من الانتداب البريطاني إلى الإنتداب الأمريكي حقيقة الخطة الأمريكية وهذا ما كشفه السيد ال

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتواطؤ دولي فاضح، جاءت كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، كوثيقة سياسية وأخلاقية تعرّي المشروع الصهيوني الأمريكي، وتكشف أبعاد التواطؤ الدولي مع الاحتلال، ضمن ما سماه بـ”خطة تصفية القرن”، التي تمثل خطة ترامب ذروتها التنفيذية، في هذا الخطاب السياسي العميق، يقدم السيد القائد قراءة نقدية لكواليس ما يُسوَّق كـ”مبادرات سلام”، ويكشف أن ما يجري في الواقع ليس سوى إعادة إنتاج للاحتلال بأدوات جديدة، وشراكة دولية في ارتكاب جريمة العصر بحق الشعب الفلسطيني.

يمانيون / خاص

 

 تفكيك خطة ترامب .. خارطة تهويد باسم السلام

من أبرز ما توقف عنده السيد القائد هو ما يسمى بـ”خطة ترامب”، والتي قدمت كما قال حفظه الله “هديةً للمجرم نتنياهو”، ليضيف عليها بنودًا تجعلها وثيقة استسلام فلسطيني كامل، تتماهى تمامًا مع الطموحات الصهيونية، خطة لا تعترف بأي سيادة فلسطينية حتى على غزة، ولا تقبل بالسلطة الفلسطينية، ولا بأي شكل من أشكال الدولة، حتى بالصيغة الشكلية التي تعترف بها بعض الدول الأوروبية، وتكرّس نزع سلاح المقاومة، وتهدف إلى تهجير المجاهدين، وتفريغ غزة من أي بعد تحرري أو وجود مقاوم.

هذه الخطة، كما أكد السيد القائد، ليست سوى إعادة إنتاج للنكبة، ولكن بلغة دبلوماسية مخادعة، تستغل المعاناة الإنسانية لتسويق الاحتلال كحل.

 

الجريمة لا تقونن .. والمحتل لا يُشرّع له

في موقف واضح لا لبس فيه، يؤكد السيد القائد أن الجريمة تبقى جريمة، وأن محاولات “قوننة الاحتلال” وتجميله لا تغيّر من حقيقته، ويقول بوضوح: “الجريمة لا تُقونن، والاغتصاب يبقى اغتصابًا”، في إشارة إلى أن كل محاولات الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي لشرعنة جرائمهم بحق الفلسطينيين لن تمنحهم صكوك براءة أمام التاريخ أو الشعوب الحرة.

ويركز الخطاب على أن ما يجري في فلسطين ليس عدوانًا إسرائيليًا فقط، بل شراكة أمريكية مباشرة، تسند الاحتلال سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا عبر أدوات خادعة.

ومن أبرز صور الشراكة التي فضحها السيد القائد، هو الجسر البحري الذي روّج له الأمريكيون كممر مساعدات إنسانية لغزة، ليتبيّن لاحقًا أنه أداة دعائية ومجرد خداع بصري لتغطية الجرائم، وكذلك مؤسسة غزة الإنسانية، والتي هي عنوان “مخادع جدًا”، كشفت الأيام أنها أداة ناعمة للقتل والإذلال باسم الإغاثة.

هذه النماذج تعبّر عن “الأساليب الدنيئة والمسيئة”، التي يتقنها الأمريكي، ويستغل بها الأزمات لصالح المشروع الصهيوني.

 

الاستياء العالمي .. صوت الشعوب أقوى من صمت الأنظمة

كلمة السيد القائد لم تغفل الزخم الشعبي العالمي المناهض للعدوان، بل اعتبرته عنصرًا ضاغطًا مهمًا في وجه آلة الإبادة، ومن أبرز دلالات هذا الزخم الشعبي، أنشطة متصاعدة في أوروبا، وأمريكا، وأستراليا، وغيرها، وكذلك تحرّكات عمالية ونقابية كما في إيطاليا (عمال الموانئ)، وشعوب تضغط على حكوماتها، حتى أن بعض الأنظمة المتواطئة اضطرت لـ”اعتراف شكلي” بالدولة الفلسطينية، ويرى السيد القائد في هذه الأنشطة بذور وعي عالمي جديد، وأن المعركة لم تعد فقط في الميدان، بل في الضمير الإنساني العالمي الذي بدأ يحرج العواصم الكبرى.

 

التاريخ يعيد نفسه .. من الانتداب البريطاني إلى الانتداب الأمريكي

بحنكة سياسية وتاريخية، يربط السيد القائد جذور المشروع الصهيوني المعاصر بالحقبة الاستعمارية الأولى،تحت عنوان الانتداب البريطاني سيطرت بريطانيا على فلسطين وسلمتها للصهاينة، واليوم، يلعب الأمريكي الدور ذاته بلباس مختلف، عبر أدوات مثل “مجلس السلام” الذي وصفه السيد القائد بدقة بـ”مجلس مصادرة الحقوق الفلسطينية”.

السيد القائد يُعيد التأكيد على أن الفلسطينيين أصحاب الحق الكامل في إدارة أرضهم، ويستنكر نزع هذا الحق حتى من السلطة الفلسطينية ذاتها، ضمن صفقة “تطهير شامل” تقودها أمريكا، مؤكداً أن كل ما يُقدم تحت عنوان المساعدة (الجسر البحري، المؤسسات الأمريكية) ليس سوى غطاء لعمليات السيطرة والإذلال، و”تطبيع المعاناة” لتكريس الاحتلال.

 

الموقف اليمني ثابت.. والمقاومة خيار الأمة

في ظل هذا المشهد الدموي، يُثبت السيد القائد مرة أخرى أن الموقف اليمني من القضية الفلسطينية ثابت ومبدئي وغير قابل للمساومة.

خطابه يُعد وثيقة سياسية وميدانية تكشف عمق المؤامرة، لكنها أيضًا تزرع الأمل بأن وعي الشعوب وتحركات الأحرار كفيلة بإرباك حسابات المعتدين، وأن الحق لا يمكن أن يُطمس مهما اشتد التآمر.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com