’’فلسطين 2’’الضربة التي لم يرها أحد قادمة .. اليمن يفاجئ العدو الإسرائيلي لا يعترض

في تصعيد غير مسبوق على صعيد المواجهة مع العدو الإسرائيلي، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، يوم الخميس 22 أغسطس 2025، عن تنفيذ ضربة صاروخية نوعية استهدفت مطار بن غوريون في مدينة اللّد المحتلة بصاروخ فرط صوتي من طراز “فلسطين 2”. الضربة التي أثارت صدمة عسكرية وسياسية داخل إسرائيل، كانت لافتة ليس فقط بسبب دقة الإصابة، بل لأنها حملت دلالات تقنية واستراتيجية عميقة، كونها أول استخدام معلن لسلاح فرط صوتي متطور في سياق الصراع اليمني الإسرائيلي – وهو ما يغيّر من طبيعة المعادلات الأمنية في المنطقة.

يمانيون / تقرير / خاص

 

هذا التقرير يتناول أبعاد الضربة من جوانب متعددة، بدءًا بالإعلان الرسمي اليمني ورسائله السياسية، مرورًا بردود الفعل الإسرائيلية التي عبّرت عن قلق غير مسبوق من فشل الدفاعات الجوية، ووصولًا إلى التفاعل العربي والإعلامي الذي لم يقتصر على التأييد، بل طرح أيضًا تساؤلات جوهرية عن تطور صاروخ “فلسطين 2″، والقدرات الصناعية العسكرية اليمنية.

كما يُفرد التقرير مساحة تحليلية مهمة لفشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، موضحًا الأسباب التقنية والعسكرية التي وقفت خلف هذا الإخفاق، وعلى رأسها الطبيعة المتطورة للصاروخ المستخدم، الذي تبيّن أنه نسخة مطوّرة من فلسطين 2، مزوّد برؤوس متفجرة وقنابل انشطارية وتقنيات اختراق عالية الدقة.

 

الإعلان الرسمي اليمني ورسائل ما وراء الضربة

أعلنت القوات المسلحة اليمنية، على لسان المتحدث العسكري العميد يحيى سريع، تنفيذها لعملية صاروخية دقيقة بصاروخ “فلسطين 2” ضد مطار بن غوريون الإسرائيلي، مشيرة إلى أن العملية تأتي ردًا على الجرائم الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة. وأكد البيان أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة عالية، وأحدث شللًا مؤقتًا في حركة الطيران، وهلعًا في صفوف المستوطنين الذين فرّوا إلى الملاجئ.

اللافت في هذا الهجوم لم يكن فقط استهداف أحد أهم المطارات الإسرائيلية، بل استخدام صاروخ فرط صوتي، وهو تطور نوعي يعكس مستوى التصنيع والتطوير المحلي اليمني، ويؤشر إلى دخول المعركة بمرحلة جديدة من المواجهة البعيدة المدى والدقيقة.

 

الإعلام الإسرائيلي ..  صدمة، ارتباك، وتشكيك في القدرات الدفاعية

عكست الصحافة العبرية حجم الصدمة داخل الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. فقد وصفت صحيفة “هآرتس” ما حدث بأنه “إخفاق أمني خطير”، بينما اعتبرت “إسرائيل هيوم” أن ما جرى “يثبت أن لا منظومة دفاعية تستطيع توفير حماية مطلقة”.

تحليلات عسكرية إسرائيلية بارزة أشارت إلى أن صاروخ “فلسطين 2” تخطى كل أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات، بما فيها “القبة الحديدية” و”حيتس 3″ و”ثاد”، ما يشير إلى أن السرعة التي فاقت 16 ماخ، والمسار الباليستي المعقد، أربكا أجهزة الرصد والاعتراض.

قال الجنرال ران كوخاف، القائد السابق للدفاع الجوي، إن إسرائيل “تواجه لأول مرة تهديدًا من هذا النوع من نقطة تبعد آلاف الكيلومترات”، مؤكدًا أن امتلاك الحوثيين لهذه القدرات “ليس تهديدًا تكتيكيًا فحسب، بل استراتيجيًا بالغ الخطورة”.

 

تفاعل الإعلام العربي .. دعم واسع وتساؤلات حول تطور “فلسطين 2”

قوبلت العملية اليمنية بتفاعل واسع في الأوساط الإعلامية العربية، حيث اعتبرتها غالبية وسائل الإعلام في صنعاء، وبيروت، وغزة، عملية نوعية تمثل قفزة جديدة في قدرات محور المقاومة، خاصة من حيث جرأتها التقنية والاستراتيجية في استهداف العمق الإسرائيلي بهذا الشكل المباشر.

منصات إعلامية عربية بارزة وصفت الضربة بأنها “تاريخية”، وأكدت أنها كسرت أحد أهم خطوط الحماية الجوية الإسرائيلية في وقت حساس للغاية، مشيرة إلى أن هذا التحول يحمل في طياته دلالات على تغيير قواعد الاشتباك وتبدّل موازين الردع في المنطقة.

لكن اللافت في تفاعل الإعلام العربي لم يكن فقط الاحتفاء بالضربة، بل أيضًا تنامي التساؤلات حول صاروخ “فلسطين 2” نفسه:

هل كانت هذه النسخة مختلفة ومطورة عن سابقاتها؟

ما نوع التكنولوجيا التي مكّنت اليمن من الوصول إلى هذا المستوى من الدقة والسرعة والاختراق؟

وهل نحن أمام بداية لمرحلة جديدة من التصنيع الحربي المحلي الذي يتجاوز المعايير الإقليمية؟

محللون في قنوات مثل الميادين وصحيفة رأي اليوم أشاروا إلى أن الصاروخ المستخدم في العملية قد يكون أكثر تطورًا مما تم استخدامه في عمليات سابقة، مستندين إلى فشل جميع المنظومات الإسرائيلية في التصدي له، وإلى طبيعة الهدف الدقيق والبعيد المدى الذي أصابه.

 

لماذا فشلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية؟

تُجمع التحليلات الفنية أن فشل إسرائيل في اعتراض فلسطين 2  يعود إلى مجموعة من العوامل التقنية والعملياتية، أبرزها، السرعة الهائلة للصاروخ، التي تجاوزت 16 ماخ، ما يعني أنه يقطع المسافات خلال ثوانٍ، ويصعب تعقبه أو اعتراضه بأي منظومة حالية، والمسار الباليستي المعقد والمناور، حيث يتخذ الصاروخ مسارات غير تقليدية، ويغيّر اتجاهه وارتفاعه أثناء الطيران، مما يربك أنظمة الرصد والرادار، كذلك تأخّر زمن الإنذار والرد، نتيجة قصر زمن التحليق، ما قلل فُرص إطلاق صواريخ اعتراض في الوقت المناسب،  وضعف التكامل بين منظومات الدفاع الإسرائيلية المختلفة، مثل “حيتس”، و”ثاد”، و”القبة الحديدية”، خاصة في حالات التهديد الفرط صوتي بعيد المدى.

غير أن العامل الحاسم ، كما يرى خبراء في شؤون التسليح ، هو أن الصاروخ المستخدم في هذه الضربة كان نسخة متطورة من صاروخ ،فلسطين 2، حملت مواصفات غير مسبوقة، منها رؤوس متفجرة شديدة التدمير ومصممة لاختراق المنشآت الحيوية، وقنابل انشطارية تنفجر على مراحل، ما يزيد من مساحة التأثير والانفجار ويضاعف الضرر داخل منطقة الهدف، وتقنيات توجيه دقيقة للغاية تُمكّن الصاروخ من التحليق لمسافات طويلة مع تصحيح ذاتي للمسار، بالاضافة إلى خصائص خفّية عالية لمراوغة الرادارات وأنظمة التتبع الحراري والإلكتروني.

كل هذه الخصائص جعلت من هذا الصاروخ تهديدًا نوعيًا يفوق قدرات المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية الحالية، ورسّخت لدى المراقبين قناعة بأن الحماية من الصواريخ الفرط صوتية تتطلب منظومات ردع جديدة تمامًا، لا تزال غير متاحة على نطاق واسع حتى الآن.

 

معادلات تتغيّر وصواريخ تعيد رسم الجغرافيا السياسية

تؤشر ضربة فلسطين 2 على تحوّل استراتيجي في توازنات القوة بالمنطقة، خصوصًا عندما يكون الطرف المنفّذ دولة محاصرة تعاني من عدوان منذ سنوات، دخول الصواريخ الفرط صوتية الأكثر تطوراً في ترسانة اليمن يعني أن الساحات البعيدة لم تعد آمنة بالنسبة لإسرائيل، وأن قواعد الاشتباك باتت تشمل العمق الاستراتيجي دون إمكانية ردع فعّالة.

كما أن هذا الحدث يُعيد طرح تساؤلات جدية أمام حلفاء إسرائيل، لا سيما الولايات المتحدة، حول مدى فاعلية ما يُسمّى بالمظلّة الدفاعية الإقليمية التي بُنيت لمواجهة تهديدات كهذه.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com