السيد القائد يكشف تفاصيل مخطط التحالفات والداعمين للعدو الإسرائيلي

جاءت كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، في لحظة استثنائية من تاريخ الأمة، حيث تقف غزة جريحة تحت نيران الإبادة، ويكاد العامان يكتملان على أوسع حملة تدمير وتهجير وتجويع ممنهج عرفها العصر الحديث، وبعد انتهاء الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي ذروة السخط العالمي من الصمت والتواطؤ الدولي، جاءت الكلمة لتضع النقاط على الحروف، وتكسر جدار الصمت والتطبيع، وتعيد توجيه البوصلة نحو فلسطين – القضية المركزية للأمة.

يمانيون / خاص

 

 

المضمون والمواقف.. تشخيص عميق ورسائل جريئة

السيد القائد استعرض، بلغة واقعية مؤلمة، ملامح الجريمة الإسرائيلية الممتدة، إبادة جماعية مستمرة طالت النساء والأطفال، والنازحين في الأحياء المحاصرة، وتدمير شامل للأحياء السكنية، حتى لا تبقى صالحة للحياة، وتهجير قسري إلى مناطق غير آمنة، خالية من أدنى مقومات البقاء، واستخدام سلاح التجويع كوسيلة قتل جماعي معلنة، انتهاك صارخ للمقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى، بطقوس صهيونية استفزازية.

 كشف التحالفات والداعمين

لم يكتفِ السيد القائد بوصف الجريمة، بل فضح شركاءها، الغطاء الأمريكي الكامل، سياسيًا وعسكريًا، في أبشع صور الانحياز للإجرام، والتخاذل العربي والإسلامي، الذي وصفه بـ”الرهيب”، ليضع الشعوب أمام مسؤولياتها، وصمت المجتمع الدولي، وتحيّزه الواضح، الذي يجعل من منظماته شريكة في الجريمة.

وفي مشهد يُغلفه الحزن وتغلب عليه المرارة، يضع السيد القائد الجميع أمام فظاعة ما يحدث، أطفال بين شهداء ومجوعين ومطاردين بالقصف، ونساء يُستهدفن في مشهد من الوحشية والدناءة والتلذذ بالجريمة، ومشاهد قال عنها السيد القائد: “أبلغ من الوصف”، داعيًا لمتابعتها كي لا تموت المشاعر.

وهنا يتحول الخطاب إلى صيحة ضمير حيّ، يرفض التعوّد على الدم، ويُحذّر من تبلّد الإحساس، ويؤكد أن تجاهل المجازر هو تنكر للإنسانية والحقائق الكبرى في منطقتنا.

 

الضفة الغربية.. الجرح الغائر الآخر

كلمة السيد القائد لم تكتفِ بغزة كعنوان للعدوان، بل سلّطت الضوء على الضفة الغربية، وما يحدث فيها من قوننة قتل الأسرى وتعذيبهم حتى الاستشهاد، والتهجير المتواصل من المخيمات، ضمن خطة تغيير ديمغرافي، واستهداف البدو والرعاة، لإفراغ الأرض من سكانها الأصليين.

هذا التذكير يؤكد أن العدوان ليس مجرد حملة على غزة، بل مشروع استيطاني شامل، يُفرغ فلسطين من شعبها، ويُعيد رسم خارطتها بالقوة.

 

دلالات  مهمة في الخطاب

الخطاب كشف عمق الإدراك لمشروع العدو الصهيوني، ليس فقط كمحتل عسكري، بل كمنظومة فكرية قائمة على العنصرية والدموية والتطرف العقائدي،  وأعاد التأكيد أن فلسطين ليست قضية هامشية، بل مركز توازن الأمة، والسكوت عن جراحها هو سكوت عن الذات، والمشاركة في خنقها هو مشاركة في خنق الأمة بأكملها.

كما دعا السيد القائد الجميع إلى عدم الاكتفاء بالمشاهدة، بل إلى اليقظة والاهتمام والتفاعل النفسي والوجداني، لأن ما يجري اليوم في غزة والضفة، سيمتد أثره إلى كل بيت في هذه الأمة.

كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليست فقط تسجيل موقف، بل هي تجديد عهد بأن قضية فلسطين ستبقى حية في ضمير الأحرار، وأن السكوت على الجريمة ليس خيارًا، بل خيانة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com