يفتح أمام الأمة العربية والإسلامية أبواب العزة والكرامة والاستقلال.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com