جرائم ومجازر العدو الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية .. تصعيد جنوني واستهداف منهجي للمدنيين
في مشهد يتكرر أمام أنظار العالم دون أن يلقى ردعًا حقيقيًا، تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها بيت لحم، تصعيدًا عسكريًا جنونيًا وإجرامياً، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، يتسم بوحشية غير مسبوقة تستهدف الأبرياء دون تمييز، وتحوّل المناطق المدنية إلى ميادين دمار شامل.
يمانيون / تقرير / خاص
منذ أكتوبر 2023 وحتى اليوم، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية استباحة الأرواح والمنازل والمرافق الحيوية، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال، في عمليات موثقة وصفتها منظمات دولية بـ”جرائم حرب” و”مجازر ضد الإنسانية”، لا تقتصر هذه الانتهاكات على غزة وحدها، بل تمتد إلى مدن الضفة الغربية مثل بيت لحم، حيث تتكرر مشاهد القمع والمداهمات والاعتقالات التعسفية، في ظل صمت دولي مريب.
هذا التقرير الصحفي يقدّم قراءة شاملة وموثقة لما يجري على الأرض، مستندًا إلى تقارير منظمات أممية وحقوقية، وشهادات شهود عيان، ومصادر إعلامية موثوقة. نعرض من خلاله، تسلسل الأحداث والتصعيد العسكري في غزة والضفة الغربية، وتوثيق المجازر المرتكبة بحق المدنيين، وأبرز الأرقام حول الضحايا من النساء والأطفال، وتكمن أهمية هذا التقرير في كونه ليس فقط سجلًا للانتهاكات الجارية، بل صرخة ضمير تجاه ما يتعرّض له شعب أعزل من عدوان ممنهج، أمام مرأى العالم، إنه توثيق للتاريخ، ومساءلة للواقع، ودعوة للاستجابة الفعلية التي لم تعد تحتمل التأجيل.
مجازر موثّقة واستهداف للمدنيين
شهدت غزة خلال العامين الأخيرين سلسلة من المجازر التي هزت الضمير الإنساني، وتنوعت بين قصف لمراكز الإيواء، وتدمير أحياء سكنية بأكملها، وضرب منشآت طبية وتعليمية، أبيدت فيها عائلات بأكملها وقصفت المدارس ودمرت تدميراً شاملاً ، وستبقى مجزرة عائلة النجار (في خان يونس، مايو 2025)، التي قُتل فيها تسعة أطفال من عائلة واحدة، إلى جانب والديهم، نتيجة قصف منزلهم دون سابق إنذار، شاهداً على واحدة من الجرائم البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني، وكذلك قصف مدرسة الفهمي الجرجاوي (غزة، مايو 2025)، والتي كانت تأوي نازحين خلّف 36 شهيدًا، بينهم 18 طفلًا، والضربة الجوية على مخيم النصيرات (ديسمبر 2024)، والتي أدّت إلى استشهاد 33 مدنيًا، معظمهم نساء وأطفال، ودمار واسع في منازل المدنيين.
وقصف الموّاسي (بخان يونس، يوليو 2024)، والتي وصفت بأنها مذبحة بشعة راح ضحيتها ما لا يقل عن 90 شهيدًا و300 جريح، باستخدام قنابل ضخمة في منطقة أُعلن سابقًا أنها “آمنة”.
هذه الأحداث لم تكن استثناءً، بل جزءًا من نمط متكرر وموثّق من الاستهداف المتعمد للمناطق المدنية في تحدٍّ صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني.
الوضع في الضفة الغربية وبيت لحم
بالتوازي مع العدوان على غزة، شنت قوات العدو حملة تصعيد في الضفة الغربية، شملت مداهمات ليلية، إعدامات ميدانية، واقتحامات ، خاصة في مدن مثل جنين ونابلس وبيت لحم، التي لم تكن بمنأى عن هذه الحملة، حيث سُجّلت حالات قتل مباشر لشبّان فلسطينيين، إلى جانب عمليات دهم وتفتيش مكثفة للأحياء السكنية والمخيمات، ما أثار حالة من الذعر لدى المدنيين، خصوصًا في ظل تكرار إطلاق النار العشوائي واستخدام الرصاص الحي.
ترافقت هذه العمليات مع اعتقالات تعسفية طالت مئات الفلسطينيين، بمن فيهم قاصرون ونساء، في انتهاك مباشر لكل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.
إحصائيات مروعة
أكثر من 66,148 شهداء و 168,716 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، في غزة ، كثير من الإصابات خطرة وبتر في الأطراف، أو تشوهات دائمة.
تدمير ما يفوق 90% من البنى التحتية في غزة، بما في ذلك مستشفيات ومراكز صحية ومدارس.
نزوح أكثر من 1.5 مليون شخص داخليًا داخل القطاع، بعضهم نزح مرات متكررة.
في الضفة الغربية، ارتقى أكثر من 600 شهيد خلال عمليات العدو منذ أكتوبر 2023، وأُصيب الآلاف بجروح متفاوتة.
الانتهاكات القانونية والإنسانية
تتوافق هذه الأفعال مع توصيف جرائم حرب وفقًا لاتفاقيات جنيف، التي تحظر استهداف المدنيين أو استخدام القوة المفرطة وغير المتناسبة في النزاعات. كما أن قصف المدارس والمستشفيات، وفرض الحصار وتجويع السكان، يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وفقًا لنظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية.
عدة منظمات دولية، من بينها هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، وثّقت نمطًا من الهجمات العشوائية والمتعمدة ضد المدنيين، مطالبة بفتح تحقيقات عاجلة ومحاسبة المسؤولين عنها.
التأثير الإنساني والنفسي
أطفال غزة اليوم يعانون من صدمات نفسية جماعية، ومئات الآلاف منهم فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، كما أن انهيار النظام الصحي جعل من المستحيل تقديم الرعاية اللازمة للجرحى أو حتى للحالات المزمنة، وكذلك انعدام الأمن الغذائي الذي طال أكثر من 95% من السكان، فيما يعيش معظمهم تحت خط الفقر المدقع، ونساء كثيرات فقدن عائلاتهن بالكامل، وأصبحن يعشن في مراكز إيواء مكتظة، دون حماية أو خدمات أساسية.
الموقف الدولي
رغم فظاعة الأرقام، فإن الموقف الدولي اتسم بالتردد والانقسام، مع استمرار بعض الدول الكبرى في دعم الاحتلال سياسيًا أو عسكريًا، بينما اكتفت منظمات أممية بدعوات “التهدئة” و”القلق العميق”.
ومع ذلك، صدرت تقارير مهمة من مجلس حقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وهيئات حقوقية طالبت بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح تحقيقات مستقلة، وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة الدولية.
ردود الأفعال العالمية التضامنية مع غزة
في سياق التظاهرات والمظاهرات الجماهيرية سجلت اليمن موقفاً استثنائياً لم يسبق لها مثيل على مستوى العالم القديم والحديث ، وكل يوم جمعة تشهد العاصمة صنعاء وكل المحافظات اليمنية الحرة حشوداً مليونية في المئات من الساحات رافعين شعارات الغضب والاستهجان والتضامن مع غزة وتنديداً بالجرائم الصهيونية ضد أبناء غزة الذين ينعرضون لحرب إبادة وحشية منذ عامين أما العالم .
وفي دول غربية تخرج مظاهرات حاشدة منددة بالجرائم الصهيونية بالإضافة إلى احتجاجات شعبية في المدن الكبرى الأوروبية ودو أخرى.
بينما العالم الإسلامي والعربي لم يسجل في تضامنه ذلك الزخم التضامني مع غزة الذي سجلته التظاهرات الشعبية في دول أوروبية وغربية باستثناء إيران وباكستان ولبنان والمغرب وتونس وموريتانيا والجزائر وعدد قليل آخر من الدول العربية التي لم يكن
الضغط السياسي والدولي الرسمي
الاتحاد الأفريقي، ندّد بشدة باستخدام القوة المفرطة من قبل الجيش الإسرائيلي، لا سيما في حالات المتظاهرين الفلسطينيين، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف النزاع.
دول وحكومات أوروبية أيضًا أدلت بتصريحات تدعو لتهدئة عاجلة، لحماية المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية، كما طالبت بعض الدول بوقف صادرات الأسلحة المستخدمة في النزاع أو فرض عقوبات اقتصادية وسياسية إن تطلب الأمر،
منظمات حقوقية دولية والهيئات الأممية مثل مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أكّدت على أن ما يحدث في غزة من معاناة للمواطنين المدنيين يعتبر “مأساة إنسانية” تستوجب وقوفًا جدّيًا من الدول والمؤسسات الدولية لتحمل مسؤوليتها.
المبادرات الإنسانية والأنشطة التضامنية
القوافل والمساعدات المدنية، التي تضمّ متضامنين من عدة دول، تهدف إلى كسر الحصار البحري لقطاع غزة، وإيصال مساعدات إنسانية، وكذلك لإبراز التضامن الشعبي العالمي مع المعاناة، وإضرابات عامة ودعم اتحاد النقابات: في إيطاليا، على سبيل المثال، تمّ تنفيذ إضراب وطني منعمال نقابات تطالب الحكومة بعدم تسهيل شحن الأسلحة لضمان عدم تورطها في جرائم محتملة ضد المدنيين.
خاتمة
ما يجري في غزة والضفة الغربية ليس مجرد مأساة إنسانية تتكشّف على مرأى من العالم، والأرقام لم تعد مجرد إحصاءات، بل أسماء وأحلام قُطعت، وأُسر دُمّرت، وأطفال شُوّهت طفولتهم إلى الأبد.
إن استمرار هذا الوضع يمثّل فشلًا أخلاقيًا وقانونيًا فادحًا للمجتمع الدولي، ويؤكد الحاجة إلى تحرّك عاجل يتجاوز الإدانة الكلامية إلى خطوات ملموسة توقف نزيف الدم الفلسطيني، وتضع حدًا للإفلات من العقاب.