دور القبائل اليمنية في حياة الرسول وإحياء مولده

يمانيون/بقلم الشيخ: عبدالرزاق مجاهد غشيم

كانت اليمن موطنًا للقبائل العريقة التي لعبت دورًا بارزًا في التاريخ الإسلامي، سواء في دعم الدعوة الإسلامية ونصرتها في صدر الإسلام مع رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله، أو في الحفاظ على تراث الأمة وتعاليم الدين وساهمت في نشر الإسلام وتعزيز قيمه في المجتمع.

إذ كانت ولا تزال تتصف بالشجاعة والكرم والوفاء، وهي صفات انعكست في تعاملاتها مع المسلمين الأوائل وتتجلى بوضوح في عصرنا الراهن أمام كافة دول وشعوب العالم.

الحضور المميز للقبائل اليمنية على مدى التاريخ في مواجهة كافة التحديات والأخطار أسهم بشكل فاعل ومؤثر في نشر الرسالةالإلهية وكان لهم فضل السبق في الاستجابة لرسول الله ما جعلهم موضع حبه وأحبوه، فنقلوا تعاليم الدين ونشروا الشريعة السمحة بقيمها ومبادئها وعظمتها في مختلف البلدان والقارات.
ومنذ دخول اليمنيين في الإسلام ومع مرور الزمن، استمرت القبائل اليمنية في إحياء المولد النبوي الشريف، والاحتفال به جيل بعد جيل، بعد ان سكن رسول الله واهل بيته كينونة وأفئدة هذا الشعب الذي يحيي هذه المناسبة بشكل لا نظير له بحشود مليونية في كل عام، معبرا بذلك عن هويته الايمانية اليمنية الذي أثنى عليها خاتم الأنبياء وأوصى بأهل اليمن خيرا ووصفهم بأنهم سند ومدد الرحمن.

المولد النبوي لا يعتبره الشعب اليمني مجرد احتفال عابر، بل فرصة لتجديد العهد لرسول الله واعلام الهدى من اهل بيته والارتباط بهم، قولا وفعلا، نتعرف من خلالها على شخصيته وجهاده وحركته في واقع الحياة، فنقتدي بها، ونتأسى بنهجها، ونسلك دربها، نستلهم فيها الصبر على الشدائد، والصدق، والكرم، والرحمة، ومكارم الأخلاق، فنتواصى بالحق ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وندافع عن دين الله ونرفع راية دينه، ونفق بوجه الطواغيت والعملاء والظلمة والأشرار.
تتجلى أهمية هذه المناسبة في كونها محطة للتزود بالدروس والعبر وما أكثرها، نحتفل لنقتدي بسيرة ومسيرة رسول الرحمة في حياتنا اليومية، ونحافظ على روابطنا الاجتماعية والدينية، ونعمل على نشر المحبة والخير في كل مكان.
نحتفل بكل شوق ورغبة ولهفة لنرسل رسالة لأعداء الله اننا أمة متمسكة بنبيها، ونقدم شواهد على الإخلاص والوفاء، ونعبر عن حبنا العميق له ونجدد الولاء لمن هم امتداد له من أهل بيته، ونجعل من هذه المناسبة فرصة لتجديد العودة الى الله وندرك أهمية الإيمان والعمل الصالح في مرحلتنا هذه ونسعى للنهوض بأعمال البر والخير والتكافل الاجتماعي ونشر المحبة والاخاء والتسامح والاعتصام بحبل الله ولنهيئ أنفسنا للمشاركة المليونية في ربيع ١٤٤٧هـ.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com