عيد جمعة رجب.. حضور رسمي ومجتمعي واسع يجدد العهد بالهوية الإيمانية ونهج الإيمان
يمانيون | تقرير
أحيت عدد من الوزارات والقطاعات الحكومية، اليوم الثلاثاء، عيد جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام، بسلسلة من الفعاليات الخطابية والثقافية والزيارات الميدانية، في مشهد وطني وإيماني عكس عمق حضور هذه المناسبة في الوعي الرسمي والشعبي، وما تمثله من دلالات تاريخية وعقدية راسخة، باعتبارها محطة مفصلية دخل فيها أبناء اليمن دين الله طواعية، وحملوا راية الإسلام بعزيمة صادقة وحكمة واعية.
وفي هذا الإطار، نظّمت وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار والجهات التابعة لها فعالية خطابية بهذه المناسبة تحت شعار “هويتنا الإيمانية مسار جهاد وعمل وبناء”، أكدت خلالها قيادتها أن عيد جمعة رجب يمثل خصوصية يمنية متجذرة في التاريخ الإسلامي، ونقطة تحول كبرى جسدت صفاء الفطرة وعمق الوعي لدى أبناء اليمن الذين استجابوا لدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون إكراه.
واعتبر القائم بأعمال وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار أن استمرار إحياء هذه الذكرى يعكس ارتباط الشعب اليمني بهويته الإيمانية، وتمسكه بالقيم التي تأسس عليها منذ فجر الإسلام، مؤكدًا أن الدور الإيماني والجهادي لأبناء اليمن لم يكن طارئًا أو ظرفيًا، بل مسارًا ممتدًا في مواجهة الطغيان والاستكبار، والدفاع عن الدين والمقدسات.
وأشار إلى أن أحرار اليمن وأحرار الأمة باتوا يدركون اليوم أبعاد المشروع الصهيوني الذي يستهدف الأمة في عقيدتها وأمنها واستقرارها، مؤكدًا التأييد الكامل لمواقف قائد الثورة وما تحمله من مسؤولية دينية ووطنية تجاه القضايا المصيرية، وفي مقدمتها ما يتعلق بمحاولات العدو الصهيوني فرض وقائع جديدة تخدم أجندته في المنطقة.
بدورها، أحيت وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها عيد جمعة رجب بفعالية خطابية، أكدت خلالها قيادتها أن الاحتفاء بهذه الذكرى يأتي في سياق مواجهة الاستهداف الممنهج للهوية والعقيدة، الذي تقوده الولايات المتحدة وأدواتها ومعها الكيان الصهيوني، في محاولة لسلخ الأمة عن قيمها ومبادئها الأصيلة.
وأوضح نائب وزير الإعلام أن ما يتعرض له اليمنيون من عدوان وحصار وحرب ناعمة، يندرج ضمن مشروع يستهدف الهوية الإيمانية أولًا، غير أن هذا المشروع فشل أمام وعي الشعب وتمسكه بقيادة ربانية رسمت النهج القويم، ورسخت معادلة الثبات والوعي والبصيرة.
وأكدت كلمات الفعالية أن ما وصف به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أهل اليمن من الإيمان والحكمة، ليس توصيفًا تاريخيًا فحسب، بل حقيقة متجددة تتجسد في مواقف الصمود والانتصار للمقدسات، وفي التضحيات التي قدمها الشهداء في سبيل الله، ونصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.
وفي سياق متصل، نفذت قيادة وكوادر وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي زيارة إلى الجامع الكبير وعدد من المساجد والمعالم التاريخية في صنعاء القديمة، إحياءً لذكرى جمعة رجب، حيث أكدت الكلمات المرافقة للزيارة أن هذه المناسبة تمثل منعطفًا حضاريًا وإيمانيًا انتقل فيه اليمنيون إلى نور الهداية، وأسهموا بعدها في بناء الحضارة الإسلامية ونشر رسالة الإسلام في الآفاق.
وأشار المشاركون إلى أن ارتباط اليمنيين برسول الله وآل بيته الأطهار شكّل أساسًا متينًا لمسيرتهم الإيمانية، وأن ما يقدمه أبناء اليمن اليوم من صمود وتضحيات هو امتداد طبيعي لذلك الإرث الإيماني والجهادي.
كما قامت قيادة وكوادر السلطة القضائية بزيارة الجامع الكبير ومسجد الإمام علي بن أبي طالب وسوق الحلقة في صنعاء القديمة، واطلعوا على ما تحمله هذه المعالم من رمزية دينية وتاريخية، مرتبطة بواقعة قراءة رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودخول اليمنيين في الإسلام طواعية، في مشهد يعكس وعيهم المبكر واستجابتهم الصادقة للدعوة المحمدية.
وأكد المشاركون أن هذه المعالم لا تمثل إرثًا تاريخيًا فحسب، بل شواهد حية على عظمة الحدث وأبعاده الحضارية والإيمانية، ودعوة متجددة للاقتداء بتلك المواقف في الواقع المعاصر.
وفي مديرية شعوب بأمانة العاصمة، نُظم لقاء موسع لمديري وموظفي المكاتب التنفيذية، ركز على تعزيز الهوية الإيمانية والاستمرار في التعبئة العامة، حيث أكدت الكلمات أهمية استلهام الدروس من ذكرى جمعة رجب في بناء الوعي المجتمعي، ومواجهة الحرب الناعمة، وإفشال مخططات الأعداء التي تستهدف تفكيك المجتمع وضرب قيمه.
وشدد اللقاء على ضرورة ترجمة القيم الإيمانية إلى سلوك عملي في مختلف مجالات العمل والخدمة العامة، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك يستند إلى هويته الإيمانية في مواجهة التحديات.
وفي مديرية أرحب بمحافظة صنعاء، أحيا مركز الشيخ محسن أبو نشطان عيد جمعة رجب بفعالية خطابية، أكدت خلالها الكلمات أن دخول اليمنيين في الإسلام كان عن قناعة واختيار، وهو ما منحهم هذا التميز الإيماني والحضاري، وجعل من هذه الذكرى محطة لتجديد العهد بالقيم والمبادئ التي تأسس عليها المجتمع اليمني.
وفي محافظة صعدة، نظّمت الوحدة الاجتماعية فعالية خطابية بهذه المناسبة، استعرضت خلالها استجابة أهل اليمن المبكرة للدعوة الإسلامية، ودورهم الريادي في نصرة الإسلام ونشره، مؤكدة أن إحياء جمعة رجب يُعد من أيام الله التي تحمل دلالات عميقة تستوجب الوقوف عندها واستحضار معانيها في الواقع المعاصر.
وفي محافظة حجة، شهد مركز المحافظة وعدد من المديريات فعاليات ثقافية متنوعة، ركزت على تعزيز الهوية الإيمانية في نفوس الطلاب والمجتمع، واستحضار مواقف اليمنيين في نصرة الإسلام والرسول الكريم، والتأكيد على الارتباط بالقرآن وآل البيت، في مواجهة موجات الاستهداف التي تطال الأمة.
وفي محافظة إب، أُقيمت فعاليتان ثقافيتان في مديريتي ذي السفال والرضمة، أكدت الكلمات فيهما أن ذكرى جمعة رجب تمثل محطة لتجديد الولاء لله ورسوله، وتعزيز الثبات على النهج الإيماني، مع التنديد بالإساءات المتكررة للقرآن الكريم، باعتبارها تعبيرًا عن حقد دفين على الإسلام وقيمه.
كما أُقيمت فعالية ثقافية في مسجد أويس القرني التاريخي بمديرية العبدية في محافظة مأرب، شددت على أن جمعة رجب تمثل محطة إيمانية لتجديد العهد والمضي على نهج الهداية، واستحضار القيم التي شكّلت هوية اليمنيين منذ فجر الإسلام.
ويعكس هذا الحضور الرسمي والمجتمعي الواسع لإحياء ذكرى جمعة رجب، حجم المكانة التي تحظى بها هذه المناسبة في وجدان اليمنيين، باعتبارها عنوانًا للهوية الإيمانية، ومنطلقًا متجددًا للثبات على نهج الإيمان والحكمة والجهاد، في مواجهة التحديات الراهنة وصون كرامة الأمة ومقدساتها.

